
اكدت وزيرة التخطيط والتنمية وزيرة شؤون مجلس الامة الدكتورة رولا دشتي ان سبب عدم انجاز الحكومة لمشاريعها يعود الى البيروقراطية ووجود مشكلة في تطبيق القوانين.
وقالت دشتي في معرض ردها على تساؤل النائبة صفاء الهاشم حول اسباب عدم وجود انجازات من قبل الحكومة خلال مشاركتها في حفل العشاء الذي اقامه تجمع صوت المرأة على شرف النائبات الفائزات بعضوية مجلس الامة 2012 مساء الاول من امس في فندق الريجنسي انه اذا ما تم الانتهاء من صياغة القوانين تواجهنا مشاكل جمة في التطبيق وبالخصوص من البيروقراطيين وهم اكبر تحدي لنا لإعادة الإنجازات من جديد لذلك نعمل على اعادة هيكلة المؤسسات الحكومية كما اننا بحاجة لدعم الإعلام والمواطنين.
واكدت دشتي على ان هناك العديد من الكفاءات الحكومية لكنها تحتاج لتدوير لدعم الدفع بالقوانين، مشيرة إلى ان رئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك حريص على الدفع بنهج جديد لتحريك عجلة الكويت للأمام.
وكشفت عن خطة بدأت منذ شهر أكتوبر الماضي لإرسال 10 اشخاص للتدريب في الامم المتحدة وتم التقدم الى هذا المشروع من قبل عدد كبير من المواطنين تمت تصفيتهم الى ان وصل العدد الحالي الى 27 فردا وخلال ايام سيتم الاعلان عن اسماء من جرى اختياره لبرنامج التدريب في الامم المتحدة.
من جهتها تعهدت عضو مجلس الامة الدكتورة معصومة المبارك بأن تتجه الى انجاز حزمة قوانين مكافحة الفساد بعد ما اثارته زوبعة الايداعات المليونية التي كانت تحوم شبهاتها حول كل النواب.
وقالت المبارك ان هذه القوانين تشمل كشف الذمة المالية لأي مسئول وانشاء هيئة مكافحة الفساد وحماية المبلغ عن الفساد واستقلالية القضاء
واكدت المبارك عدم ترسخ مبادئ ثقافة التخطيط فمنذ عام 86 وثقافة التخطيط منعدمة وجاءت المجالس المتعاقبة لتحاسب على اي شيء مهما كان درجة قلة اهميته وعندما توليت وزارة التخطيط عام 2005 وقت ان كان صاحب السمو امير البلاد رئيسا للوزراء وطرح رؤية تحويل الكويت لمركز مالي وتجاري عالمي ووضعت الوزارة خطة لذلك ولم يتم اعتمادها من المجلس الاعلى للتخطيط وكانت ترتكز بداية على تطوير موانئي الكويت للتوافق مع هذه الرؤية والذي هو حبيس الادراج الى اليوم وكذلك الحال تطوير وتوسعة المطار الذي كان حلما ولا زال على صاحب السمو الذي كان يتصل بمعدل مرتين اسبوعيا للسؤال عن هذا المشروع وكذلك مشروع القطارات.
ولفتت المبارك ان الجهاز الاداري مترهل وغير قادر على ان ينتشل نفسه من ذلك اضافة الى طول الدورة المستندية، وقالت اننا قادمين بعزيمة الانجاز لأننا عشنا مرارة الفشل لكننا ايضا نحتاج الى حكومة بنفس العزيمة فلا توجد حجة على اضاعة الوقت وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وقيام المجلس بوضع التشريعات اللازمة للمرحلة الراهنة ومراقبة الحكومة في تطبيق القوانين ومحاسبتها.
وحول رؤاها الانتخابية طالبت المبارك ناخبيها بمحاسبتها على ما طرحته من رؤى انتخابية رافضة تسميتها بالبرنامج الانتخابي الذي يقوم بوضعه احزاب سياسية وليس افراد،
كما اكدت المبارك على ضرورة تطبيق المبادئ الدستورية القائمة على تكافؤ الفرص المفتقد في الهيئات الحكومية اضافة الى علاج مشكلات الشباب والمسرحين وتشجيعهم على العمل في القطاع الخاص واستكمال حزمة قوانين انصاف المرأة.
ولفتت الى ان مسيرة كفاح المرأة لنيل حقوقها بدأت منذ عام1972 حينما قدمت شكوى لتغيير قانون الانتخابات وقانون المتزوجات من غير الكويتي الذي لم يكن يسمح بأن يكون ابناءها وزوجها على كفالتها ولكن تم احباط هذه الشكوى كان ذلك خلال حفل العشاء الذي اقامة تجمع صوت المرأة مساء اول امس .
وتوجهت المبارك بالتحية لأمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لأنه وضع الكويت على مسار الإصلاح السياسي كما باركت للنائبة ذكرى الرشيدي بعد نيلها لحقيبة وزارية .
