أكدت رئيسة الجمعية الكويتية للأسرة المثالية الشيخة فريحة الأحمد أن العمل السياسي يفتقد في الكثير من الاحيان الى البعد الملائكي في الممارسة اليومية وذلك لتعمده تجاهل دور المرأة في ارساء القيم والمعايير الانسانية التي تنطلق من البعد الاجتماعي والاسري، مؤكدة ان ما تشهده الساحة السياسية في اي مجتمع من صراعات يعود في المقام الاول الى ضعف البنية المجتمعية في بناء كيان اسري سليم قائم على تعظيم دور المرأة والايمان بأنها النصف الرئيسي في تربية اجيال قادرة على حمل الامانة وتحمل المسؤولية.
وقالت: واستنادا الى هذه الحقيقة قامت الجمعية الكويتية للاسرة المثالية بوضع عدد من الاهداف الاساسية التي تسعى تحقيقها للاسهام في نهضة المجتمع الكويتي ومنها تحملت في سبيل تحقيق ذلك الكثير من المتاعب وواجهت العديد من التحديات التي تحدث احيانا بسبب قصور تشريعي في شؤون قوانين الاسرة والمجتمع.
وتابعت: وكنت احيانا اتساءل: لماذا يقف مجلس الامة موقف المتفرج ولماذا لا يتبنى المجلس تشريع قوانين تحمي الاسرة وتعمل على تشجيع المنظمات الاهلية للاطلاع بدورها تجاه تنمية الدور النسوي في بناء المجتمع والتوعية بأهمية الخروج من السيطرة الذكورية على مفاصل الحياة السياسية واغفال الدور الناعم للفكر النسائي في اضفاء البعد الملائكي على اية تشريعات تهم المرأة والاسرة؟!.
وأردفت: وللاسف الشديد تابعنا عبر سنوات خلت تجاهل دور لجنة المرأة في مجلس الامة وكانت غالبا تصدر التشريعات حاملة خشونة الرجال وتجاهلها لأسس التربية الاسرية ولهذا فقد تضاعفت سعادتي حينما اقر مجلس الامة لجنة للمرأة والاسرة ورغم ما احاط تشكيل هذه اللجنة من ردود افعال متباينة ورغم غياب العنصر النسائي عنها الا ان النجاح في خروجها الى حيز الوجود يجعلنا نأمل في أن تكون هذه اللجنة شمعة تضيء طريق المستقبل الاسري وذلك من خلال تبني تشريعات جديدة تنظم عمل المؤسسات الاهلية وتمنحها الدعم والقدرة على تحقيق اهدافها.. وكم اتمنى من اعضاء هذه اللجنة المؤقتة التي لا يوجد بينهم امرأة واحدة ان يكونوا من ذوي القناعات بأن دور المرأة هو اساس اي نهضة في المجتمعات الراغبة في النهضة وانه ليس دورا فخرياً او دورا للوجاهة او تكميليا فقط.
وخلصت الى القول: انني اترقب وانتظر ما سوف تقوم به هذه اللجنة الذكورية من اقرار لمشاريع اسرية يكون هدفها اثراء روح المشاركة والتكاتف بين المرأة والرجل لبناء اسرة سليمة تكون هي اللبنة الأولى في بناء وطن قوي.