
أكد وزير التربية وزير التعليم العالي د.نايف الحجرف اهتمام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد بهذه المناسبة وحرصه على رعاية احتفالات المدرسة الوطنية بمناسبة ذكرى مرور 75 عاما على تأسيسها وإنشائها، والذي يعتبر امتداداً لحرص القيادة السياسية في جميع مراحل نشأة الكويت ونهضتها على دعم مسيرة التعليم، وتأكيدا على تضافر الجهود الاهلية والرسمية في الاهتمام بتطوير التعليم وتوفيره لابناء الكويت دون اي فرق في ذلك بين مؤسساتنا التعليمية الحكومية والاهلية، وهو تشجيع ايضا على الاستمرار بهذا النهج القويم في التطلع الي افضل النظم التعليمية لابناء وطننا العزيز.
وقال الوزير الحجرف في كلمة له ممثلا عن سمو الأمير بمناسبة اليوبيل الماسي لانشاء وتاسيس المدرسة الوطنية الاهلية صباح امس في البوم الهاشمي بفندق راديسون ساس، اننا نحتفل باولى المدارس الاهلية التي تلت المدرسة المباركية المؤسسة عام 1911، ثم المدرسة الاحمدية عام 1920 والتي استمر عملها حتى عام 1936، مضيفا ان تاسيس المدرسة الوطنية عام 1938 كان بنفس الدوافع الوطنية والدينية والتعليمية التي اقامت المدرستين المباركية والاحمدية، وعلى النهج الشعبي الاهلي نفسه، والذي تضافر به اهل الكويت عامة مع الجهود الرسمية رغم تواضع الامكانات لافتتاح المدارس النظامية وشبه النظامية قبل تأسيس مجلس المعارف، وفي مرحلة مهمة في ذلك الوقت تؤكد الاهتمام المجتمعي بالعملية التعليمية وتبرز الاسهامات الوطنية الشعبية في مسيرة التعليم وانشاء مؤسساته التعليمية والتربوية.
وتابع الحجرف: «اننا في هذه المناسبة نحيي الجهود الوطنية الصادقة التي ميزت جميع اعمال التعليم والتربية قبل قيام مجلس التعارف وكانت هذه الاعمال كلها اهلية مدعومة من القيادة الحكيمة للكويت، مستذكرا الرائد في الدعوة الى تاسيس هذا الصرح الوطني التعليمي منذ 75 عاما احمد محمد معرفي، ولكل المسهمين في اشادته والقائمين على مواصلة ادائه لرسالته الرائدة بجهودهم الوطنية المخلصة، ونخص بالذكر صاحب المدرسة عبد الاله معرفي وجميع العاملين معه، الحريصين على متابعة التطوير بما يمكنها من الاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية التي تتطلبها معطيات هذا العصر وظروفه ومستجداته في اعداد ابناء الوطن افضل اعداد وتمكينهم من ان يكونوا عناصر وطنية فاعلة في تحقيق طموحات الوطن وتطلعاته».
وكشف الحجرف عن احالة قانون التعليم الخاص للفتوى والتشريع لاعداد صياغته النهائية مشيراً الى انه من ضمن أولويات وزارة التربية التي ارسلت إلى مجلس الأمة في بداية دور الانعقاد، ومشروع قانون التعليم الخاص مهم جدا ينظم العلاقة بين مدارس التعليم الخاص وبين الوزارة وسيعمل على تأسيس مرحلة جديدة تضمن فعالية هذا القطاع وأيضا تعمل ليكون شريكاً حقيقياً واستراتيجياً لوزارة التربية للنهوض بهذه المسؤولية الوطنية التي تتطلب جهود الجميع.
واضاف ونحن بانتظار الأخوة في الفتوى والتشريع للانتهاء من المشروع حتى تحيله إلى مجلس الأمة، آخذين بالاعتبار الملاحظات التي قدمها اتحاد المدارس الخاصة والقانون بصيغته النهائية الذي أرسل للفتوى والتشريع اعتقد أنه يلبي أكثر من 90 في المئة من ملاحظات المقدمة من الأخوة في اتحاد المدارس خلال اجتماعي بهم، فهولاء شركاء معنيون معنا ومهم جدا استماع رأيهم في هذه الخطوة ايمانا منا بأنها ستؤسس مرحلة جديدة.
