
قال الباحث في التراث الكويتي الدكتور يعقوب يوسف الغنيم ان اللؤلؤ الكويتي ما زال يتصدر قائمة المجوهرات بسبب جودته وصفائه وندرته مشيرا الى تعدد الوانه وانواعه.
واضاف الغنيم لـ«كونا» ان اللؤلؤ من المعادن النفيسة والنادرة في العالم ويصنف ضمن الجواهر الباهظة الثمن مبينا ان شكل اللؤلؤة وتكوينها يلعبان دورا كبيرا في تحديد قيمتها وافضله انواعه هو المتميز ببياض اللون وبلمسة عاجية او زهرية خفيفة في حين تعد اللآلئ السوداء نادرة ومرتفعة الثمن.
وذكر ان من المعايير الاساسية التي تؤخذ في الاعتبار عند تثمين قيمة اللؤلؤ مدى اشراقه وبريقه فالاشراق هو الضوء الذي ينبعث من باطن اللؤلؤة نتيجة انكسار الضوء وانحرافه ما يكسبها هالة من الضياء وهذا ما يميز لآلئ الخليج عن غيرها.
واوضح الغنيم ان اسماء اللؤلؤ تختلف باختلاف الاصناف وتباين الاشكال والالوان والاحجام وتختلف اشكال اللؤلؤ باختلاف الجسم الغريب المتسبب بتكوينه مضيفا ان الاشكال تلعب دورا كبيرا في تسمية اللؤلؤ فمنها «المدحرج» وهي المستديرة في جميع الاتجاهات و«المستوية» هي التي لا تضاريس بها ولا طول ولا اعوجاج ويطلق على هذا النوع باللهجة المحلية «قول».
وقال ان «المستطيل الزيتوني» هو المتشابه الطرفين في الاستدارة كالزيتونة اما «الغلامي» فهو المستدير القاعدة الحاد الرأس كأنه مخروط ويسمى محليا «التنبولا» و«الفوفلي» هو مسطح القاعدة ويطلق عليه محليا «الجالس» اما «اللوزي» فهو يشبه حبة اللوز في حين ان «الشعيري» مستدق الطرفين.
وافاد بانه يتم قياس حجم اللؤلؤ بواسطة مجموعة من الغرابيل ذات الثقوب المختلفة الاتساع وتنقسم الى اربعة احجام الاول يطلق عليه اسم «رأس» وهو ذو الفتحات الكبيرة اما النوع الثاني فهو «البطن» والثالث «ذيل» اما الاخير فيسمى «السحتيت» وهو خاص للآلئ صغيرة الحجم.
واضاف انه وفقا لهذه المقاييس صنف اهل الكويت والهند جودة اللآلئ بدءا من «جيوان» وهي اللآلئ الاجمل والاغلى وتتميز بانها كاملة الاستدارة براقة شديدة اللمعان في حين ان اللؤلؤ «الخشن» يكون أصغر حجما من «الجيون» ويأتي بالدرجة الثانية وهي بنفس مواصفات الاولى لكنها اصغر حجما واقل استدارة.
وذكر ان من الاصناف ايضا «الدرج» وهي اصغر حجما من سابقتها اما «قولوه» فهي بشكل الدمعة وتميل الى اللون الغامق و«البدلة» هي اما نصف كروية او مائلة في حين ان «الناعم» هي الكاملة الاستدارة لكنها صغيرة جدا واخيرا «البوكة» وهي الاصغر حجما وتأتي بمختلف الالوان والاشكال.
وعن الوحدات المستخدمة في وزن اللؤلؤ قال ان المثقال هو الوحدة الشائعة وينقسم الى عدد من القراريط التي تختلف بحسب الزمان والمكان وتصنع اوزان اللؤلؤ من مادة بلورية تتراوح زنتها ما بين نصف مثقال الى ستة ومازاد عنها يصنع من الحديد.
واضاف في عام 1912 ازدهرت تجارة اللؤلؤ وبلغ الغوص الذروة وسميت تلك السنة «سنة الطفحة» مضيفا ان عدد السفن عام 1913 بلغ نحو 812 سفينة وقدرت حاصلات الغواصين في تلك السنة بستة ملايين روبية.
