الامم المتحدة – «كونا»: أكد مندوب دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي على ما تحمله ذكرى يومي الـ14 من شهر مايو عام 1963 و26 فبراير 1991 من أهمية لدى الكويتيين كعلامة على الاستقلال والحرية.
جاء ذلك خلال حفل أقامه العتيبي الليلة قبل الماضية بمانسبة الذكرى الـ50 على حصول الكويت على عضوية الامم المتحدة بحضور مسؤولين من الامم المتحدة يتقدمهم السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون ونائبه يان إلياسون ورئيس الجمعية العامة فوك جرميتش وعدد من السفراء والدبلوماسيين وكبار الشخصيات.
وقال العتيبي ان دولة الكويت رسخت حريتها وسيادتها واستقلالها عندما انضمت الى الامم المتحدة عام 1963 وعند تحريرها من الاحتلال العراقي عام 1991 من خلال تنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة.
وأكد ان الشعب الكويتي لن ينسى ابدا موقف الامم المتحدة والمجتمع الدولي عموما التاريخي والمبدئي في دعم دولة الكويت لاستعادة حريتها وسيادتها في عام 1991.
وأضاف انه «في هذه المناسبة التاريخية قبل خمسين عاما وبالتحديد في الـ14 من شهر مايو عام 1963 اصبحت دولة الكويت العضو الـ111 في الامم المتحدة وهو تاريخ له اهمية كبيرة لها لأن العقود الخمسة الماضية تحمل في طياتها ذكريات ترسخت في تاريخها السياسي».
واقتبس العتيبي بعض الكلمات من خطاب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي كان وزيرا للخارجية في ذلك الوقت والذي ألقاه امام الجمعية العامة في الـ14 من شهر مايو عام 1963 عندما قال ان «دولة الكويت لا تتطلع الى الاستقلال وعضوية الامم المتحدة باعتبارهما غاية في حد ذاتها بل تعتبرهما وسيلة لتقاسم المسؤولية في تأمين حياة افضل لشعبها وشعوب الدول الاخرى».
وقال العتيبي ان دور الامم المتحدة لا يقتصر على تحرير دولة الكويت بل ذهب الى ابعد من ذلك ليؤكد تنفيذ جميع الالتزامات الدولية المتبقية معربا عن تطلعه الى مستقبل افضل للعلاقات بين دولة الكويت والعراق تكون مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بينهما.
واثنى العتيبي على دور بان كي مون في اغلاق العديد من الملفات الناتجة عن الغزو العراقي لدولة الكويت مؤكدا انه سيتم في المستقبل القريب اغلاق بعض الملفات المتبقية التي ما تزال معلقة مع العراق.
وقال انه خلال العقود الخمسة الماضية ظلت دولة الكويت ملتزمة بمبادئ ومقاصد ميثاق الامم المتحدة معربا عن ايمانه بأن «الامم المتحدة بوصفها آلية دولية متعددة الاطراف تعد المحفل النهائي الذي تلجأ إليه الدول في بحثها عن حلول لمشاكلها والتحديات العالمية التي تواجهها».
واضاف ان دولة الكويت تؤمن ايمانا راسخا بأن الاختلافات في العرق او اللون او الدين او اللغة او الثقافة يجب ألا تردع دول العالم وتمنعها من التعاون لتحقيق الاهداف التي تتقاسمها جميعا كمجتمع دولي.
وابدى تطلعه الى أن تنعم جميع دول العالم بالسلام والامن والعدالة حيث تعيش جميع الشعوب حياة كريمة في بيئة نظيفة من خلال الوحدة والتعاون واحترام بعضهم بعضا بغض النظر عن تنوع اصولهم.
واوضح ان دولة الكويت تربطها علاقة مميزة مع الامم المتحدة حيث زار رئيس الجمعية العامة دولة الكويت مرتين هذا العام في حين زارها بان كي مون ثلاث مرات في اقل من 12 شهرا.
من جهته هنأ بان كي مون الكويت بهذه المناسبة الخاصة التي يحتفل بها بمرور نصف قرن من «التعاون المثمر والتواصل بين الامم المتحدة ودولة الكويت».
ولفت الى ان دولة الكويت واجهت تحديات كبيرة لا يمكن نسيانها حيث وقفت الامم المتحدة معها في الاوقات العصيبة لضمان سيادتها واستقلالها وسلامتها الاقليمية في حين استجاب مجلس الامن بشكل سريع وموحد تجاه الغزو والاحتلال غير الشرعي لدولة الكويت. ورحب بان بالتحسن الملحوظ في العلاقات بين دولة الكويت والعراق معربا عن رغبته لتحقيق مزيد من التقدم في هذه العلاقات ووفاء العراق بالتزاماته المعلقة تجاه دولة الكويت. واشاد بدور دولة الكويت وقيادتها في المنطقة وخارجها معربا عن امتنانه للدعم السخي الذي تقدمه دولة الكويت لعمليات الاغاثة الانسانية الخاصة بالامم المتحدة.
وقال بان ان «مساهمة دولة الكويت السخية بشكل ملحوظ من خلال تقديم 300 مليون دولار لتحسين وضع الشعب السوري داخل سوريا وفي البلدان المجاورة تعتبر مثالا نتمنى ان تحذوه الجهات المانحة الاخرى».
واعرب عن شكره لجمعية الهلال الاحمر الكويتية والمنظمات غير الحكومية لما قامت به من «عمل قيم في المنطقة» والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية باعتباره اكبر صناديق التنمية السيادية في العالم.
وعبر بان عن امتنانه لمبعوث الامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق لإشراك كبار المسؤولين في انحاء الخليج العربي للوصول الى الاهداف المشتركة للامم المتحدة مضيفا ان دولة الكويت تسعى الى ان تكون الاولى في دفع عجلة السلام وتعزيز التنمية والدفاع عن حقوق الانسان.
من جانبه قال رئيس الجمعية العامة فوك جرميتش ان السنوات الـ50 الماضية كانت سنوات المشاركة الفعالة لدولة الكويت في اعمال الامم المتحدة في العديد من الميادين والمجالات.
وتضمن الحفل معرضا للصور الفوتوغرافية متعلق بقبول دولة الكويت لتكون العضو الـ111 في الامم المتحدة في الـ14 من شهر مايو عام 1963 وصور لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي كان وزيرا للخارجية في ذلك الوقت وخطابه امام مجلس الامن عندما كانت الكويت عضوا غير دائم في من عام 1978 الى 1979.
وتم عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على الانشطة الدبلوماسية لدولة الكويت لدى الامم المتحدة خلال السنوات الـ50 الماضية وكتيبات تلخص انجازات دولة الكويت السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال نصف قرن وعزفت موسيقى تقليدية من قبل فرقة كويتية.
