أكد الباحث العلمي في معهد الكويت للابحاث العلمية ورئيس مشروع اعادة تأهيل مقالع الصلبوخ المردومة في منطقة اللياح الدكتور علي الدوسري أن تأهيل هذه المنطقة يعد مشروعا وطنيا يهدف الى زيادة مساحة المحميات في الكويت.
وقال الدوسري لـ«كونا» أمس ان هذا المشروع يعمل اضافة الى إعادة تأهيل مقالع الصلبوخ المردومة في المنطقة على إعادة الاستقرار إلى التربة المكشوفة في المناطق الصحراوية وتأهيل المناطق المتدهورة.
واضاف ان إنتاج وإعادة زراعة النباتات الفطرية يعدان جزأين رئيسيين من مرحلة إعادة تأهيل الاراضي المتدهورة في تلك المنطقة مشيرا الى ان هذا المشروع اسس فريقا علميا كويتيا متخصصا جاهزا للعمل في أي منطقة متدهورة بيئيا من مناطق الكويت.
واوضح ان المشروع الان في مرحلته الثانية بعد ان انتهت المرحلة الاولى عام 2008 لافتا الى ان العمل جار على زراعة 60 ألف نبتة فطرية في المنطقة على هيئة 6 جزر نباتية متفرقة لإعادة الحياة الفطرية إلى سابق عهدها.
واشار الى انه تم زراعة نحو 35 ألف نبتة فطرية في المنطقة خلال المرحلة الأولى منها العوسج والرمث والسدر والعرفج والقرضي والاكاسيات بأنواعها وتم وضع النباتات على هيئة خمس جزر نباتية متقاربة لمواجهة الظروف البيئية الجافة والحارة.
وقال ان منطقة اللياح التي تبعد 20 كيلومترا شمال الجهراء هي عبارة عن محاجر للصلبوخ تم ردمها وتسويرها لاعادة تأهيلها وكانت البداية عندما أنشأت الهيئة العامة للبيئة لجنة وطنية لإعادة تأهيل مقالع الصلبوخ.
وذكر ان المرحلة الأولى من المشروع تركزت على الجزء الجنوبي من المحمية بينما في المرحلة الثانية جار العمل على الجزء الشمالي منها حيث توجد أكثر المحاجر المردومة فيها بمساحة 35 كيلومترا مربعا من محمية اللياح مبينا انه خلال عمليات الردم تكونت تربة صلبة تفتقر لمقومات الحياة مما ساعد على اندثار الغطاء النباتي وبروز تربة القاعدة الصلبة.
واوضح الدوسري انه تم إنتاج الآلاف من النباتات الفطرية لإعادة تأهيل المناطق المتضررة واستمر ري هذه النباتات عبر وسائل تجريبية متعددة للوصول الى انفع الطرق من أجل تعميمها كما تمت حمايتها من وطأة الصيف والعواصف الترابية الشديدة والرمال السافية.
واضاف انه تم حفر بئر تنتج من «20 - 25 م3/ساعة» مبينا أن نوعية المياه الجوفية التي تم ضخها قليلة الملوحة حيث أشارت نتائج الدراسات إلى وجود تغذية للمياه الجوفية من مياه الأمطار.
واشار الى انه تم وضع مصائد لقياس الأنشطة الريحية «الغبار والرمال» في أول مايو 2011 مبينا ان المشروع اتم اكثر من سنة من تجميع الرمال والغبار التي تعتبر مقياسا فعليا لمدى النجاح في إعادة التأهيل للمناطق المتضررة في اللياح.
وشدد على اهمية زيادة عدد المحميات البسيطة والصغيرة الحجم من 2 إلى 5 كم2 بدل المحميات الكبيرة على هيئة جزر نباتية تغرس فيها الأشجار الفطرية وتتمركز في الخباري والأودية وتعمل كمصدر للبذور للمناطق المحيطة ويراعى في توزيعها أن تغطي جميع المناطق المتضررة.
واشار الى ضرورة ان تفتح السواتر الترابية في أماكن الخباري والأودية مؤكدا ان الحرث الميكانيكي للطرق الترابية الفرعية ضروري قبل موسم الأمطار لما له من دور فاعل في عودة الغطاء النباتي فالبذور التي تنتقل مع الرمال السافية تنحشر في ثنايا المنطقة المحروثة وتنمو النباتات الفطرية من جديد في المنطقة. واكد اهمية استعمال المواد الصديقة للبيئة من مخلفات الأشجار ووضعها على أشكال متعددة «هلالية ورباعية» على حواف الأودية لحجز مياه الأمطار المنسابة من خط تصريف المياه باتجاه الأودية اذ تبين أن هذه المواد لها القدرة على زيادة خصوبة ونفاذية المياه في التربة المتدهورة وزيادة الحياة الفطرية النباتية والحيوانية على حد سواء.
ولفت الدوسري الى ضرورة التوسع في زراعة النباتات الملحية في المنطقة مثل «الغردق الثالوث والخريزة والقرم وغيرها» وزراعة المنجروف أو نبات القرم في مسطحات المد والجزر وعلى نطاق واسع وخاصة في شمال جون الكويت لما لها من أهمية قصوى في إثراء الحياة الفطرية في البحار وتخفيض أثر التلوث وتقليل النحت المائي والريحي في المنطقة.
وقال إن النباتات الفطرية تلعب دورا رئيسا في التحكم في الرمال السافية خاصة «إذا علمنا أن أماكن كثيرة ومنشآت وطرقا طمرت بالرمال ومن المناطق التي تضررت أم الهيمان التي طمرت بعض شوارعها الشمالية بالرمال وطريق الوفرة الذي تسده الرمال في ما يقارب من 32 موضعا وتعمل الآليات بإزالتها بشكل يومي في بعض الأحيان بتكلفة عالية تكفل هذه التكلفة إقامة أحزمة خضراء من الأشجار المقاومة للجفاف لحماية الطريق».
وافاد الدوسري بان بعض الأبحاث اظهرت مدى فاعلية النباتات المحلية في التصدي والتكيف مع الرمال المتراكمة خاصة نباتات الغردق «من البيئة الساحلية» والعوسج والرمث «من البيئة الصحراوية» مبينا انها أكثر النباتات توفيرا للكلفة الاقتصادية لفاعليتها في حجز الرمال مقارنة بالنباتات الأخرى.
يذكر ان مشروع اعادة تأهيل مقالع الصلبوخ المردومة في منطقة اللياح يأتي على مرحلتين الاولى امتدت من 2003 حتى 2008 والثانية «المرحلة الحالية» من يناير 2011 حتى ديسمبر 2015.