
تحت رعاية وحضور حضرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد اقيم بقصر بيان ظهر أمس حفل افتتاح مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية السابع.
والقى صاحب السمو كلمة بهذه المناسبة قال فيها سموه :يسرني أن التقي بكم في حفل افتتاح مؤتمركم السابع لرؤساء البعثات الدبلوماسية الكويتية وأن أشارككم هذا التجمع الذي يشدني اليه تاريخ طويل عايشت أيامه بسعادة مع أبناء واخوة أعزاء وهو بلا شك يمثل ايضا فرصة سانحة للالتقاء باخوانكم المسؤولين في وزارة الخارجية والوزارات والمؤسسات الأخرى في الدولة لتتبادلوا معهم وجهات النظر بما يخدم مصلحة العمل وبحث المعوقات التي تواجهونها وايجاد السبل الكفيلة للارتقاء بعملكم الدبلوماسي لتتمكنوا من تحقيق الأهداف والغايات التي نسعى جميعا لتحقيقها خدمة للمصالح العليا لوطننا العزيز.
وقال سموه يأتي انعقاد مؤتمركم هذا في ظل ظروف ومتغيرات سياسية اقليمية ودولية يمثل بعضها تحديات غير مسبوقة وكانت منطقتنا الأكثر تأثرا بها اضافة الى أزمة اقتصادية عالمية طالت اثارها سائر دول العالم لتضعنا أمام واقع سياسي واقتصادي لا مجال فيه الا للعمل الجاد والدؤوب والتعامل معه بأقصى درجات الاحساس بالمسؤولية.
وأضاف سموه انكم مدعوون لان تنقلوا للعالم صورة الكويت الناصعة البلد المسالم الكبير بطموح ابنائه الساعي دائما لمشاركة المجتمع الدولي فى الجهود الرامية لنشر السلام بين الشعوب وتحقيق الشراكة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة في مجالات التنمية والبناء والمساهمة مع الاسرة الدولية في حل الكثير من النزاعات التي تهدد السلام في العالم والمشاركة في الجهود الهادفة للقضاء على ظاهرة الارهاب والسعي لمكافحة الفقر والامراض والنقص في الغذاء والمياه والطاقة وتحقيق التنمية المستدامة والاستثمار في الانسان وايلاء المراة وحقوقها ودورها في المجتمع اهتماما مضاعفا يليق بالمكانة المرموقة بها.
وزاد سموه ولعل نشاط الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومساهمات الكويت في المؤسسات الدولية اسطع دليل على هذا النهج كما ان دعوتنا مؤخرا الى قمة لحوار التعاون الاسيوي ما هي الا تجسيد لقناعتنا باهمية مد جسور التعاون بين الدول الاسيوية وتحفيز العمل بينها والرقي به الى مجالات ارحب تحقيقا للمصالح المشتركة لدول القارة.
وتابع سموه انكم مطالبون بتحرك دبلوماسي واعلامي واسع لنقل الصورة المشرقة لبلدكم الكويت وابراز ما تنعم به من وحدة وطنية عالية وحياة ديمقراطية نفخر ونتمسك بها اساسها الدستور والعدالة واحترام حقوق الانسان.
واستدرك سموه اننا نواجه تحديات عدة في مسار عملنا الاقتصادي لعل في مقدمتها اعتمادنا على مصدر دخل واحد الامر الذي لا يدعو للاطمئنان ولا يحقق السلامة في تعاملنا مع اعباء ومسؤوليات ينبغي علينا تحملها للارتقاء بوطننا، قائلا سموه وانتم ومن خلال تواجدكم في مختلف دول العالم ينبغي لكم نقل تجارب الدول الاخرى في مجال تنويع مصادر الدخل والبحث في مجالات الطاقة المتجددة للاستفادة منها بغية تطوير شراكة استراتيجية مع تلك الدول.
واستطرد سموه لقد اطلقنا منذ زمن نهجنا في الدبلوماسسية الاقتصادية ايمانا منا بانها ستحقق لنا المصالح العليا التي ننشدها لاقتصادنا وستتيح لنا افاقا متعددة للتعامل مع معطيات العالم الاقتصادية الاخرى فليس معقولا ولا مقبولا ان نرى هذه التطورات الاقتصادية المتسارعة في العالم وان لا يكون لنا معها تفاعل يتحقق من خلال الدبلوماسية الاقتصادية وتوفير كل مقومات النجاح اللازم لها وهو ما يلقي على كاهلكم مهمة شرح النقلة الاقتصادية التي تنشدها الدولة وابراز ما اتخذته الحكومة من خطوات قانونية وتشريعية والبدء في تنفيذ حزمة من المشاريع التنموية الكبرى تهدف الى اتاحة الفرص الاستثمارية والتجارية للقطاع الخاص وللمستثمرين الاجانب.
وأكمل سموه ان الدبلوماسية الكويتية امانة في اعناقكم عليكم رعايتها ودعمها وتحقيق متطلبات النجاح لها بالعمل على تجسيد توجهات الدولة ورعاية مصالح ابنائها وان تضعوا دائما في اذهانكم ان هذه الدبلوماسية بما تمثله من مفاهيم نيرة وقيم حضارية راقية تمثل خط الدفاع الاول عن امن الكويت ومصالحها وان النجاح الذي حققتموه عبر مسيرتكم الدبلوماسية هو محل اشادة وتقدير يضاعف من مسؤولياتكم ويضعكم امام استحقاقات عليكم الوفاء بها واشيد هنا بالجهود المتميزة التي يبذلها معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وحرصه المتواصل على الارتقاء الدبلوماسي ورعاية جهودكم.
