
واصل المؤتمر الوطني للشباب فعالياته لليوم الثاني على التوالي، حيث عقد أربع جلسات نقاشية تناولت ملفات متنوعة شملت المشاريع الصغيرة والصحة والإسكان والرياضة.
وقد شهدت الجلسات النقاشية التي عقدت في مكتبة الكويت الوطنية إقبالا شبابيا وإعلامياً لافتاً وسط حضور عدد من الوزراء المعنيين والمهتمين بالقضايا المطروحة.
وقد استهلت جلسة أولوية الصحة التي ترأسها وزير الصحة د.محمد الهيفي، بضرورة زيادة السعة السريرية في المستشفيات لمواكبة زيادة التعداد السكاني والربط الإلكتروني بين المراكز الصحية لتوفير السجلات العلاجية للمرضى إلكترونياً كما أوصت بأهمية الإرتقاء بمستوى الخدمات الصحية وتبني نظام الضمان الصحي الإجتماعي ليشمل جميع سكان الكويت.
قال وزير الصحة الدكتور محمد براك الهيفي إن مؤتمر الشباب الوطني يعد من أهم المؤتمرات لأنه يعكس آراء الشباب ومقترحاتهم والمشاكل التي يواجهونها في وزارات الدولة «ومن المهم الاستماع لهم لأنهم يشكلون نسبة 60 في المئة من المجتمع».
وأعرب الهيفي في تصريح صحافي على هامش جلسة «أولوية الصحة» في المؤتمر الوطنى للشباب في مكتبة الكويت الوطنية مساء أمس عن سعادته لتلبية رغبة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ورغبة سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي ينظمه الديوان الأميري للاستماع الى الشباب ومقترحاتهم المتعلقة بوزارة الصحة.
وأضاف أن الصحة قطاع مهم جدا لأنه يعنى ب 5ر3 مليون شخص في الكويت من مواطنين ومقيمين «فالجميع بحاجة الى خدمات تلك الوزارة من المهد الى اللحد وهي الوزارة التي تعمل على مدار 24 ساعة لسبعة أيام في الاسبوع دون توقف مما يعكس أهميتها ودورها الفعال في البلاد».
وأشار الى أن جلسة «أولوية الصحة» أوضحت الرؤى المطروحة عن الوزارة حيث قدم نخبة من الشباب مقترحاتهم ومشاكلهم ورؤاهم.
وأكد أن الوزارة تعمل على تغيير المفاهيم الخاطئة والنظرة التشاؤمية لدى البعض فيما يخص الخدمات المقدمة للمراجعين مبينا ان هناك العديد ممن يشيدون بخدمات الوزارة «ونعمل حاليا على زيادة نسبة الرضى».
وقال إن أغلب تلك المقترحات التي تقدم بها الشباب مطبق وبعضها سيطبق في القريب العاجل «بعد أن تتم مناقشتها والنظر في جميع الجوانب المتعلقة بها» مؤكدا حرص الوزارة على تطبيق أي مقترح يخدم القطاع الصحي.
وناقش الوزير خلال الجلسة سياسة الوزارة في تطوير وتوسيع وبناء المستشفيات والمراكز الصحية مشيرا الى الامور التي تعوق الوزارة وسياستها الصحية والخطط والمقترحات الموضوعة لإزالتها.
وكشف عن سياسة الوزارة في تطبيق نظام الملف الالكتروني الصحي من خلال الرقم المدني «وهو في طور الدراسة لتنفيذه لما له من اهمية كبيرة».
وفي سؤال عن توظيف «البدون» والوافدين قال الوزير ان ديوان الخدمة المدنية هو المسؤول عن التوظيف ووزارة الصحة ترحب بأي موظف كفء سواء كان مواطنا أو وافدا أو من فئة غير محددي الجنسية «اذا كان في ذلك خدمة للقطاع الصحي ويعمل على الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة».
من جانبها قالت مستشارة وزير الصحة الدكتورة فريدة العوضي في تصريح صحافي على هامش الجلسة «أشكر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على مبادرته المتميزة بأن يكون الشباب طرفا مباشرا لطرح الأمور المتعلقة بوزارات الدولة المختلفة».
وبينت العوضي أن طرح الشباب في الجلسة كان عقلانيا ومهنيا منبثقا من دراسات وآراء شخصية او خبرات سابقة لهم مضيفة ان العديد من النقاط المذكورة هي جزء من خطط الوزارة ومنها ما تم تنفيذه ومنها ما سيتم تنفيذه قريبا حيث ان مشروع الاصلاح الصحي الشامل الذي تقدم به وزير الصحة الأسبق الدكتور هلال الساير والذي يشمل اليات التنظيم والمراقبة وأنظمة الملف الالكتروني والعلاج بالخارج والتأمين هو قيد التنفيذ «وقد أثار الشباب خلال الجلسة نقاطا متعلقة به دون اطلاع مسبق على هذا المشروع».
وذكرت أن دستور دولة الكويت يهتم بالقطاع الصحي حيث تعنى المادة 11 من الدستور بصحة الفرد والمادة 15 بالصحة العامة مضيفة ان وزارة الصحة تعمل على ذلك من خلال سياستها ومشاريعها وتحترم مواد الدستور وتعمل على تطبيقها.
