نظم قطاع الأبحاث بجامعة الكويت ورشة عمل بعنوان «إدارة المعرفة – نقل التكنولوجيا لجامعة الكويت» ألقاها مدير معهد الشرق الأوسط للاقتصاد المبني على المعرفة بجامعة برايتون بالمملكة المتحدة البروفسور الزائر علام النور عثمان أحمد.
وقال البروفيسور علام النور ان الكويت تراجعت 18 درجة على مؤشر الاقتصاد المبني على المعرفة العالمي منذ عام 2000، لتحتل المرتبة الخامسة عربيا والـ64 عالميا، بـ5.33 في المئة نسبة اعتماد اقتصادها على المعرفة في حين احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربيا على المؤشر ذاته، في حين احتلت السويد المرتبة الأولى عالميا. وتطرق خلال حديثه إلى مسائل تهتم بفهم المعرفة والاقتصاد المبني على المعرفة، وكيفية إدارة المعرفة وأهميتها بالنسبة للمؤسسات، مشيرا إلى السلوكيات والمعايير والحلول المطلوبة لاستخدام وتبادل المعرفة لدعم المؤسسة وكل القطاعات.
وذكر أن المعرفة هي أحد أهم الأصول التي لابد من توافرها في الاقتصادات المتقدمة، إذ توفر التكنولوجيا الحديثة المطلوبة للأنشطة الصناعية والخدمية والتجارية، وما ينتج عنها من فرص اقتصادية يمكن استغلالها والاستفادة منها، وهو الأمر الذي يفتقده الاقتصاد الكويتي، مما جعلنا نتخلف عن الدول المجاورة في الكثير من المؤشرات الاقتصادية.
وشدد على ضرورة الاستثمار في تطوير المعارف التكنولوجية، والتي تعد أساس الصناعة الحديثة، تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة والكويت لديها محافظ استثمارية الذي ينقل البلاد من اقتصاد يعتمد على استخراج النفط وبيعه، إلى اقتصاد يقوم على القيمة المضافة.
من جانبها، أكدت عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت الدكتورة هنادي مبارك المباركي على أن العالم قد واجه فترة ركود وتراجع أثناء الأزمة المالية العالمية، إلا أن هناك أدوات جديدة يعمل العالم على تطبيقها كالاقتصاد المعرفي للوصول إلى الحلول المستقبلية.
وأوضحت أن الاقتصاد المعرفي يقصد به أن تكون المعرفة هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، واقتصادات المعرفة تعتمد على توافر تكنولوجيا المعلومات والاتصال واستخدام الابتكار.
وأشارت المباركي إلى أن خصائص اقتصاد المعرفة تنقسم الى 4 ركائز: أولها : الابتكار حيث إنه نظام فعال من الروابط التجارية مع المؤسسات الأكاديمية وغيرها من المنظمات التي تستطيع مواكبة ثورة المعرفة المتنامية واستيعابها وتكييفها مع الاحتياجات المحلية، ثانياً : التعليم وهو أساسي للإنتاجية والتنافسية الاقتصادية وادماج التكنولوجيات الحديثة في العمل، ثالثا : البنية التحتية المبنية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تسهل نشر وتجهيز المعلومات والمعارف وتكييفه مع الاحتياجات المحلية، رابعاً : حوافز تقوم على اسس اقتصادية قوية تستطيع توفير كل الاطر القانونية والسياسية التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية والنمو.
وبينت كذلك ان القوى الدافعة الرئيسية في ظل اقتصاد المعرفة تعتمد على 3 اسس : وهي العولمة Globalization وثورة المعلومات Information Knowledge وانتشار الشبكات Computer networking الإنترنت هو الابتكار، وهو نظام فعال من الروابط التجارية مع المؤسسات الاكاديمية وغيرها من المنظمات التي تستطيع مواكبة ثورة المعرفة الختامية واستيعابها وتكييفها مع الاحتياجات المحلية، إضافة إلى التعليم وهو أساسي للإنتاجية والتنافسية الاقتصادية وإدماج التكنولوجيات الحديثة في العمل.
والجدير بالذكر ان الدكتورة هنادي المباركي تدرس إدارة المشاريع في مجال الهندسة المدنية والدراسات العليا في جامعة الكويت، فضلا عن تدريس إدارة الأعمال؛ وقد نشرت لها مقالات علمية في مجلات أكاديمية مختلفة، وقدمت أوراق بحثية لمؤتمرات في العديد من البلدان، ولها 3 إصدارت وكتاب جديد بصدد النشر قريباً.
وتجدر الإشارة إلى أن البروفيسور علام النور حصل على شهادة الدكتوراه في تخصص نقل التكنولوجيا والمعرفة من جامعة أدنبرا نابير في المملكة المتحدة وتعتبر أطروحة للدكتوراه «نقل التكنولوجيا في الدول النامية» أول بحث علمي يقدم شرحاً تفصيلياً لفجوة تقنية إضافية في الدول النامية تعرقل عملية نقل التكنولوجيا المتطورة، كما نال جائزة أفضل أطروحة لشهادة ماجستير أدارة الأعمال من الكلية الملكية في المملكة المتحدة، كما نال العديد من الجوائز والميداليات الدولية تقديراً لمساهمته في البحوث العلمية الدولية وأدرج أسمه في الموسوعة العالمية Who’s Who in the World لأعوام 2009 وحتى 2014.
قام البروفيسور علام بتنفيذ أول مشروع متكامل لإدارة المعرفة بدولة الأمارات العربية المتحدة والعالم العربي، كما قدم ولسنوات عدة العديد من الاستشارات العلمية حول نقل المعرفة والتكنولوجيا لمنظمات وهيئات دولية مثل الأمم المتحدة، والبنك الدولي، والمفوضية الأوروبية، والعديد من الجامعات والوزراء والشركات حول العالم، كما قام ولأكثر من عشرين عاما بتقديم العديد من الندوات وورش العمل في إدارة المعرفة ونقل التكنولوجيا وبرامج مبتكرة حول تطوير الإدارة القيادية والتسويق والتخطيط الاستراتيجي وتصميم وتقديم البرامج الدراسية شفي بريطانيا والإشراف عليها.
وللبروفيسور علام إصدارات عدة حول نقل التكنولوجيا والمعرفة وتأثير ذلك على التنمية المستدامة والتنافسية في الدول النامية تشمل أكثر من مائة وعشرين إصداراً، منها ثمانية عشر كتاباً والعديد من المقالات حول نقل وإدارة التكنولوجيا والمعرفة والتنمية المستدامة والتسويق وتقارير عن الاستدامة والتنافسية.