وقال الغنيم ان موسم الغوص على اللؤلؤ كان يبدا في الكويت من العاشر من شهر يونيو إلى العاشر من اكتوبر ومدة الغوص الكبير أربعة أشهر وينتهي موسم الغوص عندما يكون البحر باردا ونهاية موسم الغوص تسمى «القفال» مضيفا انه يسبق رحلة الغوص الكبير رحلة استطلاعية تسمى الخانجية.
وافاد بانه خلال موسم الغوص تخرج السفن الكبيرة والصغيرة للغوص حيث الكبيرة تغوص في المياه العميقة والبعيدة عن الساحل والسفن الصغيرة تغوص قريبة من الساحل مضيفا ان موسم الردة يعني الرجوع والعودة ثانية ويكون بعد انتهاء موسم الغوص الكبير في العاشر من شهر أكتوبر والسفن التي تذهب إلى الردة قليلة وهي من السفن الصغيرة وترجع إلى الكويت حينما يشتد البرد.
وقال ان كلمة «ارديدة» هي تصغير لكلمة الردة وتكون بعد انتهاء الردة أي في شهر نوفمبر ويكون البحر شديد البرودة والسفن التي تذهب قليلة جدا وصغيرة وتبحث عن المحار قرب الساحل لفترة قصيرة.
وعن حجم اللؤلؤ قال الغنيم ان «الدانة» تتصدر القائمة وهي اللؤلؤة الكبيرة في الحجم والقيمة ثم «الحصباة» تليها «البدلة» و«اليكة» مضيفا انه يطلق على اللؤلؤة اللاصقة بالمحارة ولاتزال إلا بواسطة خبير «الفص» اما «المجهولة» فهي اللؤلؤة الكبيرة التي تكون مغلقة بغلاف الصدفة.
وذكر ان «الرأس» هي اللؤلؤة التي تمتاز بصغر حجمها وارتفاع ثمنها وهي من اجود انواع اللؤلؤ مضيفا ان اللؤلؤ الذي يحتجز في طاسة الوزن المخصص لهذا النوع يطلق عليه لفظ «نقوة» أي صفوة لتميزه عن احجام اللؤلؤ الاخرى فيما يطلق مصطلح «الخشرة» على اللؤلؤ اللاصق بالمحار أو ما يشبه حبات الرمل وهو من أردأ أنواع اللؤلؤ. وقال الغنيم ان سفن الغوص قديما خضعت لنظام ضريبي حيث كانت كل سفينة تدفع مبلغا معينا على قدر حاصلها من ثمن اللؤلؤ مضيفا انه في عام 1940 اصدر امير الكويت الشيخ احمد جابر الصباح قانون الغوص الذي اضفى على هذا العمل مزيدا من الاهمية والتنظيم. واوضح ان من الاجراءات المهمة مايتعلق باعداد السفن والحاق الغواصين ومن في حكمهم وتمويل الرحلة مبينا ان حكومة الكويت كانت منذ سنة 1933 تعلن رسميا بدء موعد موسم الغوص ونهايته وان اخر اعلان صدر بهذا الخصوص كان في سنة 1959 التي تعتبر اخر سنة للغوص. وعن مغاصات اللؤلؤ قال انها تسمى «الهيرات» ولكل مغاص اسم وعلامة خاصة تميزه عن غيره ومن اشهر المغاصات ام المرادم وعوهة وجزيرة قاروه.
وذكر ان سوق بيع اللؤلؤ الاساسي كان الهند حيث يجتمع كبار تجار اللؤلؤ وعندما ضعف الاقبال على اللؤلؤ الطبيعي اضطر تجاره للذهاب الى فرنسا مضيفا ان التراث الشعبي غني بالاناشيد المتعلقة بالغوص ورحلاته وانواعه ومنها الاناشيد التي كان يرددها نهام السفينة ليزيد من حماسهم.
وقال ان هناك شعراء شاركوا في رحلات الغوص وكتبوا قصائد كثيرة منهم زيد الحرب وعبدالله بن غصاب ومرشد البذال كما انتجت الكويت اكثر من فيلم سينمائي يتناول رحلات الغوص منها «بس يابحر» الذي اكتسب شهرة واسعة وحصل على جوائز كثيرة وهو من انتاج واخراج خالد الصديق.