أقام مركز التواصل الحضاري التابع للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية محاضرة حول اليه الوسائل الدعوية الحديثة التي يجب على الدعاة ان يستخدمونها في الدعوة وكذلك الصفات التي لابد من توافرها في الداعية الناجح، وكيفية تحويل المجتمع المسلم إلي مجتمع إيجابي فعال.
والقى المحاضرة ضيف وزارة الأوقاف الداعية الكيني عبدالله حكيم كويك والذي اكد في مستهل المحاضرة بضرورة ان يكون الداعية طبيباً ناجحاً يعالج المرضى من أصحاب القلوب ويوجهها لعلام الغيوب بأسلوب راقي وحضاري متحلي بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأن يحرص الداعية كذلك على تطبيق تعاليم الإسلام من خلال افعاله وتعاملاته مع الآخرين ، فالدعوة المثمرة تحتاج أفعال أكثر من أقوال.
وشدد كويك على ضرورة أن يتقن الداعية شتى وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة المتعددة والمتنوعة وان يسخرها لخدمة الدين والدعوة ، مع ضرورة ان يكون حديث الداعية مفهوم للعامة بسيط من غير تكليف تطرق الكلمات الأذان وتدخل إلى القلوب ، موضحاً بان الداعية سيلاقي انتقادات وعقبات كثيرة، فطريق الدعوة ليس ممهداً بالورود ويجب على الداعية الصبر واحتساب الاجر من الله جل وعلا.
وتابع: يجب علىنا ان نستخدم وسائل غير تقليدية في الدعوة فمثلاً في احدى مناطق امريكا الجنوبية قام المسلمون ببناء مركز صحي وتعلىمي يقدم خدمات للقاطنين في هذه المنطقة بالمجان ، وعندما يتم سؤالهم لماذا تقومون بهذه الاعمال بالمجان ، يقولون ان الإسلام يحضهم على ذلك ، ومن يسال عن الاسلام يتوجه إلي الدور الثاني من المبنى، ومن يريد أن يدخل في الإسلام يذهب للطابق الثالث، فهذا نموذج عملي حديث من وسائل الدعوة النموذجية ، وبفضل الله تعالي اسلم المئات من السكان بسبب هذه الافعال النموذجية، التي يقدمها المسلمون لهذه المنطقة .
ودعا إلى ضرورة أن يتوجه الدعاة نحو فلترة المواد الدعوية بالانترنت، والتوجه الايجابي في الدعوة ودراسة السيرة النبوية ، وكذلك الاهتمام بالنكاح والزواج وإظهار أهمية الولي في النكاح لتقوية العلاقات الاجتماعية للمسلمين والعمل على حل النزاعات الاسرية ، ورعاية أبناء المسلمين واحتضانهم وتربيتهم على المثل العلىا التي حض علىها الإسلام .
وأشار كويك إلي انه هناك بعض اصحاب الديانات الأخرى سريعاً ما يدخلون في الإسلام عندما يتعرفون على ، معللاً ذلك بان هذه الديانة موجود بها علامات تدل على التوحيد فمثلا قبائل الهنود الحمر الشيروكي ومنهم روبرت كرين مستشار الرئيس نيكسون والذي ألف كتباً عديدة عن علاقة الإسلام بقبائل الشيروكي ووجود ما يسمي « بالنسكام « في هذه القبيلة و التي تعني اسماء الله الحسني.
