أكد الشيخ سلمان الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب على أن الكويت من أوائل الدول التي بادرت إلى رعاية الشباب وألزمت مجتمعها بذلك من خلال المادة العاشرة من الدستور الكويتي، ولذلك فالكويت محمية بدستورها وبإدارتها السياسية الحكيمة.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير بمجموعة من الشباب في الجلسة الثامنة من ملتقى الكويت لحوار الشباب الذي أقيم أمس الأول بمقر الملتقى الإعلامي العربي وحضره مجموعة من الشباب الكويتي أصحاب المبادرات والأعمال التطوعية المختلفة لمحاورة الوزير في العديد من الموضوعات المرتبطة بقضايا الشباب وتطلعاتهم وآمالهم.
حيث أوضح الحمود في بداية حديثه أن مفهوم الشباب مفهوم شامل وواسع وتندرج تحته شرائح وفئات، مشددا على أن المسألة في حقيقتها تعتبر سلسلة تربوية يشترك فيها الجميع، البيت والمدرسة والدولة من أجل تخريج أجيال منفتحة وقادرة على تحمل مسؤولية أوطانها ومجتمعاتها.
ولفت الحمود إلى أن وزارة الشباب مسؤولية كبرى وضخمة والكل يعمل وفق عدد من المعطيات وباهتمام من مجلس الوزراء وعلى رأسه سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، موضحا أن مجلس الوزراء قد دفع خلال اجتماعاته نحو دعم الوزارة الوليدة وتشكيل لجنة لمتابعة وتنفيذ استراتيجية الوزارة لتحقيق أهدافها المختلفة.
وأضاف الحمود أنه باهتمام ورعاية حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت قد تم اطلاق المشروع الوطني للشباب من أجل تسليط الضوء على احتياجاتهم وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم وتمكينهم من تحمل مسئولياتهم تجاه المجتمع والمسير بدولة الكويت نحو مصاف الدول المتقدمة.
وزاد «فالعالم الآن قد تغير بفضل التكنولوجيا وأمور أخرى وأصبح عالما صغيرا شبابه منفتح على بعضه، فلا يمكن أبدا أن يكون هناك مجال لاستخدام أسلوب المنع أو الحذر ولكن التحدى الأكبر يمكن في خلق جيل واعٍ متسلح بالمعرفة ومتزود بالأخلاق ليقود المستقبل».
واستطرد أن الوزارة قد اتخذت عدة خطوات سريعة وأساسية بالتعاون مع هيئة الشباب والرياضة ووزارة الشئون وعدد من الجهات المعنية حيث تم تشكيل لجنة استشارية تضم عددا من الأكاديميين والشباب والشابات لها تسعة اختصاصات متنوعة يتم تنفيذها خلال ثلاثة أشهر.
مشيرا إلى أنه قد تم وضع عدة أهداف تسعى لدعم المبادرات الشبابية وكذلك المشروعات الصغيرة والنظر من جديد إلى الرياضة المدرسية وغيرها من الأنشطة التي تسعى من خلالها الوزارة إلى استغلال كل الامكانيات المتاحة لخدمة الشباب وتمكينهم، حتى أن الوزارة تعمل على انشاء ساحة ومضمار خاص لاستعراضات السيارات لنخرج تلك الطاقة وإبعادها عن الطرقات العامة تجنبا للحوادث وطلبا للأمان، مشددا القول «أن الشباب مسئولية الجميع».
وأكد الحمود أن هدف الوزارة هو دعم وتعزيز ما هو موجود وقائم مشيرا غلى دور هيئة الشباب والرياضة وأن عمل الوزارة سيكون مكملا وداعما لها وأن العمل الآن يكون على استعراض تجارب بعض الدول الرائدة والنظر في الاستعانة ببيت خبرة عالمي لتحقيق ذلك.
كما شدد الحمود على أن هذه المرحلة تحتاج إلى تضافر جميع الجهود، فبعد انشاء الوزارة تم نقل المسئولية السياسية لشئون الشباب من وزارة الشئون إلى وزارة الشباب، وقد صدر قرار وزاري لاستعجال الخدمة المدنية لتقديم هيكل الوزارة وقطاعاتها إضافة غلى تحديد المقر، وبعد الانتهاء من ذلك يسكون هناك انجازات حقيقية على الأرض.
وحول دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وتعزيز القيم الثقافية في المجتمع قال الحمود «أتشرف برئاسة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وقد تناولنا في الاجتماع الأخير مسألة تسليط الضوء الإعلامي بقوة على نشاطات هذا المجلس العريق لتعريف المجتمع والشباب أكثر بما يقدمه المجلس». وأضاف أن الاجتماع القادم سيتم تقديم استراتيجية لتعزيز أنشطة وفعاليات المجلس الوطني.
أما فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمبادرات الشبابية المختلفة فقد أكد الوزير على أنه قد تم اعتماد صندوق المشروعات الصغيرة من قبل مجلس الأمة براس مال قدره 2 مليار دينار لتعزيز هذا القطاع والنهوض به بالطبقة الوسطى في المجتمع وفتح البا أمام الشباب كثر لتحقيق ذاتهم وطموحاتهم.
وقد شهدت الجلسة العديد من المداخلات من كثير من الشباب الحاضرين أخرجوا خلالها كل ما يدور في عقولهم من أسئلة تتعلق بالوزارة الوليدة ما يمكن أن تقدمه، كما قدم فريق استاد جابر الدولي مادة فلمية قصيرة عن عملهم التطوعي ومشاركتهم في المساعدة على انجاز هذا العمل الكبير.
وفيما يتعلق بتعريف فئة الشباب قال الحمود ان تعريف الأمم المتحدة هو تعريف دقيق ومهم ونظرتنا تتركز على بناء الشباب عقليا وجسديا لهذه الفئة من 14 إلى 24 سنة.
أما بخصوص خطة التنمية وعلاقتها بالشباب والوزارة الجديدة فقد أكد الحمود على أن خطة التنمية خطة طموحة، ومفهومها الشامل يتضمن التنمية البشرية وبالتالي فإن خطتنا مكملة لخطة التنمية وتتماشى معها لأنها في النهاية تنمية للمجتمع ككل.
أما السينما فقد أشار الحمود أن السينما جزء من مسئولية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وخلال شهر مايو القادم سيكون هناك مهرجان للسينما الخليجية في الكويت التي اعتبرها الحمود جيدة وتشهد تطورا مستمرا.
وعن دور المرأة شدد الحمود على أن للمرأة الكويتية دورا مهما ليس الآن ولكن منذ القدم، والدولة حريصة كل الحرص على توظيف وتعيين الشباب من الجنسين ليكتمل بناء المجتمع المتحضر.
واختتم الحمود بالتأكيد الشديد على أهمية التعليم وضرورة النظر في مناهجه خصوصا وأن التعليم قد أصبح تحديا عالميا وهو مسئولية الدولة بكل قطاعاتها وأجهزتها وبمشاركة الجميع من أجل تقديم تعليم جيد يتوافق مع المعايير الدولية ويعزز القدرات الذاتية للشباب.
وأخيرا «ان الشعب الكويتي شعب واع ويعرف مصلحته جيدا، فالكويت محصنة بدستورها وحكمة قيادتها».