وقال سموه ان التطورات المتلاحقة في منطقتنا والتحديات التي نواجهها اليوم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان عملنا الخليجي المشترك هو خيار لا بديل عنه ينبغي علينا العمل على دعمه وتعزيزه في كافة المجالات وعليكم ومن خلال عملكم الدبلوماسي اظهار صلابة الموقف الخليجي الموحد وابراز دور الكويت ومشاركتها الفاعلة في قضايا امتينا العربية والاسلامية والقضايا الاقليمية والدولية.
من جانبه ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد كلمة رحب فيها بسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قائلا «بناتكم وابناؤكم المجتمعون يتوجهون الى سموكم بطلب سديد توجيهاتكم وحكيم تعليماتكم وكما عودتموهم دائما وذلك من اجل استمرار مسيرة العمل الدبلوماسي الكويتي التي سارت دوما تحت ظلكم الوارف واستهدت بهديكم المبارك فكان لها هذا التميز والرفعة المشهودتان فالسياسة الخارجية التي ارسيتم دعائمها منذ اوائل ستينيات القرن الماضي ورسختم مبادئها طيلة تلك العقود قد وضعت الكويت في مكانتها المرموقة اقليميا ودوليا فتفاعلها الايجابي والبناء مع قضايا البشرية ومشاغلها كسمة اساسية لمنهجها النبيل كان له بصمة مشهودة في الجهود الدولية الخيرة الساعية الى امن واستقرار ورخاء شعوب المعمورة.
وأضاف الخالد منذ مؤتمرنا الاخير عام 2008 الذي بورك برعايتكم العزيزة شهد العالم الكثير من التطورات والمتغيرات المتسارعة واجهها بناتكم وابناؤكم وبعثات سموكم في الخارج وباعتبارهم خط الدفاع الاول عن امن الوطن وكيانه بكل اليقظة والحذر رصدا وتشخيصا وتحليلا لمجرياتها وانعكاساتها على امن بلادنا واستقرارها.
وتابع الخالد ان الحفاظ على امن الكويت واستقرارها والعمل الدائب على نمائها وازدهارها هو رائدنا في عملنا الدبلوماسي وهو عهد والتزام ثابت بتوجيهات سموكم السديدة الهادفة الى توطيد منظومة روابط الكويت الخارجية وتقوية نسيج شبكة علاقاتها الدبلوماسية فقد شهدت الفترة التالية لعقد مؤتمرنا السابق في العام 2008 تاسيس عدد 22 «اثنتين وعشرين» بعثة دبلوماسية كويتية بحيث اصبح اجمالي عدد البعثات الدبلوماسية الكويتية في الخارج 98 «ثماني وتسعين» بعثة دبلوماسية غطت العديد من مناطق العالم الهامة.
وقال كما استقبلت البلاد عدد 30 «ثلاثين» بعثة دبلوماسية ومكتبا تمثيليا بحيث اصبح اجمالي عدد البعثات والمكاتب والمنظمات الدولية والاقليمية المعتمدة لدى الدولة 124 «مائة واربعا وعشرين» بعثة مما يدلل جليا على ما تمثله الكويت من اهمية اقليمية ودولية.
وأضاف الخالد ومواكبة لهذا التطور الكمي والنوعي قامت الوزارة وخلال تلك الفترة بتعيين عدد 193 «مائة وثلاثة وتسعين» دبلوماسيا وباحثة سياسية اتموا البرامج الاكاديمية والدورات التدريبية كما سيتم تخريج 89 «تسعة وثمانين» دبلوماسيا وباحثة سياسية الاسبوع المقبل ليشاركوا مع اخواتهم واخوانهم تحمل مسؤوليات العمل الدبلوماسي في ادارات الوزارة وبعثاتها في الخارج.
وأردف الخالد إن مواصلة لزخم الدبلوماسية الكويتية وحيويتها وتعزيزا لحضورها العربي والاقليمي والدولي استضافت البلاد وخلال الفترة اللاحقة على مؤتمرنا الدبلوماسي السادس عددا من القمم والمؤتمرات والمنتديات المحورية كالقمة العربية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية الاولى ومؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي والاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى حوار التعاون الاسيوي عدا عن منتدى المستقبل الثامن بمشاركة الدول الصناعية الثماني الكبرى «جي8» والمؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لاعمار وتنمية شرق السودان واخرها المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي حقق النتائج المرجوة من انعقاده وحظي بتقدير دولي كبير.
وزاد ان اتزان السياسة الخارجية واعتدالها وسعيها الدائم للارتقاء بالمضامين الانسانية الخيرة والسمو بالاعراف والمبادىء النبيلة والمستندة وطنيا على قاعدة صلبة من الامن والحرية والديمقراطية والعدل والرخاء ورشاد الحكم قد حصن البلاد من اي تاثيرات وخيمة حملها وما زال يحملها المشهد العربي القائم فكما عبرتم سموكم رعاكم الله بان ما ننعم فيه من رخاء واستقرار جعلنا نعيش ربيعا دائما.
وقال الخالد اجدها مناسبة سانحة لاجدد وجميع اخوانكم وابنائكم الدبلوماسيين فروض الولاء والطاعة معاهديكم على الالتزام بتوجيهاتكم السديدة خدمة للكويت ودفاعا عن مصالحها واعلاء لشانها في جميع المحافل الدولية. وقد شهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة علي الراشد ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ورئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ محمد الخالد وكبار المسؤولين بالدولة.