أصدر مجموعة من رموز العمل الإسلامي والخيري بيانا صحافيا طالبوا فيه بعدم الانسياق وراء ما يردده «المغرضين والمحرضّين» على الناس واتهامهم لمواطنين كويتيين باتهامات باطلة، مؤكدين أن اختلاف وجهات النظر لايجيز الطعن بالولاء والتخوين وأن البعض استغل الأجواء المشحونة في توزيع الاتهامات والتخوين والطعن بوطنية بعض فئات الشعب، وجاء في نص البيان ما يلي:
قال الله تعالى : « إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون « النحل آية 90.
وقال سبحانه : « يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون « المائدة آية 8.
وقال جل وعلا : « والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا» الأحزاب آية 58.
وعن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : «ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه» رواه مسلم.
في غمرة الأحداث المتلاحقة التي يعيشها بلدنا الحبيب الكويت منذ فترة، وفي غمرة اختلاف وجهات النظر بين أبناء البلد الواحد، استغل البعض هذه الأجواء المشحونة في الاتهامات الباطلة، والتخوين والطعن بوطنية الإخوان في جمعية الإصلاح الاجتماعي والتشكيك بولائهم للوطن، بل والبهتان بادعاء أنهم يتآمرون ضد بلادهم تارة وفي التشكيك بدينهم وعقيدتهم تارة أخرى، في ظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعنا، متناسين قوله تعالى : «إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم» «النور 15»، ومتجاهلين قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك» متفق عليه.
وإن من نعم الله تعالى علينا في الكويت تلك العلاقة الوثيقة بين الشعب بكل مكوناته حاكما ومحكوما، تلك العلاقة التي تجّلت بوضوح إبّان الغزو الغاشم على بلدنا حيث وقف المجتمع الكويتي بكل فئاته صفاً واحداً خلف قيادته يقاوم الاحتلال و يتمسّك بالشرعية في صورة وطنية رائعة، وقف فيها رجال وشباب ونساء جمعية الإصلاح الاجتماعي مع سائر الجمعيات الخيرية والقوى السياسية في بلدنا الحبيب موقفا مميزا، حين أنشأوا لجان التكافل التي كانت رافدا رئيساً في دعم صمود الشعب الكويتي ورباطه، كما ساهموا خارج البلاد في دعم الجهود الشعبية التي جالت أقطار العالم لدعم تحرير الكويت وعودة الشرعية، وكانت للهيئة العالمية للتضامن مع الكويت التي أسسها رجال الجمعية دورا تاريخيا في هذا الحدث الكبير.
إن رجال جمعية الإصلاح الاجتماعي من المشايخ والدعاة يعرفهم المجتمع الكويتي جّل المعرفة، فهم جيل لاحق لذاك الجيل السابق من رجالات جمعية الإرشاد الإسلامية التي تأسست أوائل الخمسينيات وعرفها أهل الكويت، ولهم تاريخ مشهود في السعي الحثيث لتطبيق شرع الله تعالى والحفاظ على قيم المجتمع و تربية الشباب على الفضيلة، وفي الذود عن الوطن بالغالي والنفيس، إنهم أصحاب دعوة إصلاحية ربانية مباركة وفكر وسطي معتدل يلتزمون الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وهم روح تسري في الوطن وتدافع عن قضايا وتشارك في بنائه، وهم ليسوا بحاجة لتزكية منّا ولكنها شهادة حق نشهدها امام تلك الاتهامات الباطلة.
وختاما فإننا نلفت انتباه أهلنا في كويت الخير والمحبة إلى عدم الانسياق وراء ما يردده بعض المغرضين والمحرضّين، إذ يقول ربنا سبحانه محذرا المؤمنين : « إن الذّين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرّا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولّى كبره منهم له عذاب عظيم، لولا إذ سمعتموه ظّن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين « «النور 11-12» ، وإن اختلاف وجهات النظر لايجيز الطعن بالولاء والتخوين والاتهام بالباطل، ولتبقى لحمة المجتمع متماسكة امام من يريد اثارة الفتنة.
حفظ الله الكويت و شعبها من كل سوء ومكروه، الموقعون:
السيد يوسف الحجي، د. خالد المذكور /السيد يوسف الرفاعي /الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق/الشيخ احمدالقطان/ د.عبدالرحمن المحيلان/د.نبيل العوضي /الشيخ احمد الدبوس/ الشيخ نادر النوري /د.طارق الطواري/د.عبدالرزاق الشايجي /د.شافي العجمي /د. محمد العوضي /الشيخ بدر الحجرف/ د. عبدالعزيز العويد / د. يوسف حسن الشراح ذ د.سعدي العثمان /د.محمد الثويني