
افتتحت كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت المؤتمر الدولي الخامس تحت شعار «العلوم الاجتماعية.. شركاء في التنمية «تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الذي أناب عن سموه الشيخ سالم الجابر، وبحضور مدير جامعة الكويت د عبداللطيف البدر وعميد كلية العلوم الاجتماعية بالجامعة د.عبدالرضا أسيري، ومنسق المؤتمر د. جاسم العلي، وحشد من الشخصيات وعدد من اعضاء هيئة التدريس والأكاديميين بجامعة الكويت.
ورحب عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. عبدالرضا أسيري بضيوف المؤتمر والمشاركين في فعاليات هذا التجمع العلمي الذي يهدف إلى إبراز دور العلوم الاجتماعية وإسهامها في تنمية المجتمع وبالتحديد مجتمعنا الكويتي، فضلا عن تعزيز مفاهيم التواصل، والالتقاء بين العلوم كافة من خلال تفعيل الدراسات البيئية وتطبيقها على أرض الواقع، والوقوف على الإسهامات العلمية الحديثة والمعاصرة في مجال العلوم الاجتماعية، وأبرز الاتجاهات البحثية بهذا المجال.
وأضاف أن المؤتمر يأتي تزامنا مع انطلاق الأعياد الوطنية بداية بالذكرى السابعة لتولي سمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم، وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد.
وأشار أ.د.أسيري إلى أن هذا المؤتمر ينعقد انطلاقا من رؤية ورسالة كلية العلوم الاجتماعية ودورها في طرح القضايا المجتمعية والتنموية، والقيام بواجباتها في خدمة المجتمع والمساهمة في تنميته، وتقاطعا مع توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الداعية إلى جعل التنمية بمساراتها وأنساقها المختلفة كأساس لتطور المجتمع وازدهاره، فضلا عن حرص الكلية وتعزيز دورها الحيوي الذي تضطلع به في خدمة المجتمع، من خلال إقامة المؤتمرات الهادفة التي تناقش القضايا المجتمعية الأساسية التي تحتاجها المجتمعات للنهوض والتطور بمشاركة نخبة عالمية من المهتمين والمتخصصين.
وتابع حديثه قائلا: «التنمية هي الانتقال بالمجتمع من وضع ثابت إلى ما هو أعلى وأفضل وهذا يرتبط بتطوير الشخصية الإنسانية من الجمود إلى الحركة ومن التقليدية إلى التقدمية، ومن التواكل إلى الإقدام ومن الخوف إلى المغامرة فالمحور الرئيسي هو الإنسان بأفكاره وتصوراته وقيمه، وواجبنا كأكاديميين وباحثين ومفكرين أن نضع الأطر والأساليب المنهجية العلمية لعملية تنظيم جهود أفراد المجتمع وتوجيهها للعمل المشترك مع الهيئات الحكومية بأساليب علمية».
وذكر أ.د. أسيري أنه تخليدا لذكرى زملاؤنا الذين توفاهم الله إلى رحمته من أعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم الاجتماعية فقد قرر مجلس الجامعة بالكلية إطلاق أسمائهم على القاعات الدراسية بالكلية تقديرا وإجلالا لعطائهم الذي أفنوا فيه حياتهم في خدمة العلم وطلابه حتى آخر لحظات حياتهم وهم: «قاعة المرحوم د.خلدون حسن النقيب «213» – قاعة المرحوم أ.د. جاسم كرم «214» – قاعة المرحوم د.أحمد الميال «215» – قاعة المرحوم د.سيف عباس عبدالله «306» – قاعة المرحوم د.مرضي الخالدي «309» – قاعة المرحوم د.أحمد البغدادي «310» – قاعة المرحوم د.هاشم بهبهاني «311».
