
انطلقت أمس فعاليات ندوة مستجدات الفكر الإسلامي التي تقيمها وزارة الأوقاف الكويتية برعاية وزير العدل وزير الأوقاف شريدة المعوشرجي وتناقش عبر ثلاثة ايام أهم المستجدات على الساحة الاسلامية بمشاركة باحثين من مختلف المدارس الفقهية الاسلامية.
وقال وزير النفط هاني حسين في كلمته في الحفل نيابة عن الوزير المعوشرجي ان الامة الاسلامية وهي تنشد طريقها لاستعادة ذاتها وهويتها وتقدمها بين الامم بحاجة الى المواءمة بين دينها الذي تتمسك به وبين واقعها الذي تعيش فيه» مضيفا ان هذا لن يأتي الا من خلال مرتكزات عدة ابرزها فقه الواقع وفقه الاولويات. واضاف حسين ان مقتضى ذلك ان تكون الشريعة حاضرة في كل نازلة وحاكمة في واقعة و«قد اناط الله تعالى تلك المهمة الثقيلة للعلماء ورثة الانبياء ومصابيح الهدى فكان على العلماء ان يجمعوا بين فقه الحكم الشرعي في صورته المجردة ومحل الحادثة التي هي مناط الحكم وواقعية الفتوى فالواجب شيء والواقع شيء والفقيه من يوفق بين الواقع وينفذ الواجب حسب استطاعته».
من جانبه قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور عادل الفلاح رئيس اللجنة العليا للمؤتمر في كلمته ان ما تعيشه أمتنا من أزمة حالية ملحة بل ومحيرة في كثير من مظاهرها جعلت الناس منشطرين فيها فرقا وأحزابا كل يدلي فيها برأيه على قدر ثقافته وحظه من العلم والمعرفة بعيدا عن الوعي الدقيق والفهم الرشيد والاجتهاد العميق الذي لا يقوم به سوى العلماء الراسخين. واضاف ان هؤلاء العلماء «جعلهم الله تعالى ورثة الأنبياء وخلفاء المرسلين الأمر الذي استوجب عليهم أن يقوموا بدورهم بيانا للحق وإعذارا إلى الله تعالى واستفاضة للبلاغ وأداء لرسالتهم العظيمة التي سار عليها سلف الأمة رضوان الله عليهم بلا إفراط ولا تفريط». وأوضح الفلاح ان المؤتمر يأتي تحقيقا لمبدأ الشراكة مع المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن وليناقش قضية من أدق بل وأخطر قضايا الفكر الاسلامي المعاصر «ألا وهي قضية المواءمة بين كلي الزمان وكلي الشرائع والإيمان أو ما يعرف بفقه الواقع وتحقيق مناط الأحكام».
وذكر أن غياب ملكة الفقه المعمق لهذا النوع من الاجتهاد تسبب في كوارث عظيمة ومضار شنيعة زادت من تعميق حالة التخبط والتناحر في الأمة ونتج عن ذلك تبلور اتجاهات في التنظير والحركة تنزع النصوص الشرعية من سياقاتها وتنزلها على غير مناطاتها في قضايا تمس استقرار المجتمعات الإسلامية وتماسكها.
من جانبه اعرب وزير الأوقاف المغربي أحمد توفيق في كلمة ألقاها نيابة عن ضيوف المؤتمر الكويت على جهودها الفكرية والخيرية والثقافية التي تميزت بها منذ عقود طويلة خدمة للأمة الإسلامية وللشعوب العربية.
وقال ان الكويت كانت ولا تزال سباقة في التميز الفكري وبحث المعضلات الفقهية معربا عن الامل للمشاركين من العلماء والباحثين في اثراء هذه المعضلة الفقهية والنازلة الجديدة التي هي بحاجة الى اجتهادات المجتهدين واستنباط العلماء العاملين».