
القاهرة – «كونا»: دعا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد مجلس الامن الدولي إلى توحيد الصفوف والمسارعة إلى ايجاد حل سريع يحقق للاشقاء في سوريا مطالبهم ويحقن دماءهم ويعيد الأمن والاستقرار لوطنهم.
وقال صاحب السمو في كلمته أمام مؤتمر القمة الاسلامي بالقاهرة والذي اختتم أعماله أمس ان مما يؤلم عالمنا الاسلامي استمرار بعض الاساءات التي نشهدها بين فترة وأخرى الى الأديان والرموز الدينية وفي مقدمتها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تحت ذرائع وحجج مختلفة باسم حرية التعبير وهو أمر لا يمكن القبول به وسيؤدي حتما الى زيادة التطرف والغلو واتساع رقعته.
وتابع اننا اذ نشيد بما اتخذه مجلس حقوق الانسان من قرارات في هذا السياق الا أننا مطالبون بسن قوانين تجرم مثل هذه الأفعال وتضع حدا لها مستذكرين بالتقدير والاجلال مبادرة أخينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بانشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره مدينة الرياض والتي عكست بعد النظر والحرص على التقريب بين أتباع الدين الإسلامي على اختلاف مذاهبهم.
وأضاف سموه: بعد مرور ما يقارب السنتين مازالت الكارثة الانسانية تتواصل في سوريا وجرح الأشقاء فيها بات أعمق وأعداد القتلى والمفقودين والمهجرين تتضاعف والدمار أصبح أشمل ولا تلوح في الأفق بوادر حل قريب رغم الجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلت على المستويين الاقليمي والدولي.
وتابع سموه: ان مجلس الأمن الدولي أمام مسؤولية تاريخية تتطلب توحيد الصفوف وتجاوز بعض العقبات والمسارعة في ايجاد حل سريع يحقق للأشقاء مطالبهم ويحقن دماءهم ويعيد الأمن والاستقرار لوطنهم.
واستدرك سموه ان النجاح الذي حققه المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا والذي استضافته دولة الكويت مؤخرا حقق نتائجه المرجوة حيث تجاوز مجموع ما تعهدت به الدول من مساهمات أرقاما فاقت ما كان مقدرا مما يؤكد لنا عمق مشاعر الألم الذي يحمله المجتمع الدولي وتعاطفه تجاه تلك المأساة وادراكه لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وهو ما يجعلنا نتفاءل بانعكاس هذا الحماس الدولي لنصرة الشعب السوري الشقيق على أداء مجلس الأمن ودفعه الى تجاوز حالة عدم الاتفاق التي ساهمت في استمرار مزيد الدم والدمار في سوريا.
واستطرد سموه: رغم مرور ما يزيد على النصف قرن على مأساة الأشقاء في فلسطين الا أن مسيرة السلام في الشرق الأوسط لازالت دون حل بسبب صلف وتعنت اسرائيل واصرارها على بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي ان النجاح الذي حققته عدالة القضية بمنح فلسطين صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة يحتم علينا استمرار مطالبة اللجنة الرباعية الدولية ومجلس الأمن الدولي لتحمل مسئولياته بالضغط على اسرائيل لحملها على القبول بقرارات الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
وزاد سموه: عانت جمهورية مالي ومنطقة الساحل من تطورات وأعمال ارهابية هددت الآمنين وقوضت أمنهم ولا يسعني هنا الا أن أكرر إدانتنا الشديدة للأعمال الإرهابية مؤكدا موقف دولة الكويت الداعم لكافة الجهود الدولية الرامية لوأد الإرهاب معربا عن تمنياتنا بأن يعود الاستقرار والأمن لجمهورية مالي والمنطقة الساحلية بما يحفظ سيادتهم ووحدة أراضيهم.
وقال سموه: تؤمن بلادي الكويت بأهمية التعاون الإسلامي ولم تدخر وسعا في اتخاذ كافة الإجراءات التي تسهم في تعزيز ذلك التعاون ومن هذا المنطلق فقد اتخذنا اجراءات فعالة تجاه تنفيذ البرنامج العشري لمنظمة التعاون الاسلامي المتعلق بالجوانب الاقتصادية والمالية عبر الالتزام بتسديد كافة المساهمات تجاه المنظمة كما ساهمت الكويت بمبلغ ثلاثمئة مليون دولار أمريكي في صندوق التضامن الإسلامي والتوقيع والمصادقة على الاتفاقية العامة للتعاون الاقتصادي والتجاري للدول الأعضاء وكذلك اتفاقية تشجيع وضمان الاستثما.
وختم سموه حديثه مبتهلا إلى الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رفعة أوطاننا وخير ورفاه شعوبنا الإسلامية.