تتطلع كثيرات من الموظفات الكويتيات الى اقرار قانون التقاعد المبكر المقدم من بعض نواب مجلس الامة قريبا لأسباب مختلفة فمنهن من اتبعن نصيحة خبراء وأعددن خطة مدروسة لحياة ما بعد التقاعد في حين أغفلت أخريات ذلك لعدم ادراكهن أهمية تلك الخطة.
ويستلزم تخطيط المرأة المبكر للتقاعد خطة مدروسة مسبقا تمنحها الفرصة للاعداد الشخصي والمهاري والنفسي والذهني ما يجعلها مؤهلة لتلك المرحلة بما يتناسب والاهداف التي ترغب بتحقيقها والطموحات التي تسعى اليها.
وأكد اختصاصي تطوير الذات وليد دهراب ضرورة وضع الموظفة أهدافا محددة لتلك المرحلة الانتقالية وصياغتها بشكل واع وذكي ما يمنحها القدرة على تخطي التحديات والصعوبات المحتملة ماديا ومعنويا.
وقال دهراب في لقاء مع «كونا» أمس، ان عدم التخطيط الجيد من قبل الموظفة لتلك المرحلة قد يجعل المتقاعدة تفاجأ بأمور لم تكن تتوقع أن تواجهها سواء على المستوى الشخصي أو الأسري أو المجتمعي.
وأوضح ان الكثيرات شعرن بالصدمة والعزلة بعد تقاعدهن وأنهن أصبحن غير قادرات على تقديم ما ينفع المجتمع مشيرا الى انه في تلك المرحلة تبدأ المشاعر السلبية بالسيطرة على بعض المتقاعدات فيدخلن في دوامة من الاحباطات والمشاعر الهدامة التي تعطيها صورة متدنية عن ذاتها ما ينعكس سلبا على علاقاتها مع الآخرين. وذكر ان تلك المشاعر السلبية قد تنتقل إلى المحيطين بالمتقاعدة «فإذا لم يكونوا على قدر كبير من الوعي والادراك بماهية تلك المشكلة فسينسحبون من حولها ما يصيبها بالمزيد من الشعور بالوحدة فتتهمهم بالتقصير تجاهها وعدم السؤال عنها».
وأشار الى أن المهم في التخطيط ليس ما يستغرقه من وقت وانما كيفيته وجودته «فلا بد من اعداد خطة مالية تحافظ على المستوى المعيشي الذي اعتادت عليه المتقاعدة وذلك من خلال ضمان دخل ثابت لها عن طريق دراسة مختلف الادوات الاستثمارية المتاحة بطرق علمية منهجية بعيدا عن تكهنات اشخاص من غير ذوي الخبرة».
وشدد على ضرورة أن تتحلى المرأة التي تتخطط للتقاعد بنظرة واقعية للامور الى جانب التدريب الشخصي والمهني الجيد لما تنوي فعله عقب التقاعد مضيفا ان التواصل مع أفراد الاسرة ومناقشتهم حول قرار تقاعدها عامل رئيس في دعمهم لقرارها ومساندتهم لها لتنعم بحياة هانئة مستقرة. من جهتها قالت ماجدة إبراهيم انها مطلقة وأم لخمسة أطفال تتراوح اعمارهم بين الرابعة والـ18 عاما «ولا يقوم والدهم بمسؤولياته تجاههم» موضحة انها تريد التقاعد مبكرا لانها أرهقت من كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقها. وأضافت ابراهيم انها والى جانب القيام بوظيفتها تقوم بمختلف متطلبات المنزل والاسرة والاولاد من شراء الحاجيات والتوصيل للمدارس والذهاب الى الطبيب والتدريس والاشراف والمراقبة والترفيه مؤكدة ان رغبتها في الراحة من هذا العناء جعلها غير آبهة بالخسارة التي ستلحق براتبها عند التقاعد. من جانبها، قالت الموظفة فاطمة علي انها تخطط مع زوجها للاقامة في الولايات المتحدة الامريكية بعد التقاعد المبكر حيث كانت تدرس هناك مرجعة السبب في ذلك الى رغبتها في أن تلحق أبناءها الثلاثة الذين يعانون مرض التوحد بمدارس خاصة هناك «فمدارسهم الخاصة هنا لن تقبلهم بعد سن الـ21 وأخشى أن تتدهور أحوالهم اذا ما بقوا بالمنزل بلا عمل أو دراسة أو حتى ناد رياضي يقبلهم».
أما سهام الاحمد فقالت انها تود التقاعد مبكرا كي تتفرغ لرعاية والدتها المريضة التي لا تستطيع الحركة بشكل طبيعي وتعاني مرض الزهايمر مضيفة انها تشعر بالأسف للخسارة المادية التي ستلحق براتبها بعد التقاعد لكنها مضطرة لذلك اذ انها الابنة الوحيدة ولا تحب أن تترك والدتها منفردة مع الخدم او الممرضات. بدورها ذكرت منيرة الراشد انها اصيبت بأمراض الحساسية منذ التحقت بالوظيفة قبل نحو 15 عاما بسبب جو المكتب «الخانق» حيث انه مكتظ باعداد كبيرة من الموظفين والمراجعين وتنتشر به أدخنة السجائر ولا يوجد به تهوية كافية ما أصابها بصداع مستمر والتهاب الحلق والجيوب الانفية مؤكدة أن صحتها أهم مما ستفقده من راتبها بعد التقاعد.
من ناحيتها قالت سهيلة المحمد انها غير متزوجة وتود التقاعد «للتحرر من روتين حياتها الممل» موضحة انها قضت نحو 20 عاما في نفس الوظيفة والمكان والمركز بلا ترقية او تجديد ولم تستطع العثورعلى وظيفة اخرى مضيفة انها تنوي عند التقاعد القيام برحلات سفر حول العالم والتفرغ للاهتمام بصحتها وهواياتها وقد ادخرت ما يلزم من المال لتحقيق ذلك.