وفي نفس السياق اشارت النائبة صفاء الهاشم إلى ان الصوت الواحد أخرج وطن النهار من القمقم ونسبة تصويت المرأة فاق نسبة تصويت الرجال في الانتخابات، موضحة انها خاضت حقها الدستوري في الترشح بعد ان مارست العمل في القطاع الخاص لفترة طويلة اعطتها الكثير من الخبرة لذلك دخلت المعترك السياسي بعد ان وجدت الوطن يدخل في النفق المظلم .
وسردت الهاشم تجربة دخولها البرلمان لاول مرة قائلة «بعض الناس احترقوا»، مؤكدة انها كانت تجربة فريدة وثرية عرفنا فيها طريقة العمل وتعرفنا على الزملاء، ممازحة المحاضرين بقولها كنت «الدلوعة» في المجلس لاني اول مرة احضر حلقة نقاشية به، مشيدة بتجربة النائبة معصومة المبارك .
واردفت الهاشم في حديثها: طلب مني ان اختار الكرسي الخاص بي ثم بدأت اعرف التكتيكات والترتيبات ووضع اللجان وفي هذه اللحظات شرد ذهني في عظمة قاعة عبدالله السالم وتذكرت مسيرة 50 عام غير عادية للديمقراطية في الكويت وتمنيت ان يراني والدي في هذا المشهد المهيب وانا اصبح عودا من الـ 50.
وشددت الهاشم على ضرورة ايقاف الترهات التي تحدث في الشارع ، مؤكدة على ان المجلس لن يكون ودودا مع الحكومة ولن يكون متعب ايضا بكثرة الاستجوابات، مطالبة بإيقاف الاستجوابات لمدة 100 يوم من اجل اعطاء الفرصة للإنجازات ، مشددة على اهمية استمرار علاقة الشعب بالاسرة الحاكمة، داعية إلى ضرورة التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والغاء فكرة المعاداة بينهم.
واشادت بجهود وزيرة التخطيط والتنمية السابقة الدكتورة رولا دشتي التي كانت ضمن حضور حفل عشاء تجمع صوت المرأة في مواجهة مشكلة القروض وما ينطوي عليها من مشكلات تابعة، ولفتت الى ان وزارة التخطيط جدا مهمة لكنها مهملة، موضحة ان 65 في المائة من عدد سكان الكويت اعمارهم اقل من 29 سنة ويوجد نحو 23 الف عاطل كويتي، مطالبة بالتدريب واعادة تأهيل الشباب، وبث روح المواطنة في مناهج المدارس.
ووجهت حديثها الى دشتي قائلة «انني الحين اوجهك فلا تصدين او تسوين لي حركات ومقعدي في المجلس خلفك بالضبط واي شيء بالمجلس اراقبك».
وخاطبت الهاشم النائبة ذكرى الرشيدي عقب تواتر الانباء عن توليها حقيبة الشؤون بأنها «شهيدة» لأنها اكبر وزارة بها ازعاج لتعدد قطاعاتها، واضافت انني اثق في قدراتها فالعلاقة بيننا ودية متناغمة ولكن لن يكون المجلس وديا ولن اكون ودية في التعامل معك ان لم يكن هناك انجاز سأبدأ بوضع اعلام حمراء امام السلطة التنفيذية لإعادة القطار الى مساره.
من جهتها، طالبت الوزيرة ذكرى الرشيدي بضرورة اشهار الاحزاب السياسية حتى تكون هناك برامج سياسية يمكن تنفيذها على ارض الواقع خلال فترات زمنية مع وجود موائمة سياسية لذلك.
وقال الرشيدي ان هناك عددا من القضايا التي تبنتها منذ ان ترشحت في انتخابات 2009، مطالبة بأهمية تطبيق القانون لمعالجة كافة الامور الخاطئة في المجتمع وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وتحقيق ما نص عليه الدستور الكويتي والقضاء على الواسطة المتفشية في البلد، والقيام بالعديد من الاصلاحات السياسية الاجتماعية التنموية الشاملة بعدما تراجعت الكويت عن ركب التقدم في السنوات السبع الاخيرة.
وقالت الرشيدي ان عضو مجلس الامة ليس دوره فقط المراقبة فالمفترض ان تكون هناك علاقة متوازنة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وهو ما سنعمل عليه من اجل استقرار البلد بعدما عانينا من تجاوز لسلطة على اخرى، مؤكدة ان النائب مطلوب منه ان يدرك دوره في القيام بالدورين الرقابي والتشريعي والتعاون مع الحكومة.
واخيرا قالت عضو تجمع صوت المرأة هند الوزان إن صوت المرأة تجمع يضم مجموعة من نساء الكويت الاتي دفعتهم الاوضاع الحالية في البلاد للخروج عن صمتهن بعد ان فاض بهن ما آلت اليه الامور من انقسامات بين ابناء الوطن الواحد ، واردن ابلاغ رسالة تتلخص في انه آن الاوان للمرأة الصامتة أن تشارك في إعمار الكويت برأيها وجهدها وبوصفها كمواطنة .