قال الدكتور سلمان ابو ستة: ان دور المهندسين في الحركة الوطنية الفلسطينية مميز ، فهم يدرسون المشكلة ويضعون لها الحلول ويخططون وينفذون ، فهم انخرطوا في الحركة الشعبية منذ النكبة ، ومؤكدا أن حق العودة مقدس وقانوني وممكن وانه وضع برنامج «كيف نعمر فلسطين» وعرضه هذا البرنامج على ياسر عرفات في يوليو 1990.
هذه التأكيدات اعادها ابو ستة خلال محاضرة بعنوان دور المهندس الفلسطيني في إعادة تعمير فلسطين» نظمها اتحاد المهندسين الفلسطينيين بالكويت واستضافتها جمعية المهندسين الكويتية مساء امس الاول في ذكرى النكبة وشارك فيها أمين السر المساعد في الجمعية ورئيس الاتحاد الفلسطيني بالكويت هشام عبد النور وقدم لها عضو مكتب الاتحاد المهندس نادر ابو الجبين ، وحضرات العشرات من المهندسين والمهندسات.
من جانبه، تحدث امين السر المساعد في جمعية المهندسين الكويتية المهندس نواف المطيري قائلا: لقد دأبت جمعية المهندسين الكويتية على دعم كافة المنظمات والفعاليات الهندسية العربية ، واستضافة فروع لكل الأخوة المهندسين العاملين في الكويت والراغبين في العمل تحت مظلة عمل الجمعية ، وكان للأخوة الفلسطينيين اهتمام خاص من اخوانكم في مجالس الادارة المتعاقبة على ادارةالجمعية ، مضيفا ان الجمعية على تواصل وتنسيق دائمين مع اخوانكم في الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في رام وفي قطاع غزة على الدوام ، ولكم خضنا وسنخوص على الدوام الجهود لكي تكتمل لحمة ووحدة اخواننا الشعب الفلسطيني ونحن كمهندسين الأولى بتحقيق هذه الوحدة ، فالمهنة تجمعنا وهي عامل توحيد ودعم للتصالح وتحقيق اللحمة الوطنية لاخواننا في فلسطين العزيزة.
وأضاف المطيري : اننا في جمعية المهندسين الكويتية قد قمنا في مراحل سابقة وبالتعاون مع الأخوة في قطاع غزة بالتأكيد على تطوعنا ورغبتنا في المساهمة بإعادة الإعمار وكانت هناك خطوات عملية في هذا المجال من خلال أكثر من زيارة قام بها الزملاء في مجالس الادارات السابقة ونحن ماضون على هذا النهج ، فإعمار فلسطين هم لنا جميعا ، والنقاط التي اطلعنا عليها والتي سيتناولها الأستاذ المحاضر جديرة بالاهتمام والمتابعة ، فتوثيق القرى وخاصة لمهجورة والمدمرة منذ العام 1948 ليست بالأمر السهل وكذلك وضع التصاميم لهذه المواقع ، لكننا على ثقة بأنكم خير من سيتصدى ويتطوع للقيام بهذه الأعمال وسنكون لكم عونا على الدوام كما عهدتمونا.
ثم تحدث رئيس اتحاد المهندسين الفلسطينيين بالكويت المهندس هشام عبد النور حيث قال: ان النكبة هجرت 800 الف مواطن وسيطر الصهاينة فيها على 773 قرية ومدينة ، وتم تدمير 531 قرية واقترفهم اكثر من 70مجزرة أدت الى استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني ، لافتا الى استمرار معاناة الشعب الفلسطيني من التهجير والشتات في مخيمات اللاجئين التي يزيد عددها على 58 مخيما منها 19 في الضفة.
وأكد عبد النور أنه ورغم مرور 65 عاما على النكبة الا ان الشعب الفلسطيني متمسكا بثوابته الوطنية ورفض مشاريع التوطين ولن يقبل الا بتنفيذ القرارات الشرعية الدولية التي بلغت 50 قرارا وعلى رأسها القرار 194 الذي ينص على حق عودة اللاجئين الى ديارهم.
وندد عبد النور ببعض الانتهازيين الساعين الى الشهرة والنجومية ، لكن قضية فلسطين وارضها وشعبها حية ولا احد يمكنه التصرف فيها لو جال كل بقاع العالم ، وفلسطين صانعة الرموز السياسية والساسة والقادة ستبقى عصية على كل من ينتقص حقوق ابنائها فهي غير قابلة للمساومة ، مضيفا ان استمرار الانقسام السياسي على الساحة الفلسطينية ينذر بكارثة كبرى تجعل انجازات شعبنا ورقة للمساومة.
ثم تحدث المحاضر الدكتور ابو ستة عن أهمية دور المهندسين في حق العودة ، مشيرا الى مشروعه لتوثيق القرى المدمرة والمهجر اهلها ، وأنه عرض في البرلمان الاوروبي ولأول مرة بذكرى النكبة مشروعه الهندسي من خلال اشغال الاراضي غير المستغلة في فلسطين الحالية.
وأوضح ابو ستة ان الجيش الاسرائيلي جعل من الاراضي الفلسطينية اكبر قاعدة عسكرية بين باريس وبكين وهذا هو العائق الذي يضعه الاسرائيليون على مخططات اسغلال الاراضي الفلسطينية لاعادة اهلها اليها مؤكدا «أن حق العودة مقدس وقانوني وممكن»، ونحتاج الى التخطيط والعمل بالمجالات المختلفة فهرتزل وعد بدولة يهودية وهو يحتسي القهوة في احد مقاهي فيينا ونحن نملك كل المقومات والمسوغات لاعادة الوطن وتطبيق حق العودة.
وتناول ابو ستة مشروعه الهندسي لتوثيق القرى المهجرة والمدمرة في فلسطين والتي وضع لها خرائط جوية يعكف مع المتطوعين من داخل وخارج فلسطين على اتمام توثيقها ووضع التصاميم لاعادة اعمارها ، وانه وفقا لهذا المشروع سيتم توزيع الاراضي الفلسطينية الى 10 مناطق رئيسية لتسهيل عملية التوثيق.
ودعا ابو ستة في ختام محاضرة الى انشاء مجلس وطني فلسطيني يكون بمثابة القاعدة القانونية والشرعية من خلال الانتخاب ، لتنطلق عملية اعادة بناء فلسطين التي وضع لها قائمة هندسية متكاملة العناصر تتضمن كل الاحتياجات.
وقبل ختام المحاضرة تم تكريم الدكتور ابو ستة باسم رئيس الاتحاد العام المهندسين الفلسطينيين والرئيس المنتخب للاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية مروان عبد الحميد.
