أكد أستاذ قسم العمارة في جامعة الكويت، ورئيس اللجنة المعمارية في المشروع الوطني لإعداد كودات البناء الوطنية، د. محمد الدواير العجمي، على ضرورة الحفاظ علي الهوية المعمارية لدولة الكويت، مؤكد ان عدد البيوت القديمة والاثرية ذات الطابع الاصيل والمميزة والتي تعبر عن مراحل زمنية مهمة من عمر الوطن قليلة جدا ولا تتجاوز 104 مبانٍ، اغلبها مساجد اثرية موجودة في العاصمة ، والباقي مبان قديمة ومنتشرة في ربوع الكويت.
وقال الدواير في تصريح صحافي، ان دول العالم تتسابق لإبراز طابعها المعماري و التراثي المميز بعد ان أصبحت كثيراً من المدن حول العالم تتشابه في شكها العمراني حيث الأبراج السكنية و ناطحات السحاب، كما أكد أن المدن التراثية و المباني التاريخية هي من أكبر القطاعات التي تستقطب السياح في أوربا على مدار السنة. وتساءل عن ماذا سيجد السياح في الكويت من مبان تاريخية ؟ فليس هناك سوى سوق المباركية!!! و مع الأسف تم ترميمه ترميما كليا بحيث فقد روحه وعبقه التاريخي من جهة, ومن جهة أخرى فهو غير متصل بمبان أخرى ذات طابع تراثي وبالتالي فقد جزءاً كبيراً من قيمته العمرانية.
واضاف ان مدينة الأحمدي تحتوى علي الكثير من المباني التراثية والاثرية القديمة نسبيا ، والتي تم بناؤها بأسلوب فني بديع، يمكن مراعاتها والحفاظ عليه كجزء اصيل وقيمة نادرة من تراث الوطن ، حيث يوجد فيها بيوت انشئت من قبل شركة نفط الكويت ، حينما كان البريطانيون ينقبون عن النفط في تلك المنطقة ، وهي تشكل ملامح معمارية وتخطيطية مميزة ، مما يؤكد ويحتم علينا الى ضرورة الحفاظ عليها، بل وتحويلها الى متنزه عام و مثال يحتذى به في تشجير و تخضير المدن.
وقال ان تحويل هذه المنطقة الى منتزه عام او «ناشيونال بارك « بمعناه العالمي يعني انه بمثابة محميات وطنية تسمح للمواطنين والمقيمين الاستمتاع بها والتنزه فيها سيرا على الاقدام دون الحاجة الي السير بالسيارات فيها ، حيث يتم توفير ادوات مختلفة للتنقل داخل هذه المحميات ، وذلك من اجل المحافظة علي الحياة البرية الفطرية بالإضافة الى النباتات الموجودة في هذه المنطقة .
واشار الى ان الكويت تتمتع بوجود عدد من المناطق يمكن جعلها محميات طبيعية ، مثل الروضتين، والتي تتضمن وجود انواع من الحياه البرية ذات الطابع النادر، مما يوجب علينا ضرورة تخصيص محمية في هذه المنطقة ورعايتها من قبل الدولة ، مثلما تفعل الدول التي تعنى بوجود تراث قومي، وتشجع على الجذب السياحي ، للتعرف على اثار وتاريخ الكويتيين . مشددا على ضرورة السماح للناس بزيارة هذه المحميات في أوقات و مواسم محددة من غير دخول السيارات.
وأكد علي ان جنوب الكويت يحتوى علي جذب سياحي متميز اذا ما احسن استغلاله وتنظيمه، والتفكير فيه بطريقة عملية ، بالإضافة الى وجود عدد من الجزر لم يتم استغلالها بالصورة المثلي ، فجزيرة بوبيان تحتوى علي نوع نادر من الطيور له دورة حياه مميزة في طريقه تكاثره علي هذه الجزيرة ، وبالتالي يجب الحفاظ عليها وتحويل جزء منها إلى محمية عامة .
وقال ان الكويت كانت من اوائل الدول العربية السباقة في اصدار قانون لحماية التراث العمراني والحفاظ عليه ، والذي اصدر عام 1961 ، حيث نص علي ضرورة الحفاظ وحماية المباني ذات الطابع التراثي والمميز.