
اكد سفير دولة قطر لدى الكويت عبدالعزيز الفهيد ان قطر اصبحت بحمد الله وعونه وتوفيقه ملء السمع والبصر ولها دورها في كل محفل ولها مكانتها في كل موقع وتأثيرها في كل مجال.
واضاف الفهيد في كلمة له بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن حمد بن ثاني مقاليد الحكم في البلاد، أضاف أن هذه المناسبة تأتي في اطار تغييرات كبيرة شهدتها الدولة القطرية حيث تسير قافلة البناء والتمييز وتدق عجلة التنمية وتتسع مجالات الاستثمار وتبرز مظاهر النهضة للعيان.
وفيما يلي نص كلمة السفير عبدالعزيز الفهيد:
يصادف اليوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام احتفالات دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا بذكرى تولي مؤسسها الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في البلاد، وتأتي هذه الذكرى هذا العام وقد أثمرت الأرض بسواعد أبنائها ونمت شجرتها الباسقة فأصلها ثابت اعتزازا بإسلامها وعروبتها وفرعها في السماء فخرا بتطورها ونمائها، واحتفاء واحتفالا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا التي تمجد الماضي التليد وتعكس الحاضر المجيد وتبشر بالمستقبل السعيد، يسرني ان ارفع لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني راعي نهضتها ورمز كرامتها وعزتها ولسمو ولي عهده الامين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظهما الله، وشعب دولة قطر الكريم وحكومته الرشيدة بقيادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أسمى التبريكات واطيب التهاني واصدقها متمنيا ان تعود هذه المناسبة الوطنية علينا كل عام والبلاد الى مزيد من التطور الكبير والخير العميم والنعمة الوافرة.
واذا كانت لنا من وقفة في هذه المحطة التاريخية فهي لاستذكار مجد الآباء واستحضار منجزات الابناء واستثمار ذلك رصيدا يدفع باجيال المستقبل لترسم الخطى نحو غد اكثر اشراقا ومستقبل اكثر تفاؤلا.
لقد اصبحت دولة قطر بحمد الله وعونه وتوفيقه ملء السمع والبصر، لها دورها في كل محفل ولها مكانتها في كل موقع ولها تأثيرها في كل مجال، يد بيضاء تمتد بمساحة العالم عونا في الشدائد والكوارث واعانة على الفقر والجهل والمرض للاشقاء والأصدقاء ومناهضة للظلم ومناصرة للشعوب وحقها في الحرية والعيش الكريم وجهدا لا ينقطع لتسويات تحقن الدماء وتوفر الاستقرار ومشاركة لا تفتر ولا تتردد في مساعي جهود احلال السلام والامن والعدل.
ولعله مما يشعرنا بالفخر الحديث عن التغييرات البارزة والتحولات الكبيرة التي تشهدها دولة قطر خاصة منذ ان تولى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني حفظه الله الحكم في البلاد حيث تسير قافلة البناء والتعمير وتدور عجلة التنمية وتتسع مجالات الاستثمار وتبرز مظاهر النهضة للعيان في كل موقع.
وقد شمل التطور كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد تطور النظام السياسي باتجاه تحقيق الديمقراطية والشورى حيث صدر الدستور ضامنا للمساواة بين المواطنين وكافلا الحرية ومحققا لمبادئ العدل والانسانية، معتمدا الديمقراطية نهجا، والحقوق اساس والشورى مسلكا وفي ظل الخطوات المتلاحقة في البناء والتعمير حققت تلك المبادئ العامة الاستقرار المنشود والآمن الاجتماعي المطلوب والامان النفسي المرغوب فمنح الشعب قيادته التأييد المطلق والعون الكامل للسير قدما بالبلاد نحو مزيد من الانجازات الكبرى محليا ودوليا.
ان دولة قطر تسير بخطى مدروسة نحو تطبيق الديمقراطية والشورى وسوف يشهد العام المقبل بمشيئة الله اكتمال البناء الديمقراطي بانتخاب مجلس الشورى.
لقد كانت دولة قطر سباقة في تطبيق حرية الاعلام واجهزته المسموعة والمرئية والمقروءة لخلق بيئة صالحة لتبادل الآراء والاستفادة من كافة التوجهات عبر الكلمة المسؤولة والرأي الصائب ومن ثم مارست الصحافة واجهزة الاعلام المختلفة في دولة قطر دورا ملحوظا وساهمت اسهاما كبيرا في توجيه عجلة التنمية وعكس صورة طيبة للرأي العام الذي تهتدي به المؤسسات والهيئات في اجهزة الدولة لرصد مدى سلامة خططها وصحة برامجها واهدافها او لتصحيح مساراتها عبر النقد الهادف البناء وكل ذلك خلق بيئة مشجعة على العطاء ودفع اجهزة الدولة وحفزها للمزيد من الانجاز وهو ما جعل دولة قطر تحظى بتلك المكانة الرفيعة اقليميا وعربيا ودوليا وفي جميع المجالات.