وحول رسوم المدارس، قال: تم رفع رسوم المدارس بنسبة 3 في المئة للجميع الأجنبية منها والعربية لمدة عامين ووقعنا اتفاقية مع شركة أجنبية ستقوم بعمل تقييم لجميع مدارس القطاع الخاص بأنواعها المختلفة، حيث بدأ العمل فيها مطلع مارس الجاري وحتى نهاية العام على أن يقدم تقرير نهائي في شهر يناير العام المقبل، إذ بعد الانتهاء من هذا التقييم وبعد صدور القانون سيعاد النظر في الرسوم لتكون مرتبطة بجودة التعليم التي تصدر من قبل المدرسة وفقا لتصنيف سيتم العمل عليه ونشره من قبل المركز الوطني لتطوير التعليم.
وحول خصخصة الخدمات في المدارس الحكومية، قال سنعلن الهيكل التنظيمي الجديد لمدارس الوزارة سيطبق في 36 مدرسة، حيث هناك مدير مساعد لشؤون الخدمات الادارية وهذا الأمر أحد المجالات التي قد تكون مناسبة للخصخصة، وفي نفس الوقت وقعنا مع جهاز البي أو تي لمدارس لدراسة امكانية طرح مدارس وزارة التربية ومراكز تربوية أخرى عن طريق البي أو تي بحيث انشائها وادارتها من قبل القطاع الخاص ويكون الرأي النهائي لوزارة التربية لهذه المشاريع.
وتمنى الحجرف في ختام حديثه المزيد من التقدم والرخاء والازدهار في ظل القيادة الرشيدة لسمو الامير الشيخ صباح الاحمد وولي عهده الامين سمو الشيخ نواف الاحمد، وبالجهود الوطنية المخلصة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.
من جهته، قال صاحب المدرسة عبدالاله معرفي ان آباءنا واجدادنا حين فكروا في رفعة وطنهم كان ذلك من خلال افضل وسيلة وانفعها للاسرة والمجتمع والوطن وهو التعليم خير مايمكن استثماره للانسان في دنياه لمجتمع يطمح للرقي والتقدم، فهو سلاح الشعوب الذي تقاس به حضارة الامم ويتحقق التفوق لمن بادر بالاخذ به. مضيفا ان المدرسة الوطنية قد سبقت جميع المدارس الاهلية حيث انشئت عام 1938، واليوم نحتفل بعيدها الماسي بمضي 75 عاما على قيامها، ونستذكر بذلك الماضي الذي نفخر به حين كان من اول الداعمين للمدرسة الوطنية المغفور له الشيخ احمد الجابر والذي قدم دعما ماديا آنذاك. مؤكدا ان هذا الصرح التعليمي قد تطور تطوراً يجعله يواكب احدث اساليب التعليم، والفضل بذلك توجيهات ومتابعة وزارة التربية ووزيرها والكوكبه العاملة معه بعد ان اصبح الاشراف على المدارس العربية مباشرة في عام 1978.
وختم معرفي حديثه قائلا: واخيرا المستقبل يعلم الله وحده عز وجل حيث يراودنا حلم بالمزيد من التطور والنهوض دون ان يساورنا كلل او ملل لايماننا بان العلم يبقى خير وسيلة لتطور المجتمعات ونهضتها. شاكراً جميع العاملين في المدرسة الوطنية من اداريين ومعلمين وعمال. داعيا الطلبة ان يجعلوا العلم نبراساً لهم يهتدون به في حياتهم لرفعة امتهم ومجتمعهم.
من جانبه، اكد مدير عام التعليم الخاص في وزارة التربية محمد الداحس حرص الوزارة على تقديم كل الدعم للمدارس الاهلية من اجل الدفع بمسيرة التعليم في دولة الكويت نحو الامام.
واشاد الداحس بالجهود التي بذلتها المدرسة الوطنية الاهلية منذ القدم في المساهمة في تطور العملية التعليمية على مدى عقود من الزمن. مبينا اهمية المدارس في القطاع الخاص في المسايرة مع القطاع العام في تعليم الاجيال. لافتا الى ان القطاع الخاص يستقطب 242 الف طالب وطالبة يمثلون 40 في المئة من اجمالي الدارسين، من بينهم 73 الف كويتي.
وعلى هامش الحفل قام وزير التربية والتعليم العالي د نايف الحجرف بعمل جولة تفقدية في المعرض المقام بهذه المناسبة ليبرز تاريخ المدرسة الوطنية وتطورها واسهاماتها في العملية التعليمية على مستوى البلاد بعد عرض مرئي للمسيرة التربوية للمدرسة الوطنية بتعليق الاعلامي يوسف مصطفى، كما قدم مجموعة من طلاب المدرسة الوطنية اوبريت بعنوان العلم بين الماضي والحاضر، كما قدم الطالب عبداللطيف سالم بنيان قصيدة في مدح المعلم الاول للامة الاسلامية رسولنا محمد صلى الله عليه واله وسلم.