وخلال المحاضرة زف كويك بشري للحضور مفادها أن الإستطلاعات الحديثة تدل وتؤكد على أن الإسلام الدين الأكثر انتشاراً وتوسعاً ولله الحمد،حيث تجد المسلمين في ولاية نافوت بالمنطقة القطبية المتجمدة أقصي شمال شرق كندا ، قرب جزيرة غرينلاند حيث تشرق الشمس في منتصف الليل وأعدادهم في زيادة ، ويتم حالياً بناء مسجد دائم هناك ، كما أن عدد المسلمين في تورينيو كندا ناهز الـ 10 في المئة من السكان ، وتم عقد مؤتمر ضخم حضره الآلاف من المسلمين في أيام الكريسماس ، وهذا تغيير إيجابي يشير لتزايد المسلمين المذهل في كندا، وكذلك الحال في استراليا وجنوب افريقيا وأثيوبيا وأوربا، وفي فرنسا نسبة المواليد من المسلمين بلغت 30 في المئة من اجمالي المواليد ، كما أن عدد المساجد في جنوب فرنسا أكثر من عدد الكنائس، وفي هولندا بلغت نسبة مواليد المسلمين 10 في المئة وفي بريطانيا بلغ عدد المسلمين 5،2 ملايين شخص ، وعدد المساجد فيها بلغ الف مسجد، وهذه دلالات تشير إلي أن الإسلام بأذن الله تعالي سيكون الدين الأول على مستوي العالم ، فالنحرص أن نكون سبباً في نصرة الإسلام .
وفي ختام كلمته قدم كويك نصائح دعوية للدعاة ومحبي الدعوة فخاطبهم قائلاً : يجب على الدعاة تجنب التصادم مع الطرف الأخر ، وأن يحرصوا على بناء جسور التواصل وكسر الحواجز تفعيل الحوار الإيجابي الفعال المتحلي بلغة راقية ، وأن يحرصوا على خدمة الإنسان وتقديم يد العون للمحتاجين والتحلي بالابتسامة الصادقة ، واعتبر هذه الأمور أوسع الابواب التي يدخل من خلالها غير المسلمين إلى الإسلام ، مشيراً بضرورة فتح أبواب المساجد امام غير المسلمين للتعرف على الإسلام ، ففي جامايكا مثلا تم فتح بعض المساجد للعامة، والحمد لله أثمرت الجهود ودخل الكثير من غير المسلمين إلي الإسلام ، وتقدم كويك بشكر مركز التواصل الحضاري على دوره الريادي والمميز الذي يقوم به تجاه الجاليات الغربية الوافدة ، والذي يعكس وجه الكويت الحضاري وفي الختام قام الداعية كويك بتلقين احدي المهتديات الشهادتين وسط تهليل وتكبير الحضور.
ومن ناحيته ثمن مدير مركز التواصل الحضاري المهندس وائل الحشاش زيارة الداعية كويك للمركز مشيداً بالمعلومات المميزة والقيمة التي اتحف بها الحضور، متمنيا تكرار مثل هذه الزيارات الفعالة والهادفة .
ولفت الحشاش أن مركز التواصل الحضاري، يهدف إلي تعريف الجاليات الغربية المقيمة على أرض الكويت بثقافة وتاريخ أهل الكويت، وكذلك تعزيز التواصل الحضاري، وترشيح كفة التعايش السلمي بين الشعوب ، معرباً عن امله في أن يكون المركز جسراً للتفاهم والترابط بين الشرق والغرب ،كونه يمثل أرضية خصبة للتعاون بين الشعوب التي تتحدث بلغات مختلفة.
وعدد انشطة المركز قائلا: انشطة المركز متعددة ومتنوعة ما بين علمية وثقافية ورياضية وترفيهية فالمركز فضاء مفتوح ، تقام فيه دورات تعلىم اللغة العربية للناطقين بغيرها ، وكذلك دورات فن الطبخ للسيدات ، ودورات ترفيهية ورياضية للصغار ، علاوة على دورات تهتم بتعلىم اللغات الاوربية ، ويحرص المركز على استضافة العلماء الذين يزورن الكويت لإثراء ثقافة رواد المركز واختم الحشاش كلمته بحث كل من لديه صديق أو زميل أو جار من الجاليات الغربية ، أن يدعوه لزيارة المركز للتعرف على حضارة وتراث الكويت.