لقد اهتمت دولة قطر اهتماما عظيما بالاستثمار داخليا وخارجيا، فكان ان صدرت القوانين المشجعة للاستثمار لجذب المزيد من رؤوس الاموال فاستقطبت بتلك القوانين التي تتوخى فائدة المستثمر مثلما تحرص على فائدة الدولة، من خلال التسهيلات الممنوحة له فيما يتعلق بأرض المشروع والاعفاءات الضريبية وتيسير سبل الحصول على التراخيص المطلوبة والعمالة وتوفير الخدمات بكافة انواعها وغير ذلك مما جعلها وجهة لكثير من المستثمرين كما عملت دولة قطر على الاهتمام بالصناعات الصغيرة والخفيفة والصناعة المتعلقة بالبتروكيماويات.
وكانت دولة قطر قد اجتهدت سنين طويلة حتى تكللت جهودهاب النجاح في استثمار الغاز الطبيعي وهي الدولة الاولى في العالم من حيث احتياطي الغاز وعملت على تسويقه في كثير من دول العالم بنجاح كبير وهو ما رفد اقتصادها بمصدر دخل مقدر ساهم بشكل فعال فيما تشهده الدولة من تطور بالاضافة الى انتاجها من البترول وعوائدها من الاستثمارات الخارجية وهو ما جعل البلاد تتمتع بفائض مالي رفع مستوى مستوط دخل الفرد في قطر الى المرتبة الاولى عالمياً وانعكس ذلك في الرعاية والعناية والخدمات من حيث الصحة والتعليم والاهتمام بالاسرة والطفل وكافة ما توفره الدولة للمواطن لتحقيق البناء والامن الاجتماعي السليم.
وقد أولت دولة قطر عناية خاصة للاستثمارات في الخارج مع الوضع في الحسبان تنوع تلك الاستثمارات وتعدد مواقعها ومصادرها بما يجنبها مخاطر الخسائر وكانت دولة قطر قد اشترت واستحوذت على العديد من المؤسسات الدولية الاقتصادية الناجحة وشاركت كثيرا من بيوت المال العالمية ولها حصص مقدرة في شركات دولية معروفة ولا يكاد يمر يوم الا ونسمع او نقرأ عن دولة قطر وهي تدخل شريكا او مشتريا لمؤسسة اقتصادية عالمية وهذا ما جعل دولة قطر بين بلدان قليلة تمكنت من تجاوز الازمة المالية التي اجتاحت العالم قبل عدة سنوات وذلك بفضل قوة اقتصادها واستثماراتها وتنوع مصادرها وقد اثبتت سياسات الدولة نجاحها في هذا المضمار بما يدعو للفخر.
وتعمل دولة قطر لمزيد من البناء والتعمير وتنتظم البلاد الآن حركة اعمار واسعة في الطرق والفنادق والملاعب والاماكن السياحية استعدادا لأضخم حدث غير مسبوق في المنطقة وهو فعاليات كأس العالم 2022 الذي تمكنت دولة قطر من الفوز به بعد جهود مضنية ومنافسة قوية مع بلدان متقدمة تتفوق عليها في المقدرات المالية والامكانيات الفنية نظرا لامتلاكها خبرات وتجارب سابقة ولكن بفضل الله وتوفيقه وثقة دولة قطر بقدرات ابنائها على تجاوز التحدي الكبير بعد ان اثبتت جدارتها باستضافة الدورات المهمة مثل اولمبياد اسيا والعديد من البطولات فقد تمكنت من كسب ثقة العالم لاقامة المناسبة الرياضية العالمية الكبرى وسوف تشهد السنوات المقبلة تدفق الشركات على دولة قطر للمساهمة في تشييد تلك المشاريع الضخمة والتي نأمل ان يكون للشركات الكويتية والخليجية على نحو خاص فيها نصيب وافر بما يعود بالنفع علينا جميعا.
اما في مجال التعليم فقد اولت الدولة اهتماما كبيرا بالتعليم العام والتعليم العالي ووفرت مؤسسات تعليمية على احدث المناهج والنظم العالمية لأن الغاية المستهدفة في المقام الاول هي بناء الانسان القطري عقلا وجسدا ليكون فاعلا في عجلة الانتاج وبناء المستقبل فالأوطان لا تبنى الا بعقول وسواعد ابنائها وهو ما تعمل الدولة جاهدة من اجل تحقيقه مستقبلا بتأسيس جيل واع بمسؤولياته وقادر على تحملها كما ان الدولة ادركت مبكرا اهمية توطين التعليم فعمدت الى استقطاب افضل الجامعات الغربية واشهرها في المجالات العلمية وقد اصبحت الان قبلة لطلاب الخليج والدول العربية بل يفد لها طلاب من مختلف الدول خاصة وانها توفر بيئة علمية سليمة وتتميز بأن الطالب العربي تحديدا يتلقى افضل علومه على احدث النظم وبلغات اجنبية في بيئة عربية اسلامية وهو ما شجع كثيرا من الطلاب للتوجه لدولة قطر.
