
المنامة – «كونا»: بحث وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الاجتماع التكميلي لمجلسهم الوزاري في دورته الـ125 من اجل الاعداد لجدول اعمال الدورة الـ33 لقادة دول المجلس عدد من الموضوعات التي تتعلق بالعمل الخليجي المشترك والقضايا السياسية الراهنة اقليميا ودوليا.
واكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة اليوم حرص مجلس التعاون لدول الخليج العربية على استكمال متطلبات المواطنة الخليجية الكاملة والاتفاق على جميع خطوات التنسيق والتعاون لتحقيق «الهدف الاسمى من اجل حياة امنة ومستقرة لمواطني دول المجلس وللاجيال القادمة».
وقال الشيخ خالد في كلمة افتتح بها اجتماع المجلس الوزاري التكميلي للدورة 125 للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ان امال وتطلعات قادة دول المجلس تتلخص في دعم قوة المجلس وبخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والامنية والثقافية.
واضاف ان الاجتماع الوزاري يمثل علامة مهمة في العمل الخليجي المشترك ليعكس تطلعات وآمال قادة دول مجلس التعاون التي تتلخص في المزيد من الروابط وتعزيز الوحدة.
ورحب الشيخ خالد الذي يترأس الاجتماع بوزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي الذي شارك في الاجتماع مؤكدا حرص مجلس التعاون على استقرار اليمن سياسيا وامنيا نظرا للروابط الاخوية التي تجمع الطرفين وادراكا من دول مجلس التعاون للتحديات الجسيمة التي تتطلب التنسيق المشترك.
وقال ان دول مجلس التعاون سعت من خلال مبادرتها لحل الازمة اليمنية العام الماضي الى تحقيق الامن والاستقرار من خلال تسوية سياسية لنقل السلطة وفقا للمبادرة الخليجية.
من جانبه قال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي في كلمته له ان المبادرة الخليجية لحل الازمة السياسية في اليمن اخرجته من مخاطر الانزلاق الى حرب اهلية موضحا ان المبادرة فتحت ابواب مستقبل جديد يشارك كل اليمنيين في صياغته.
واضاف القربي ان المبادرة الخليجية «جاءت لتعيد العلاقات اليمنية مع اشقائهم في دول المجلس» وتفتح صفحة جديدة في العلاقة بين الجانبين لتعزيز المصالح المشتركة والنية الصادقة من قادة دول المجلس للوقوف مع اليمن والسير معه في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية.
واكد حرص القيادة اليمنية على اعادة الامن والاستقرار في اليمن واعادة الخدمات الاساسية للمواطنين من كهرباء ومحروقات وخدمات صحية وتشكيل حكومة توافق وطني وفقا للمبادرة الخليجية اضافة الى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وشدد القربي على ضرورة دعم اليمن لتنفيذ المرحلة الانتقالية الثانية التي تنتهي في فبراير من عام 2014 باجراء الانتخابات البرلمانية والسياسية من خلال مشاركة دول مجلس التعاون في رعاية الحوار الوطني الذي سينطلق مطلع العام المقبل.
وقال ان الاوضاع اليمنية لا يمكن ان تستقر دون تحقيق تنمية عادلة وشاملة وتحسين ظروف المواطنين داعيا الى اهمية الاسراع في تنفيذ المشروعات وتنفيذ ما تم الافاق عليه .
واشار الى علاقة دول مجلس التعاون مع مختلف القوى اليمينة السياسية والاجتماعية التي يمكن ان تساهم في تشجيع تلك القوى في المشاركة في الحوار.
بدوره رحب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في كلمة له بالوزير القربي مبديا اعجابه بالخطوات التي اتخذها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لقيادة اليمن الى بر الامان.
وقال الامير الفيصل «اعاهده باننا سنبقى زملاء واخوانا في هذا الطريق ولن يردعنا عن ذلك رادع».
بعد ذلك عقد وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جلسة مغلقة للاعداد لجدول اعمال الدورة الـ33 لقادة دول المجلس والذي يتضمن موضوعات تتعلق بالعمل الخليجي المشترك وقضايا سياسية راهنة اقليميا ودوليا.
وناقش الوزراء في مجلسهم الوزاري التحضيري للقمة الخليجية التي ستعقد اليوم وتستمر يومين ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية وتنموية تهدف الى دعم مسيرة المجلس وتطويرها في مختلف المجالات وتحقيق تطلعات ابناء دول المجلس نحو مزيد من التكامل والتعاون المشترك الذي ينشده الجميع بما يكفل الوصول الى الوحدة الخليجية.