وتقدم أ.د.أسيري بخالص شكره وتقديره للجهود التي بذلت لأجل إقامة وتنظيم فعاليات هذا المؤتمر وعلى رأسهم سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح على دعمه للعلم والبحث العلمي ومدير جامعة الكويت أ.د عبداللطيف أحمد البدر على الدعم الدائم الذي توليه إدارة الجامعة للأنشطة المختلفة التي تقوم بها كلية العلوم الاجتماعية، والشكر موصول أيضا للجهات الداعمة للمؤتمر وهم «مؤسسة الكويت للتقدم العلمي – الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والعربية – شركة سبيك الخليج للتجارة العامة والمقاولات – شركة دان – شركة نظم تحليل وضبط المشاريع – الأمانة العامة للأوقاف – والرعاة الإعلاميين جريدة القبس والسياسة والصباح والجريدة».
وبدوره قال منسق المؤتمر د. جاسم العلي ان كلية العلوم الاجتماعية بتخصصاتها المختلفة والمتكاملة وبأقسامها علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية وعلم النفس والعلوم السياسية وعلم الجغرافيا وعلوم المعلومات والمكتبات أداة من أدوات التخطيط لعمليات التنمية البشرية والاجتماعية وعامل أساسي لكافة عمليات التغير الاجتماعي والنهوض بالمجتمعات والدول، مشيرا إلى أن كلية العلوم الاجتماعية تعمل على رفع المستوى الذهني والفكري لدى أفراد المجتمع وتزويد الفرد بمواقف واتجاهات سلوكية تعمل على خلق مجتمع قادر على الارتقاء بذاته والتكيف مع المستجدات والتحولات المعاصرة وهذا ما دفع العالم المتقدم إلى الاعتماد على هذه العلوم وتشجيعها والعمل على مساندتها من خلال تقديم كافة أنواع الدعم والإمكانات لها كي تقوم بدورها الرائد.
وأضاف إلى ان كلية العلوم الاجتماعية عقدت خمسة مؤتمرات دولية حرصت من خلالها ملامسة الواقع العلمي والعملي للجوانب المتعددة للمجتمع، ففي المؤتمر الأول لكلية العلوم الاجتماعية عام 2001 تناول المؤتمر القضايا العامة للعلوم الاجتماعية ومدى اهمية العوامل الاجتماعية والنفسية في استقرار ونمو المجتمع.
أما المؤتمر الثاني عام 2003 فكانت الدعوة إلى تحقيق اتكامل بين العلوم الاجتماعية والصحية في تنمية المجتمع وطرح قضايا مجتمعية تهتم بالجوانب الاجتماعية والصحية والنفسية وتكاملها لتحقيق الصحة الأسرية للمساهمة الفاعلة في التنمية بما فيها دور المرأة وفئات الاحتياج الخاصة، وفي المؤتمر الثالث عام 2006 وضعت العلوم الاجتماعية كمحور رئيسي بين العلوم البيئية ذات العلاقة ومناقشة أوجه التكامل فيما بينها للنهوض بأساليب تنمية المجتمع ومعالجة قضاياه المتشابكة.
وتابع د. العلي حديثه قائلا: «وفي مؤتمرنا الخامس 2013 تشرفنا بحضور كوكبة من العلماء العرب والدوليين الذين أثبتوا بجدارة تميزهم في مجالاتهم العلمية وتناولهم للقضايا التي تساهم بشكل فعال في عملية التنمية المجتمعية الشاملة، ونسلط الضوء في هذا المؤتمر على رؤية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وهي استعادة الدور الريادي الإقليمي لدولة الكويت كمركز مالي وتجاري والتي أقر قانونها سموه في فبراير 2010».
وأكد على أن التنمية الاجتماعية هي أساس التغيير الاقتصادي والتنمية الاجتماعية ليست مجرد عملية تقديم بعض الخدمات الاجتماعية وإنما هي تتجاوز ذلك لتصل إلى تغيير البناء الاجتماعي القادر على مسايرة متطلبات العصر الحديث القادر على إشباع حاجات ومطالب الأفراد والدولة على حد سواء.
