
اعلنت مراقب تعزيز الصحة في ادارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة د.غالية المطيري عن اختتام الحملة الوطنية الثالثة لمكافحة الربو والتي بدأت من نوفمبر 2012 حتى يناير من العام الحالي بالتعاون مع مركز الراشد للحساسية وقسم الأطفال بمستشفى الصباح وبرعاية gsk، مشيرة في نفس الوقت الى أنه تم الكشف على ما يقارب 1000 مواطن ومقيم يعانون من امراض مرتبطة بالصدر، لافته الى أن نسبة الاصابة بمرض الربو من بينهم كانت 80.5 في المئة، موزعين على 12.3 في المئة اطفال، و87.7 في المئة من البالغين، علاوة على 62.7 في المئة من الرجال مقابل 37.3 في المئة من الاناث.
وذكرت د.المطيري خلال الحفل الختامي الذي اقيم بهذه المناسبة تحت رعاية السيد الوكيل المساعد لشئون التخطيط والجوده الدكتور وليد الفلاح بفندق راديسون ساس صباح امس أن نسبة المصابين بمرض الربو ممن اجروا الفحوصات كانت 71.1 في المئةمن المواطنين الكويتيين، اما الوافدون فكانت 28.9 في المئة، مبينة انه تم تحويل 67.3 في المئة من المرضى الى العيادات المتخصصة بمركز الراشد للحساسية، مؤكدة في نفس الوقت على أن الحملة شملت جميع المناطق الصحية التابعة لوزارة الصحة.
ولفتت الى أن الفحوصات قد بينت أن 79 في المئة من المصابين بالربو غير مسيطرين على المرض، حيث يستخدم 39 في المئة منهم البخاخات بطريقة خاطئة بينما 58.7 في المئة لم يبدأوا بعد علاج السيطرة علي الربو، موضحه في نفس الوقت انه تم توزيع عينة استبيان على المرضى تبين منها أن هناك نقصا في المعلومات عن أهمية أدوية السيطرة على الربو وكيفية استخدام البخاخ بطريقة سليمة، كما اتضح وجود بعض المفاهيم الخاطئة عن علاج مرض الربو، علما انه قد لوحظ تحسنا ملحوظا فى معلومات المرضى بعد جلسة التثقيف الصحى التى قدمت للمرضى من جانب الاطباء المشاركين فى الحملة.
واوضحت د.المطيري أن الحملة كانت تهدف الى تقييم الوضع الصحي لدى جميع فئات المجتمع، حيث كان هناك تواجد لاطباء إدارة تعزيز الصحة ومثقفين صحيين من الإدارة يقومون بتقييم المرضى ومعرفة مدى سيطرتهم على المرض وتسجيل جميع الحالات المراجعة ورصد الاعداد وتقديم التثقيف والتوعية اللازمة وتوزيع البروشورات التوعوية والقيام بشرح كيفية الاستعمال الصحيح لأجهزة الربو، منوهة ان الحملة تضمنت عيادة متنقلة زارت عددا من المراكز الصحية في جميع محافظات الكويت المختلفة، حيث ضمت من خلالها طبيب اخصائي الصدر المعالج بالفحص وتقديم الإرشادات اللازمة للمريض ومتابعة او تحويل الحالات التي تحتاج الى رأي متخصصين.
ونوهت د.المطيري الى أن الحملة اصدرت توصياتها للارتقاء بالخدمات الطبية للمواطنين والمقيمين من خلال الاستمرارية في مثل هذه الحملات لنشر الوعي الصحي لدى المراجعين والمرضى، والعمل على تكثيف برامج توعوية للأطباء والممرضين والمثقفين الصحيين والاستعانة بالخبرات العالمية لرفع مستوى الأداء والكفاءه العلمية لدي العاملين وكسب الخبرات والاطلاع على احدث ما توصل اليه العلم في مجال علاج مرض الربو، علاوة على انشاء عيادات ربو في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية، لتخفيف الضغط على المستشفيات، وتزويدها بجهاز فحص التنفس،للمتابعة الجيدة وتقييم مستوى السيطرة على المرض، فضلا عن القيام باستبيان على مستوى السيطرة على الربو «ACT»، وتوفير المثقف الصحي والممرضة المتخصصة لعيادة الربو للشرح عن كيفية استخدام أجهزة الاستنشاق.
وبينت انه من التوصيات ايضا التأكد من وجود الملفات الخاصة بالمرضى في العيادات المسائية، حيث ان عدم وجود الملف يشكل عائقا بحرم المريض من حقه في تلقي العلاج االدوائي المناسب لحالته نظرا لصعوبة صرف بعض الادوية بدون وجود الملف، والعمل ان تكون عيادات الرعاية الصحية الأولية في المراكز التي يتم فيها متابعه مرضى الربو متوفرة طوال أيام الأسبوع ولا تقتصر على يوم واحد فقط، هذا بالاضافة الى العمل على توفير الادوية الوقائية الحديثة في جميع المراكز.
