
دعا رئيس الجمعية الكويتية للاغاثة يوسف الحجي الشعوب العربية والإسلامية وخاصة الشعب الكويتي إلى مواصلة دعم اللاجئين السوريين الذين يعانون أوضاعا إنسانية كارثية بعد أن هجروا من بيوتهم وخرجوا يستغيثون بأهل الخير فرارا من آلة القتل وسفك الدماء.
وقال الحجي في لقائه أمس الثلاثاء بوفد اتحاد الجمعيات الاغاثية في لبنان الذي يزور الكويت حاليا ان جهودنا في الجمعيات الخيرية الكويتية ستتواصل باذن الله حتى يعود السوريون إلى وطنهم وينعمون بأجواء الحرية في ظل حكم عادل ومنصف يحترم حقوقهم ويلبي مطالبهم العادلة، مشيرا الى ضرورة اضطلاع الجمعيات الخيرية بتلبية احتياجات اللاجئين السوريين من منطلق الواجب الشرعي والإنساني والأخلاقي، حتى يعيشون حياة كريمة تتوافر فيها الخدمات الصحية والتعليمية والاغاثية.
وثمن الحجي جهود اتحاد الجمعيات الاغاثية في لبنان لاحتضانه عشرات الآلاف من النازحين السوريين وحرصه على توفير الدعم لهم ورعايتهم.
وبدوره قدم مدير عام الهيئة د.سليمان شمس الدين نبذه عن الهيئة الخيرية وطبيعة نشاطها الإنساني في 136 دولة، مشيرا الى أن الهيئة تقوم بدور الوسيط، وأهل الخير هم أصحاب الفضل لحرصهم على أن يجودوا بأموالهم وتخفيف معاناة اخوانهم السوريين.
واضاف ان تجربة الكويت الاغاثية في غاية الدقة والتنظيم، وقد تجلى ذلك في انضواء الجمعيات الخيرية الكويتية تحت مظلة اللجنة الكويتية المشتركة للاغاثة لأكثر من 20 عاما قبل أن تتحول الى الجمعية الكويتية للاغاثة برئاسة الشيخ يوسف الحجي.
وقال ان الجمعيات الخيرية الكويتية استضافت اجتماعا للجمعيات الخليجية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للمانحين بحضور منظمات عربية واسلامية ودولية، وقد التزمت بدعم اللاجئين السوريين بـ 183 مليون دولار، منها 100 مليون من الجمعيات الكويتية.
وفي كلمته شكر رئيس اتحاد الجمعيات اللبنانية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ أحمد العمري الكويت أميرا وحكومة وشعب على سخائها وكرمها وجود أهلها بالمال لصالح المنكوبين والفقراء ليس في سوريا فقط وانما في جميع انحاء العالم.
وأضاف اننا تعودنا ان نرى الكويت في كل ازمة متصدرة المشهد الإنساني، وباسطة لأياديها البيضاء بالخير والعطاء لاخوانهم المعوزين، عملا بالحديث الشريف» مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وهذا ليس جديدا على الكويت، فقد خبرنا ذلك منذ عشرات السنين، وجاءت كارثة سوريا لتضيف الى العطاء الكويتي صفحة اضافية من البذل والكرم.
وتابع حينما قدم الينا في لبنان النازحون السوريون أطلقنا عليهم اسم المهاجرين، وكان علينا أن نقوم بدو الانصار في احتضانهم صحيا وتعليميا واغاثيا وايوائيا، وهذا ليس منة بل واجب أخلاقي وشرعي وديني وإنساني، وأمام استمرار تدفق المهاجرين وعدم قدرة الدولة على تلبية احتياجاتهم، أسسنا اتحاد الجمعيات وهو يضم 100 جمعية من جميع الأطياف والمناطق اللبنانية لتنسيق الجهود وضمان وصول المساعدات الى جميع السوريين الذين وصل عددهم إلى قرابة المليون مهاجر، وكان للكويت اليد الطولى والسبق في دعم برامج وانشطة الاتحاد، وخاصة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ومن هنا جاءت زيارتنا الى الكويت لتقديم الشكر لها أمير وحكومة وشعبا على عطائها الوافر، وسعى مؤسساتها الخيرية الدؤوب لدعم قضايا المسلمين.
وفي عرضه لأوضاع اللاجئين السوريين قال عضو اتحاد الجمعيات الشيخ أحمد مصطفى ان الأزمة تجاوزت العامين ولم نستطع بعد الوفاء بالاحتياجات الاساسية للمهاجرين السوريين، ومن أبرزها الخدمات الصحية التي عجزنا عن تقديمها للجرحى والمصابين، خاصة أن أول بوابة يمر بها المهاجر بعد يعد نزوحه الى لبنان المستوصفات الطبية لمعالجته، كما ان الأمم المتحدة عجزت عن مواجهة هذا التحدي، وهناك أيضا الحاجة الى المواد الغذائية، ومساكن الايواء، ومازال حتى اليوم عبء استئجار المنازل يقع على عاتق المهاجرين السوريين رغم أنهم من فئات فقيرة ومعظمهم لايملكون قيمة هذه الايجارات التي تتراوح لابسط بيت بين 200 – 500 دولار، وهذا ما نجحت في توفيره الهيئة الخيرية عبر دفع ايجارات لـ 3آلاف أسرة سورية.
أما عضو الاتحاد كامل كزبر فتحدث عن الواقع التعليمي لأبناء المهاجرين السوريين، كاشفا أن المدارس اللبنانية استطاعت استيعاب 14 ألف طالب وطالبة بما يوازي 70 في المئة من أبناء السوريين، والتعليم ياتي في أهميته بعد الايواء والاستشفاء والغذاء، ومن ثم فهناك حاجة ماسة لدعم البرامج التعليمية للطلبة السوريين وإلا لأصبحوا قنابل اجتماعية موقوتة، وما هذه الجهود التي نأمل أن تتواصل الا بدعم أهل الخير في الكويت.
وعن الوضع الصحي لللاجئين السوريين قال عضو الاتحاد ورئيس الجمعية الطبية الإسلامية اللبنانية د.محمود السيد ان الوضع الطبي يعد أولوية قصوى في هذه المرحلة بعد تزايد أعداد الجرحى والمصابين، لافتا الى أن الجمعية الطبية عالجت 4آلاف مصاب، كما عالج المستوصف الجوال 39 ألف مريض سوريبدعم من الهيئة الخيرية، وهذا له أثر كبير في نفوس السوريين.
وأشار الى أن بعض الجرحى يحتاجون الى عمليات جراحية تكلفة الواحدة تتراوح بين 15 - 20 ألف دولار، وهذه مبالغ كبيرة لا تستطيع الدولة اللبنانية الوفاء بها، ومن هنا أردنا أن نوسع الصرخة باتجاه المؤسسات الكويتية والعربية.
وكشف منسق اتحاد الجمعيات الاغاثية اللبنانية حسام الغالي أن الاتحاد أسس صندوقا طبيا، نجح في التعاقد مع 25 مستشفى لتقديم الخدمة الطبية للمهاجرين السوريين.