شدد د.عطية العلي المدرب المعتمد فى التنمية البشرية على أهمية التواصل بين الافراد وتفعيل عملية الاتصال بينهم لما لها من فوائد وحاجات تشبع رغبات المتصل والمستقبل، مشيرا الى ان الحاجة الى الاتصال تنطلق من الحاجة الى الانتماء والحاجة الى الطمأنينة والاستقرار وتحقيق الذات.
وقال العلي في محاضرة بعنوان «الاتصال الفعال بين زملاء العمل» ضمن فعاليات الملتقى الأول لمراقبة المدارس العربية في التعليم الخاص: ان الاتصال هي عملية مستمرة تتضمن قيام طرف بتحويل افكار ومعلومات معينة الى رسائل شفوية ومكتوبة تنقل من خلال وسيلة اتصال، معتبراً ان هذه العملية هي عبارة عن مهارة تبادل المعلومات والتفاهم مع شخص آخر.
واوضح ان اهداف مهارات الاتصال مع الاخرين تتمثل في محاولة التأثير في اتجاهات معينة بهدف تغييرها او تغيير المعلومات التي يحملها الاخرون حيال موضوع ما او حتى تغيير افكار الناس ومشاعرهم وسلوكهم، مبينا ان اهمية الاتصال في الدرجة الاولى هو الاساس في حياتنا اليومية شارحاً ذلك بأن المديرين الذين يجيدون الاتصال يحققون اهدافهم حيثما تكلموا أو كتبوا وأيا كان جمهورهم اضافة الى ان الاتصال يجعلهم على صلة مستمرة برؤسائهم ومرؤوسيهم وغيرهم من الافراد.
وكشف العلي بأن الاتصال الجيد يؤثر في الجوانب النفسية والروحية للافراد ويؤثر في مناخ المنظمة لارتباطه بقضايا الروح المعنوية والحوافز والعلاقات العامة، موضحاً ان اهمية الاتصال تساهم في اسلوب التعبير عن الفهم والتعاطف مع الاخرين وتولد عملية تفاعلية بين الاطراف المشتركة وتقوي العلاقة بين الافراد بحيث تجعلهم يتبادلون المعلومات بشكل اكثر فاعلية وجدوى اضافة الى مساهمتها في نقل رسالة محددة وواضحة وليس لأجل الحديث فقط.
واضاف ان اشكال الاتصال بين الافراد تنقسم الى قمسين اولهما الاتصال اللفظي وهو عبارة عن نقل الافكار والمعاني الى الاخرين بواسطة الكلمات والرموز سواء كانت منطوقة او مكتوبة، موضحاً ان القسم الثاني هو الاتصال غير اللفظي وهو عبارة عن نقل الافكار والمعاني الى الاخرين عن طريق ايماءات الجسم والاشارة والرموز.
وشرح عناصر الاتصال وهي المرسل الذي يبادر الى ارسال الرسالة وهي المضمون او المعنى الذي يسعى المرسل الى توصيله، مبينا ان هناك الوسيلة وهي الاداة التي يعتمدها المرسل من اجل توصيل رسالته الى المستقبل.
واضاف: هناك المستقبل وهو الشخص الذي توجه له الرسالة لتسلمها وتفسير دلالاتها اضافة الى عنصر الاستجابة وهو الرد الذي يعبر عن موقف المستقبل من الرسالة التي تلقاها من المرسل.
واوضح العلي ان اخر هذه العناصر هو التأثير الذي يعبر عن تحقيق اهداف المرسل وحدوث تغيير في الاتجاه الذي يرغبه عن معلومات او اتجاهات او سلوك المستقبل.
وتطرق د.العلي الى المهارات الضرورية للاتصال، مشيرا الى ان اول هذه المهارات هي السلوك الحضاري والتي تعني الحضور جسما وعقلا بحيث يظهر للشخص الاخر الاحترام والتقدير والاهتمام والعناية من خلال الاتصال البصري المناسب والميل الذي يشعر الاخر بالاهتمام والايماءات ونبرات الصوت بحيث تتناسب مع الموضوع.
واضاف ان ثاني هذه المهارات هي الاصغاء والتي تقوم على تركيز الانتباه على شخص المتحدث من خلال الاتصال السمعي والبصري، مشيرا ان ذلك يساعد على فهم ما يقوله وما يشعر به الاخر وهي عملية صعبة تحتاج الى تدريب.
وبين ان ثالث هذه المهارات هي مهارة التعاطف والتي تعني قدرة الفرد على فهم أفكار ومشاعر الطرف الاخر حيث نظهر تعاطفنا من خلال الحركات والكلمات وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت.
واضاف ان رابع هذه المهارات هي مهارة السؤال وهي الطريقة التي يسأل بها المرسل وتحدد مدى اجابة الطرف الثاني للسؤال، مشيرا الى ان خامس هذه المهارات هي مهارة كشف الذات والتي تساعد على كشف ميولنا وافكارنا للاخرين لتسهم في حل التوتر الموجود لنختمها بالمهارة السادسة وهي مهارة التعبير وهي محاولة توصيل ما نريد قوله بطريقة فعالة من خلال الحديث او الاصغاء بشكل جيد.
وشدد د.العلي خلال محاضرته على انه لا يمكن التأثير في قلوب الاخرين الا اذا كنا نتحدث من القلب مطالبا بتجنب تصيد عيوب الآخرين والانشغال باصلاح عيوبنا.
وقال: فكر قبل ان تتحدث لأنك تملك الكلمة ولكن اذا نطقت بها فإنها هي من تملكك، مطالبا بضرورة الاهتمام بافهام الآخرين لرسالتك حتى لا يساء فهمها.