بدوره، اكد أستاذ الصدر في كلية الطب بجامعة الكويت ورئيس قسم الصدر بمستشفى مبارك د.موسى خدادة على وجود دراسة اجراها مع فريق من الاطباء الكويتيين المتخصصين بينت أن تكلفة علاج مرض الربو سنويا في دولة الكويت بلغت 58 مليون دينار، مشيرا الى أن هذا يجعل مرض الربو من أكثر الأمراض كلفة على وزارة الصحة، وأكثر كلفة من مرض السكر وضغط الدم، مؤكدا على ان 36 مليون دينار من هذه التكلفة موجهة الى تنويم وإدخال المرضى في المستشفيات، بالإضافة الى ان 17 مليون دينار موجهة للزيارات المفاجئة لأقسام الطوارئ في المستوصفات والمستشفيات، و12 مليونا لزيارات الأطباء المفاجئة في العيادات، علاوة على أن 4 ملايين دينار منها موجهة لأدوية الربو والتي تشمل النسبة الكبرى موسعات الشعب والكمام، مشيرا الى أن وزارة الصحة تنفق النسبة الكبرى على التنويم في المستشفيات والطوارئ.
وبين ان الحل الأمثل لتقليل هذه التكلفة هو بالاهتمام وزيادة الإنفاق على الأدوية الوقائية الحديثة، والتي تسيطر على المرضى بشكل ممتاز، والتي تؤدي الى تقليل دخول المستشفيات ومراجعة أقسام الطوارئ، وتقلل نسبة الغياب عن العمل والمدارس بنسبة كبيرة، مشيرة الى انه على الرغم من ان هذه التكلفة تعتبر باهظة «58 مليون دينار» إلا أنها قد تزيد أكثر من ذلك، نظرا لأن الدراسة قد شملت الكويتيين فقط، مؤكدا على أن مرض الربو يصيب 23 في المئة من سكان الكويت.
من ناحيته، اكد رئيس قسم الجهاز التنفسي في مركز عبد العزيز الراشد للحساسية والجهاز التنفسي د.محمد البدر على دور المركز في الحملة الوطنية الثالثة في مكافحة مرض الربو توعويا، بالاضافة الى تشخيص الحالات التي تم تحويلها الى المركز، والتأكد من تشخيصها بشكل سليم عن طريق فحص وظائف الرئة، ومن ثم اعطاء المريض العلاج اللازم لها، هذا بالاضافة الى التأكد من استمرارية المريض في اخذ العلاج الصحيح، فضلا عن متابعة الحالات مع اطباء الرعاية الاولية.
وذكر د.البدر انه من خلال تشخيص الحالات المحولة الى المركز من قبل الحملة الوطنية لمكافحة الربو تبين اكتشاف نسبة كبيرة من المرضى مصابين بمرض الربو، بالاضافة الى امراض اخرى مثل تليف الرئة او الامراض الرئوية المتعلقة بالتدخين، كما تم اكتشاف اصابات بمرض الربو لا تتلقى العلاج بالطريقة الصحيحة من خلال الجرعات او الكمية المطلوبة.
ولفت الى أن مركز الراشد للحساسية والجهاز التنفسي قام بتوفير مثقفة صحية لتوعية المرضى المحولين من قبل الحملة وغيرهم بالطريقة المثلى لاخذ العلاج، منوها الى أن البخاخات المستخدمة في علاج الربو تحتوي على نسبة قليلة جدا من الكورتيزون وليس لها اي اثار جانبية، ناصحا مرضى الربو بأهمية الالتزام بالعلاج وعدم التدخين، وذلك لما له من اثار سلبية على مرضى الربو بالذات، كما نصحهم بعدم الجلوس مع المدخنين.
من جانبها، أكدت رئيس لجنة تعزيز الصحة بمنطقة الصباح الصحية د.ليلي الفزيع أن نسبة مرض الربو في أطفالنا تصل الى 20 في المئة، مما جعل نسبة التغيب عن المدرسة عالية جدا وتصل الى 54 في المئة، والتي بينتها دراسة تم عملها في البلاد.
واضافت ان هناك برامج توعويه مكثفه تعتزم الإدارة القيام بها بالتعاون مع وزارة التربية لنشر الوعي الصحي عن طريق المحاضرات التوعوية وإقامة المعارض الصحية وورش العمل بهدف التشجيع علي السلوكيات الصحية السليمة ومعرفه سبل الوقاية من مرض الربو.