واستعرض الوزراء اهم البنود المدرجة على جدول الاعمال من ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية اضافة الى ما يتعلق بالبيئة والتعليم والصحة اضافة الى سير الحوارات والمفاوضات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول والمجموعات العالمية.
كما استعرضوا ملف الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون وكل من الاردن والمغرب اضافة الى بحث تطورات قضية احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث والازمة السورية والشأن اليمني والاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة والعراق.
وناقشوا الاقترح الذي اعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الدورة الـ32 للمجلس الاعلى لمجلس التعاون الخليجي المنعقدة في الرياض عام 2011 بشأن الانتقال من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد بين دول مجلس التعاون.
وفي ختام الاجتماع الوزاري وقع وزراء الخارجية مسودة البيان الختامي لرفعها الى القمة الـ 33 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي لاقرار البيان الختامي واعلان المنامة.
ويمثل دولة الكويت في اجتماع المجلس الوزاري نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الذي سيصل الى هنا في قت لاحق أمس على رأس وفد رسمي.
وكان كبار المسؤولين بوزارات خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد عقدوا اجتماعا في المنامة امس الأول للانتهاء من الملفات المتعلقة بالاجتماع الوزاري والتي تتضمن دعم العمل الخليجي المشترك كالتنقل والإقامة وممارسة الحرف والمهن الحرة وتنقل رؤوس الأموال والمعاملة الضريبية والمساواة بين جميع مواطني دول مجلس التعاون في الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والتأمين الاجتماعي ومجالات العمل في القطاعات الحكومية والخاصة.
واستعرض كبار المسؤولين الخليجيين مشروع البيان الختامي وأهم التوصيات التي سترفع الى وزراء خارجية دول المجلس وأهمها الحوارات الاستراتيجية مع الدول والمجموعات الاقتصادية وتعزيز التعاون معها بما يحقق المصالح المشتركة لدول المجلس وهذه الدول والمجموعات.
كما بحثوا آخر التطورات المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية وأهمها اليمن وآخر تطورات المبادرة الخليجية والملف النووي الإيراني وعلاقات دول المجلس بإيران واحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث إلى جانب تطورات الأوضاع في سوريا والقضية الفلسطينية والعراق وعدد من القضايا العالمية.
ومن المقرر ان يتم الاعلان عن الاتحاد الخليجي في قمة خاصة تعقد في العاصمة السعودية الرياض حسبما نص عليه قرار المجلس الاعلى في قمته التشاورية الاخيرة وذلك بعد ان تم تشكيل هيئة متخصصة للاتحاد تضم ثلاثة ممثلين عن كل دولة من اجل تحقيق هذا المقترح الذي يعتبر مطلبا شعبيا يحقق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الاعضاء في جميع الميادين وصولا الى وحدتها.
يذكر ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم التشاورية الـ14 في الرياض منتصف مايو الماضي اوصوا باستكمال دراسة مقترحات الاتحاد الخليجي لمناقشتها في قمة استثنائية تعقد في العاصمة السعودية في وقت لم يتم تحديده.
وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد دعا الدول الخليجية خلال قمة الرياض في ديسمبر 2011 الى «تجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد في كيان واحد».
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وصل للمشاركة في اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التكميلي في دورته الـ 125 والذي عقد برئاسة وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة.
وكان في استقبال الشيخ صباح الخالد والوفد المرافق له وزير الخارجية البحريني والامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني اضافة الى سفير الكويت في المنامة الشيخ عزام مبارك الصباح وسفير البحرين في الكويت الشيخ خليفة بن حمد ال خليفة والمستشار في السفارة الكويتية الدكتور جهاد الحاي.
ويرافق الخالد وفد يضم كلا من مدير ادارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد الصباح ومدير ادارة شؤون مجلس التعاون لدول الخليج العربية السفير حمود يوسف الروضان ومدير الادارة الاقتصادية الشيخ علي خالد الصباح اضافة الى عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
وكان الخالد توجه الى مملكة البحرين أمس لترؤس وفد دولة الكويت المشارك في اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التكميلي في دورته الـ125 التحضيرية للدورة الـ33 للمجلس الاعلى والمقرر عقده في العاصمة البحرينية المنامة مساء اليوم.
ويضم الوفد كلا من مدير ادارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد الصباح ومدير ادارة شؤون مجلس التعاون لدول الخليج العربية السفير حمود يوسف الروضان ومدير الادارة الاقتصادية الشيخ علي خالد الصباح اضافة الى عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
وكان في وداع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والوفد المرافق له وكيل وزارة الخارجية السفير خالد سليمان الجارالله ومدير ادارة المراسم السفير ضاري عجران العجران.