استضافت هيئة الملتقى الإعلامي العربي في مقرها في بيت العثمان صباح أمس الأول الاثنين 3 ديسمبر ندوة بعنوان «كتابي عالمي» قدَّمها الدكتور عصام سلطان الأستاذ المساعد بقسم علوم المكتبات والمعلومات بكليتي التربية الأساسية والآداب والحاصل على دكتوراه الفلسفة في شبكات المعلومات والمكتبات بجامعة بستبرج في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحضرت الندوة مدرسة النجاة الابتدائية بنات السالمية تحت رعاية عبد العزيز الكندري مراقب المدارس العربية، والذي حضر إلى جانب 20 طالبة من مدرسة النجاة الابتدائية في عمر 9 - 10 سنوات، بالإضافة إلى مديرات المدرسة والناظرات والمدرسات وأمينات المكتبة.
وبدأت الندوة بتلاوة قرآنية من إحدى الطالبات المشاركات في الندوة ثم بكلمة ألقتها الأستاذة ميناس خطاب مشرفة تحرير مجلة الإعلامي بالنيابة عن هيئة الملتقى الإعلامي ترحيباً بالضيوف والعاملين في مدرسة النجاة والدكتور عصام سلطان، مشيرة إلى اهتمام هيئة الملتقى الإعلامي بتنمية الطفل وإثراء ثقافته وذلك من خلال تنظيم دار الملتقى الإعلامي العربي لسلسة ندوات لتنمية طلاب المدارس داخل الكويت.
وأكد د.عصام سلطان أن موضوع الندوة وهو القراءة وأهمية الكتاب بالنسبة للطفل هو موضوع حساس بالنسبة للمدرسة ومديريها ومدرسيها لما له من أهمية بالغة على الطلاب.
وذكر د.عصام بعض الإحصاءات العالمية عن أعداد الكتب الصادرة في الوطن العربي سنوياً بالمقارنة بالأمريكتين وأوروبا، وإحصاءات إنتاج الكتب، واستهلاك دور النشر للورق، ومتوسط الوقت المستغرق لقراءة الفرد للكتب سنوياً، وعدد الكتب التي يقرأها الفرد سنوياً، وسوق الكتب في الوطن العربي وسوق الكتب، والكتب المخصصة للطفل العربي وفي الأمريكتين وأوروبا... وقد أشارت جميع هذه الإحصاءات إلى تدهور الإحصاءات والأرقام الخاصة بالوطن العربي مقابل إحصاءات وأرقام الأمريكتين وأوروبا.
وأشار سلطان إلى أن النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – أول ما نزل عليه من القرآن كانت كلمة «اقرأ» وهو المشروع الذي اقتبسته التجربة الماليزية في تطوير المكتبات لديها حتى وصلت إلى 3 آلاف مكتبة.
وأكد على أن القراءة ليست للتسلية أو الترفيه فقط وإنما هي أساس المعرفة، حيث يمكن أن تؤدي المكتبة المدرسية دورها المعرفي والوجداني لإغراء التلاميذ للاجتذاب للقراءة من خلال تنظيم المكتبة لكي تكون مكان نظيف وهادئ وجميل.
وشدد على أهمية دور أمين المكتبة في جذب الطلاب أو تنفيرهم من المكتبة المدرسية والقراءة، وذلك من خلال مناقشة أمين المكتبة للطلاب في الكتب التي قرءوها، وأن يقترح عليهم كتب ذات موضوعات تتناسب واهتماماتهم وأعمارهم، وأن يكون بشوش.
واقترح على أمينات المكتبات استضافة المؤلفين لمكتبة المدرسة ومناقشة الطلاب وتوزيع الكتب الخاصة بهم بعد الإمضاء عليها لجذبهم نحو القراءة.
وأكد على ضرورة أن تكون درجات النشاط حقيقية، حتى تميز الطالب الموهوب والمجيد للقراءة عن زملائه لتشجيعهم على القراءة.
ونوه سلطان إلى أهمية مكتبة المنزل وضرورة أن تقرأ الأم لطفلها حكاية ما قبل النوم من خلال الكتاب، حتى يرتبط النوم لدى الطفل بالكتاب لا بصوت والدته، وكذلك أهمية مكتبة المسجد، حيث ينبغي أن نعلم أطفالنا على عدم الاكتفاء بحديث إمام أو خطيب المسجد، بل الرجوع إلى مكتبة المسجد والتأكد من صحة المعلومات التي سمعها.
وأفرد د. عصام الحديث عن التجربة الماليزية ومشروع «اقرأ» الذي قام بتطوير المكتبات الماليزية، حيث بدأ المشروع من خلال مكتبة متنقلة بين الأحياء، حتى نجحوا في تشييد مكتبة في كل حي من أحياء ولاية «ترنادو».
كما تم تخفيض المصاريف والرسوم والتكاليف الدراسية للمتفوقين دراسياً والقارئين، بالإضافة إلى منح مصروف رمزي بشكل منتظم لشراء كتاب وإنشاء مكتبة في المنزل تحوي كافة الكتب التي قرءوها، كما تم إقامة شهر للقراءة في الولاية يتم فيه توصيل القراء للمكتبات مجاناً.
واختتم الندوة بالحديث عن أثر القراءة على التلاميذ، وأساليب تنمية القراءة في العديد من النقاط التي قام بشرحها باستفاضة. هذا وشهدت الندوة مداخلات من مديرات وأمينات مكتبات مدارس أخرى عن كيفية تطوير مشروع القراءة وجذب الطالبات للكتب وقراءتها، وعن مشروع إدخال الحاسب الآلي إلى المكتبات المدرسية.
واختتمت الندوة بتقديم درع تكريم للسيد ماضي الخميس الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي تقديراً لتشجيعه على إقامة الندوة في دار الملتقى في بيت العثمان، وكذلك للسيد سمير بدوي مدير العلاقات العامة في هيئة الملتقى الإعلامي العربي، وللسيد عبد العزيز الكندري مراقب المدارس العربية.