ابوظبي – «كونا»: أشاد سفير دولة الكويت لدى جمهورية الصين الشعبية محمد صالح الذويخ اليوم بالعلاقات الكويتية - الصينية بما تتميز به من علاقات قديمة وراسخة ومتطورة باستمرار.
وقال الذويخ في حديث خاص لـ«كونا» على هامش منتدى التنمية المستدامة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين التي ينظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية الامارتية ان الكويت من أوائل الدول الخليجية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين مرت بعدة علاقات متطورة منذ بدايتها عام 1971 وأن الجانب الصيني يقدر ذلك.
واوضح أن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه للصين في عام 2009 عززت من العلاقات الكويتية - الصينية وساهمت في تقدمها ونقلتها لمراحل متطورة وانشأت مرحلة للتعاون الوثيق حيث سعت الكويت والصين الى بذل المزيد من الجهود لتعزيز الصداقة والمصالح والتعاون.
وأضاف الذويخ ان الكويت والصين لديهما مصالح كثيرة مشتركة وأن هناك تعاونا في الاستثمارات والطاقة والنفط والتجارة البينية التي ارقامها ترتفع من عام الي عام وفي تصاعد.
وأشار الى ان قارة اسيا بها عالمان قويان جدا ويتميزان بنمو مستمر في الاقتصاد والتجارة وهما دول التعاون والصين.
وقال ان امانة دول مجلس التعاون الخليجي كانت قد بدأت بحوار استراتيجي مع الصين واجتمعا مرتين والاجتماع المقبل سيكون في الصين والغرض منه بلورة علاقة وشراكة استراتيجية مع الدول الكبيرة.
وأضاف ان جمهورية الصين ونموها مثار اعجاب حيث حققت المركز الثاني كبلد اقتصادي بعد الولايات المتحدة الامريكية وتشير توقعات 2020 الى انها يمكن ان تزيح امريكا وتصبح هي القوة الاولى الاقتصادية في العالم.
واوضح ان قادة دول مجلس التعاون لهم رؤية ثاقبة تجاة الصين لانه بلد عظيم وكبير حيث انتقل خلال 30 سنة الى مصاف الدول المتقدمة وسعى للبحث عن أفضل وضع لشعبه نتيجة للتخطيط السليم.
وقال الذويخ ان مواقف الصين السياسية تميل للمواقف والقضايا العربية نظرا لما بينهما من مصالح مشتركة.
وقال ان هذه الدورة الثالثة التي تقام بتعاون بين مجلس سفراء دول مجلس التعاون في بكين مع الحزب الشيوعي الصيني بهدف تعزيز أواصرالصداقة والتعاون حدثت فيها نقلة نوعية حيث استضافتها احدى دول مجلس التعاون.
واعرب عن شكره لدولة الامارات والمركز على استضافتهما المنتدى مشيدا بفكرة المنتدى الممتازة في زيادة أواصر الصداقة وتعزيزها وفتح افاق جديدة من التعاون المشترك وتبادل الخبرات والمصالح المشتركة.
وتعليقا على المشاكل التي يتعرض لها التاجر الكويتي في الصين قال الذويخ انه «يجب ان يعي جيدا قوانين الاستيراد بالصين» داعيا التجار الى قراءة عقود الاتفاق التجاري مع الطرف الصيني وأهمية وجود فقرة تشير إلى أنه في حالة التغاضي تكون وزاة التجارة الصينية هي المسؤولة والمحكمة في النزاع القانوني بما يتعلق بقانون التحكيم والخلافات.
وذكر السفير الذويخ ان الموقف الصيني تجاه الأزمة السورية لم يتغير ويدعو للحل السلمي وان الصينيين لديهم تخوف معين بألا يفتح الباب للتدخل الخارجي في قضايا دولية أخرى مضيفا انها قدمت مساعدات انسانية للشعب السوري.
وقال ان الصين قدمت مبادرة لحل الملف السوري تصب نحو الحل السياسي تتكون من اربع نقاط ابرزها الحوار بين الحكومة والمعارضة وعدم التدخل الأجنبي.