ودعت العوضي الشباب الى أن يكونوا جزءا من الاصلاح عن طريق طرح مقترحاتهم وتوصياتهم ومناقشة الأمور بنهج عقلاني منبثق من أسس علمية وليس مجرد خبرات واراء فردية.
وكشفت عن مشروع سينفذ قريبا تقدم به وزير الصحة السابق الدكتور علي العبيدي ويعمل على تدريب الشباب في المجالات المتعلقة بالقطاع الصحي للتعرف عن كثب على ماهية مجال الصحة وكيفية سير الأمور فيه مبينة ان هذا المشروع هو نظام تدريبي تعليمي منظم بالتعاون مع الجهات الرسمية الفنية والادارية و«الاكلينيكية» في قطاعات الوزارة.
من جانبه قال وزير المواصلات ووزير الدولة لشؤون الاسكان المهندس سالم الاذينة أن المواطن سيتلمس خلال الفترة المقبلة انجازات وانفراجات في مجال الرعاية السكنية وان خطوات تم اتخاذها ستنعكس ايجابا على هذا القطاع.
واضاف الوزير الاذينة في جلسة محور «اولوية الاسكان» ضمن فعاليات المؤتمر الوطني للشباب المتواصل هنا برعاية اميرية سامية بعنوان «الكويت تسمع» ان الرعاية السكنية تعمل على برنامج زمني للانتهاء من انشاء مدن المطلاع والخيران خلال السنوات السبع المقبلة على ان ينتهي في في عام 2020.
واوضح ان تم طلب استجلاب عروض لمستشارين عالمين لدراسة مشروعات المدن المذكورة وجاري العمل ايضا لمواجهة كل المعوقات والتحديات لحل الاشكالية الاسكانية من خلال التعاون الايجابي مع الوزارات المعنية.
واشار الوزير الاذينة الى الانجازات الكبيرة التي تحققت في الفترة القليلة الماضية ومنها تعديل قانون الرعاية السكنية «27/2012» الذي سمح للقطاع الخاص بالمساهمة في حل القضية الاسكانية اضافة الى تملك المؤسسة العامة للرعاية السكنية الاراضي اللازمة لانشاء هذه المدن التي ستشيد وفق الية جديدة.
من جهته قال المدير العام للمؤسسة العامة للرعاية السكنية صبحي الملا ان الية العمل في المؤسسة حاليا اختلفت عنه في السنوات السابقة عبر حصر القرار في لجنة التخطيط العليا في المؤسسة.
واضاف الملا ان تعديل القانون رقم «27/2012» اطلق يد المؤسسة في وضع رؤية لحل القضية الاسكانية لاسيما انه سمح للقطاع الخاص بان يكون لاعبا اساسيا لحل القضية الاسكانية في البلاد مشيرا الى ان المدن الجديدة التي يعتزم تشييدها ستكون مدن متكاملة تحتوي كل الخدمات ومتطلبات قاطنيها.
وعلى صعيد آخر أكدت أولوية المشاريع الصغيرة والتنمية الاقتصادية، بحضور وزير التجارة والصناعة أنس الصالح، على ضرورة الحد من البيروقراطية والقيود الروتينية للنهوض بالمشاريع الصغيرة وإنشاء إدارة خاصة بها، كما إقترح شباب الأولوية طرح المناقصات الخاصة بالمشاريع الصغيرة في ملحق خاص في المجلة الرسمية «الكويت اليوم» وإعادة النظر في شروط التأهيل لتشجيع أصحاب المشاريع الصغيرة.
وأكد الشباب على أهمية تأسيس مركز أحادي لاستخراج جميع المستندات الرسمية والتراخيص المطلوبة لتأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتسهيل الإجراءات الحكومية والتمويلية، من خلال إقرار قوانين تدعم المشاريع الصغيرة وتسهل تأسيسها وتحفزها.
من جانب آخر ناقش شباب أولوية الرياضة مع رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة العامة للشباب والرياضة فيصل الجزاف، أهم التوصيات التي توصلوا إليها، وقد شملت إنشاء مدينة رياضية شاملة تتضمن أكاديمية رياضية و مرافق شاملة لكل الألعاب الرياضية تشرف على إنشاءها كوادر عالمية بالتعاون مع الكوادر المحلية. كما دعت التوصيات إلى نشر التوعية بأهمية الثقافة الرياضية وإنشاء إدارة خاصة لبحث آلية الاحتراف في جميع ألعاب الرياضة.
هذا ويتسلم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد صباح اليوم الوثيقة التي أعدها أعضاء مجلس الشباب التحضيري التابع للمشروع الوطني للشباب وذلك في حفل ختامي خاص للمشروع الذي انطلق العام الماضي تحت شعار «الكويت تسمع» بتوجيهات صاحب السمو أمير البلاد.
وتضم الوثيقة توصيات عشر أولويات في مجالات مختلفة تشمل قضايا الإسكان والصحة والبيئة، بالإضافة إلى الثقافة والفنون والآداب، والتعليم، والمشاريع الصغيرة والتنمية الاقتصادية، إلى جانب تعزيز المواطنة والأمن الاجتماعي والتطوير القانوني والإداري والتنمية البشرية والرياضة.