كما تقدم بخالص الشكر والتقدير لممثل راعي الحفل الشيخ د.سالم جابر على تشرفه وافتتاحه للمؤتمر ممثلا عن راعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح وكافة الجهات المشاركة.
من جهته قال عميد كلية العلوم الاجتماعية الاسبق بجامعة أم القرى أ.د. محمد القرني في كلمة نيابة عن الوفود المشاركة: نشكر جامعة الكويت ممثلة بكلية العلوم الاجتماعية على حسن الضيافة التي حبونا بها منذ وصولنا الى أرض الكويت موضحا ان هذا ليس بغريب على شعب الكويت المضياف.
وقال القرني: يأتي هذا المؤتمر تحت عنوان «العلوم الاجتماعية: شركاء في التنمية، ليؤكد اهمية العلوم الاجتماعية على اختلاف مجالاتها في بناء الانسان الذي هو محور التنمية الاجتماعية والاقتصادية، لافتا ان التكامل بين العلوم الاجتماعية أصبح واقع تفرضه المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعيشها العالم اليوم والشراكة في التنمية مطلب لإرساء قواعدها وضمان لتحقيق اهدافها. وتابع القرني: لقد تشرفت بحضور المؤتمر منذ انطلاقته في نسخته الاولى وعبر كافة النسخ السابقة فوجدت من التميز الاداري والتنظيمي ما يفوق الخيال فشكرا لجميع القائمين على تنظيم المؤتمر مشيدا بالرؤية الواضحة لكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت في بناء الانسان فكريا وأخلاقيا بالإضافة الى تنمية البيئة المحيطة.
هذا ويتضمن البرنامج الزمني للمؤتمر عشر جلسات تناقش موضوعات متنوعة، ويترأس جلساتها نُخبة متميزة من الأساتذة الأكاديميين، والدبلوماسيين، وبعض عمداء الكليات والوزراء السابقين وهم أ.د.محمد الرميحي أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة الكويت، أ.د.فايزة الخرافي، مديرة جامعة الكويت «الأسبق»، والسفير عبدالعزيز عبداللطيف الشارخ مدير معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي، د.فاضل صفر وزير الأشغال العامة – وزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية «الأسبق»، الأستاذ بهاء الإبراهيم وكيل الديوان الأميري لشؤون الوثائق، السفير محمد عبدالله أبو الحسن المستشار بالديوان الأميري اللواء الدكتور فهد الدوسري مدير إدارة الأدلة الجنائية – وزارة الداخلية د.أحمد الشطي مدير عام مشروع غراس، أ.عبداللطيف سريع السريع، مدير عام الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، أ.د.محمد القرني عميد كلية العلوم الاجتماعية –جامعة أم القرى «الأسبق».
وتدور الجلسات حول مختلف الموضوعات منها المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي وعلم النفس والصحة بالإضافة إلى قضايا اجتماعية ونفسية.
وضمن فعاليات المؤتمر تقام حلقة نقاشية بعنوان «العنف والتطرف: الأبعاد الاجتماعية والمظاهر السلوكية»، تتضمن الحلقة موضوعات عن البعد السياسي، والاجتماعي، والاجتماعي الثقافي، والنفسي، التربوي، والطبي، والقانوني، والأمني، ويشارك فيه الحلقة أساتذة من الأكاديميين بكلية العلوم الاجتماعية، مكتب الإنماء الاجتماعي، ووزارة الداخلية، ويدير الحلقة الأستاذ يوسف مصطفى وكيل وزارة الإعلام المساعد لقطاع الإذاعة.
تجدر الإشارة إلى أن دور هذه العلوم في التنمية ستعتبر المحاور الرئيسية للمؤتمر الدولي الخامس سيتم مناقشة الأوراق العلمية والبحوث المعتمدة الخاصة بالمشاركين من مختلف الدول محليا وإقليميا.