
أصدر مركز اتجاهات للدراسات والبحوث «اتجاهات»، تقريرا حول مبادرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، لإستضافة مؤتمر للمانحين لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري، نهاية الشهر الجاري بحضور الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي وجه الدعوات لـ60 دولة و20 منظمة دولية للمشاركة فى المؤتمر والتبرع، وثمن دور الكويت في إستضافة المؤتمر.
ويشير اتجاهات الى أن دعوة سمو الأمير حفظه الله ورعاه لاستضافة المؤتمر تعكس البعد الإنساني الذي يتصدر بشكل دائما اولويات حكام الكويت على مدار التاريخ المتعاقب وهو مايؤكد استمرارية مواقف الكويت الإنسانية تجاه شعوب العالم ككل، وتقديم العون والإغاثة لكل من هو بعيد وقريب، وبصرف النظر أيضا عن اللون أو الجنس أو العقيدة.
وقد برزت الأبعاد الإغاثية الكويتية في الحد من الأزمات الإنسانية في مختلف القارات وشتى الدول والأقطار ومناطق الأزمات، مثل قطاع غزة ودارفور في غرب السودان والصومال وباكستان وهايتي واندونيسيا وتركيا وتايلند وغيرها من البؤر الساخنة والمتوترة في العالم.
أمير الإنسانية
كان ولايزال تقديم المساعدات الإنمائية والإغاثية هدفا أساسيا وأداة فعالة للسياسة الخارجية الكويتية، وخاصة في عهد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لذا لم يكن غريبا أن يطلق في الكثير من دول العالم على سمو أمير البلاد «أمير الإنسانية»، نظرا لسياسته التي تلتزم بمبادئ ثابتة لا تحيد عنها، خاصة فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان والتحرر من الظلم ومواجهة مشكلات الفقر، والمساهمة في حل المشكلات الإقليمية المزمنة، وإيجاد آلية لتسوية الصراعات المسلحة، ونجدة الشعوب المنكوبة. فالاتجاه العام لخطب سمو الأمير يؤكد على تصورات جوهرية مثل تحقيق التنمية، وإنجاح الحل السلمي، وإحلال السلام، ومنع الحروب، واحترام سيادة الدول.
مبادرة الفرصة
تكتسب هذه المبادرة أهمية كبيرة في المرحلة الراهنة خاصة في ضوء التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة، من أنها قد تضطر إلى وقف مساعدتها الإنسانية للاجئين السوريين بسبب نقص التمويل، مما يعني ان مبادرة الكويت باستضافة المؤتمر تمثل الفرصة الكبرى لإنقاذ الشعب السوري.
ووفقا لتصريحات أخرى لبان كي مول، فإن خطط المساعدة تتطلب حاليا أكثر من 1.5 مليار دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا خلال النصف الأول من العام 2013، وهو ما جعل الكويت تلبي النداء للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل تحقيق هدفين رئيسيي الأول: ضمان سلامة وأمن النازحين، والثاني: تخفيف عبء النزوح السوري إلى دول الجوار.
التبرعات والمساعدات
انشأت الكويت في القمة الاقتصادية التنموية العربية الأولى في يناير 2009 صندوق الحياة الكريمة وساهمت في رأسماله بمبلغ 100 مليون دولار لمواجهة الانعكاسات السلبية لأزمة الغذاء العالمي وذلم لتحسين عمليات الإنتاج الزراعية إضافة إلى مساهمات الدولة في كثير من الصناديق في القارة الأفريقية لمكافحة الجوع والفقر بمبالغ تتجاوز 300 مليون دولار.
كما تعهدت الكويت بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أثناء اشتضافتها للمؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لشرق السودان في عام 2010. كما بلغ إجمالي مساهمات الكويت للصندوق المركزي للأمم المتحدة لمواجهة الطوارئ مليون دولار في العام 2012، فضلا عن 500 ألف دولار في العام 2013، كما تبرع سمو الأمير حفظه الله ورعاه، بمبلغ خمسة ملايين دولار، لإغاثة المتضررين من الشعب السوري.
توارثت الكويت دعم العمل الإنساني من قائد إلى قائد، ومن جيل إلى جيل. ومن هنا، تضافرت الجهود الكويتية مع الجهود الإقليمية والدولية لتقديم المساعدات للشعب السوري فقد نفذت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، خلال الفترة الماضية، ثلاث برامج إغاثية: الأول اجتماعي ويتمثل في توفير الغذاء وبناء المساكن وتجهيزها ودفع الإيجارات وتوفير أساسيات المعيشة، والثاني مختص بالصحة وتوفير الأدوية وعلاج الجرحى وإنشاء المراكز الطبية المتنقلة والبرنامج الثالث خاص بالتعليم ويشمل توفير الكتب ودفع رواتب بعض المدرسين.
ومن المتوقع أن تطرح الكويت خلال قمة المانحين أن يكون هناك صندوق لمساندة الشعب السوري، الذي لن تنتهي أزمته بمجرد سقوط نظام بشار الأسد لأن مرحلة ما بعد سقوط النظام تحتاج لإعادة إعمار وإنقاذ اللاجئ والنازح السوري.
كما فتحت الحكومة الكويتية التبرعات في اكثر من موقع على المستويين الرسمي والشعبي على مدار العام لاغاثة الشعب السوري ودعم اللاجئين السوريين في تركيا والأردن ولبنان والعراق حيث تبنى تلفزيون دولة الكويت حملة تبرعات شعبية أكثر من مرة كما استمرت الجمعيات الخيرية في جمع التبرعات وتسيير القافلات والشاحنات المحملة بأنواع المساعدات للداخل السوري واللاجئين السوريين في الدول المختلفة.