وفي ظل هذا التطور الذي شهدته الدولة كان للمرأة نصيب وافر وهي تتمتع بكامل حقوقها فهي تتلقي افضل التعليم ودخلت في سلك التوظيف حتى اصبحت وزيرة وعضوا بالمجلس البلدي وتساهم اسهاما عظيما بجهدها وفكرها في كل الميادين من التعليم الى الصحة الى الشؤون الخارجية والدولية بجانب دورها البناء في الرعاية الاسرية ومن ثم فقد وجدت من الدولة العناية التي تستحقها وتليق بها واسرتها باعتبارها ركنا مهما من البناء الاجتماعي الذي لا يستقر دون استقراره.
ودوليا تقوم دولة قطر بدورها الفعال في الاسرة الدولية لم يعد دورها ثانويا بل اصبحت من الدول التي تتجه اليها الانظار وتعقد فيها المؤتمرات للمشاورات حول كثير مما يهم المنطقة والعالم العربي والاحداث الدولية وتمكنت من خلق علاقات متوازنة مع اعضاء الاسرة الدولية نظرا لانسجام سياستها مع الشرعية الدولية الساعية توفير الامن والسلم الدوليين والعمل على الحد من آثار الكوارث الطبيعية وتلك الناشئة عن الصراعات الدولية في مختلف ارجاء العالم.
وعربيا تحظى دولة قطر بعلاقات اخوية متميزة مع كافة الدول الشقيقة وتقدم كل ما تستطيع لمد يد العون من اجل الاستقرار والرخاء والامن للشعوب العربية.
اما خليجيا فإن دولة قطر تمثل واحدة من حبات هذا العقد المتماسك موقفا والمتجانس عقيدة وفكرا والذي يتمثل في مجلس التعاون حيث اصبحت دولنا وشعوبنا بحمد الله على قلب رجل واحد همومها مشتركة مواقفها متحدة وطموحاتها متطابقة وتوجهاتها متناسقة وهي تسعي لاسعاد شعوبها وتوفير الامن والاستقرار والرخاء لها.
ولابد لي في هذا المقام ان اشير الى العلاقات المتميزة مع دولة الكويت الشقيقة وهي علاقة ضاربة بجذورها في اعماق التاريخ حيث روابط الدم وعلاقات القربى التي اكدها الماضي العريق ويشهد لها الحاضر ويرنو لها المستقبل وهي علاقة نعمل على توطيدها بتوجيهات كريمة من حضرةص احب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدى، حفظه الله، وحسبنا ان نشير في هذا الصدد كدلالة على عمق العلاقات والروابط الاخوية الى قيام حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدى حفظه الله بزيارة دولة الكويت في اكتوبر الماضي تلبية لدعوة كريمة من سمو شقيقه الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، حفظه الله، للمشاركة في منتدى حوار التعاون الاسيوي الذي تكلل بالنجاح فيما لبى سمو امير الكويت دعوة شقيقه سمو الامير للمشاركة في مؤتمر التغير المناخي بالدوحة، وتأتي هذه الزيارات في اطار العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين وتمثل دليلا قاطعا على مدى اهتمام وحرص قيادة البلدين في الاسهام لانجاح هذه الفعاليات الهامة في الدولتين وتأكيدا لصدق هذه العلاقات والحرص على تقويتها وتعزيزها وهي علاقات اشقاء اكد سمو امير الكويت عليها كما اكد عليها سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، فكل نجاح لدولة الكويت هو نجاح لدولة قطر وكل تقدم لقطر يعد رصيدا للكويت وامن الكويت واستقرارها هو امن واستقرار لنا ولكل دول الخليج فماضينا مشترك وحاضرنا زاهر ومستقبلنا واعد بمشيئة الله.
ان مما لاشك فيه ان هذه مبادرات كريمة تحمل معاني عميقة ومدلولات سامية وتوجهات صادقة تؤكد على متانة العلاقات الاخوية وتصب لصالح نماء ورخاء وامن بلدينا وشعبينا الشقيقين، حفظ الله قادتنا وايدهم ونصرهم بمحبة شعوبهم لمزيد من الانجاز والتطور والتنمية.
كما لا يفوتني في هذه السانحة الاشادة بدور اجهزة الاعلام كافة بدولة الكويت الشقيقة واسهامها البناء في تعزيز وتوطيد علاقات البلدين والدفع بها نحو آفاق ارحب من التطور.
ونسأل الله ان تعود علينا هذه المناسبة وبلادنا ترفل في اثواب العزة والازدهار وشعوبنا تنعم بالامن والاستقرار وكل عام وانتم بخير.