ومن جهته قال المستشار في إدارة دول مجلس التعاون الخليجي نواف فهد السعيد لـ«كونا» ان دولة الكويت تتطلع ببالغ الاهتمام الى ان يسهم هذا التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون والصين في تحقيق افضل النتائج عبر انتهاج افضل السبل من اجل تحقيق التطور الاقتصادي والصناعي والاستثمارات ورفع مستوى التبادل التجاري.
واضاف ان دولة الكويت من منطلق مسؤوليتها المشتركة في تحقيق اهداف التنمية المستدامة للالفية تقدمت بالعديد من المبادرات والمساعدات التنموية حيث قدمت 15 مليار دولار منذ تأسيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية استفادت منها مئة دولة في العالم ليبلغ متوسط ماقدمته الكويت ضعف النسبة المتفق عليها دوليا وهي 1.4 في المئة من اجمالي الدخل القومي.
ومثل دولة الكويت الى جانب السفير الذويخ المستشار في إدارة دول مجلس التعاون الخليجي نواف فهد السعيد ومدير ادارةالعلاقات التجارية في غرفة تجارة وصناعة الكويت عماد عبدالله الزيد.
وكانت بدأت أعمال «منتدى التنمية المستدامة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين» أمس الأول والتي ينظمها مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية الاماراتية.
ومثل دولة الكويت سفير الكويت في جمهورية الصين محمد صالح الذويخ والمستشار في ادارة دول مجلس التعاون الخليجي نواف فهد السعيد ومدير ادارة العلاقات التجارية في غرفة تجارة وصناعة الكويت عماد عبدالله الزيد.
وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني في كلمته في المنتدى باختيار موضوع «التنمية المستدامة بين دول مجلس التعاون وجمهورية الصين» لمناقشته حيث يمثل هدفا رئيسيا من الأهداف التي تسعى دول الخليج والصين الى تحقيقها بهدف الارتقاء بالانسان وتوفير أسباب التقدم والتطور له.
واشاد الزياني بمواقف جمهورية الصين الصديقة الداعمة للقضايا العربية العادلة ومواقفها المساندة لها في المحافل الدولية كافة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وبجهودها في دعم التنمية في العديد من دول العالم.
وطالب ان تعيد جمهورية الصين النظر في موقفها تجاه الأزمة السورية ليكون منسجما مع المواقف الصينية المعهودة.
ولفت الى أن دول مجلس التعاون حققت خلال السنوات القليلة الماضية تقدما ملحوظا في مختلف المجالات التنموية مما جعلها في صدارة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة حسب تقارير الأمم المتحدة.
وقال «نحن في دول المجلس ننظر باعجاب كذلك لما تحقق من تطور سياسي واقتصادي في جمهورية الصين التي استطاعت بجهودها التنموية الطموحة وخلال سنوات قليلة رفع أكثر من 150 مليون نسمة من تحت خط الفقر وتوسيع دائرة الطبقة الوسطى ووضع ركائز التنمية التكنولوجية والتنمية المعرفية كأساس للتطور في المرحلة الجديدة للصين».
ومن جهتها قالت وزيرة التجارة الخارجية الاماراتية الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي ان الصين تعد ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم وتستورد أكثر من نصف وارداتها النفطية من منطقة الخليج ودول الخليج العربية حاليا هي أكبر مصدر للنفط الى الصين. وأضافت ان من المتوقع أن تكون الصين بحلول عام 2030 أكبر سوق للصادرات النفطية الخليجية كما أن دول الخليج باتت تنظر الى الصين كسوق ضخمة ليس لصادراتها من النفط الخام فحسب بل للمنتجات البتروكيماوية والصناعات المعدنية ايضا وهما القطاعان اللذان تتوسع دول الخليج فيهما بشكل كبير في ظل استراتيجية طويلة المدى لتنويع اقتصاداتها.
ولفتت الى مضاعفة حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وجمهورية الصين أحد عشر ضعفا خلال السنوات العشر الماضية بقيمة اجمالية تصل الى ما يزيد على 577 مليار دولار منها صادرات خليجية بقيمة 340 مليار دولار وواردات صينية بقيمة 270 مليار دولار.