
بات عالم الترفيه الرقمي أحد أبرز مظاهر الحياة اليومية بدءا بعالم التلفزيون الذي أصبح أكثر تفاعلية مع الجمهور مرورا بألعاب الفيديو وصولا الى الانتشار الواسع للهواتف الذكية.
وتقف وراء هذا العالم الرقمي صناعة واسعة تجمع بين الفنون التصويرية والموسيقية وهندسة الكمبيوتر والعديد من التخصصات التقنية الحديثة وتشكلت في أعقابها العديد من الشركات الكبيرة والعالمية كما استقطبت المستثمرين الى حد تخطت أرباحها السنوية مليارات الدولارات.
وتحول استخدام الهواتف الذكية والبرامج التي تتضمنها والتطبيقات المتوافرة فيها في موازاة ذلك الى أهم وأكثر الوسائل التكميلية بل والاساسية المستخدمة في حياتنا اليومية فضلا عن كونها سوقا خصبا لمطوريها.
وتمثل هذه الصناعة فضلا عن ذلك بيئة جاذبة لتطوير التطبيقات بقصد الفائدة المادية أو نشر المعلومات وحتى الايديولوجيات ما يجعلها سلاحا ذا حدين لاسيما مع تزايد الدراسات التي تظهر نتائجها تفوق مبيعات الهواتف الذكية على الهواتف المتنقلة البسيطة ووصول أرباح أسواق التطبيقات الى نحو ملياري دولار عام 2012.
وأجمع عدد من الشباب الكويتي ممن انخرطوا في صناعة التطبيقات والبرامج الحاسوبية في دولة الكويت وخارجها على أن هذه الصناعة تشهد تطورا متسارعا ونموا كبيرا باطراد وعلى مختلف المستويات.
ورأى الشباب في تصريحات متفرقة لـ«كونا» أمس ان هذه الصناعة تواجه في الوقت نفسه معوقات عدة في الكويت تحول دون تطورها بالصورة المنشودة.
وقال مطور التجارب الشخصية والمصمم التصويري في فرع برشلونة للشركة العالمية لصناعة الألعاب الالكترونية «أوبيسوفت» ذياب التميمي ان الدخول في صناعة الألعاب والبرامج بات سهلا الى حد ما لتوافر المواد والأدوات مثل محركات الرسوم التي يحتاج اليها المطور وخصوصا بالنسبة الى المجموعات والشركات الصغيرة المتواجدة مثلا في الكويت.
وأضاف التميمي ان نظام الشركات الصغيرة يتيح مجالا أكبر للابداع والحرية مقارنة بالمعمل في شركات كبيرة تتطلب نمطا معينا من العمل مشيرا الى ان تأسيس شركات كبيرة دارجة في بورصات عالمية مثل «أوبيسوفت» و«إلكترونك آرتس» يحتاج الى استثمار جاد وعشرات الموظفين الحاصلين على شهادات متخصصة في مجالات عديدة تتطلبها الألعاب أو البرامج عالية الجودة.
وأعرب عن تفاؤله من حركة هذه الصناعة في الكويت والمنطقة من خلال شركات ومجموعات مستقلة عديدة باتت تدخل بجدية في هذا المجال مبينا أنه اضطر الى السعي الجاد وراء العمل في شركة عالمية معنية بصناعة الألعاب الالكترونية كون سوق التوظيف العالمي في هذا المجال «صعبا وتنافسيا» وذلك انعكاسا لتوافر المواد والأدوات والتي أصبحت على أثر تكنلوجيا نقل المعلومات أو الانترنت في متناول الجميع.
وقال التميمي ان فكرة الاستثمار في ألعاب الفيديو ليست دارجة بالوطن العربي بشكل عام والذي يمنع هذه الصناعة «الضخمة للغاية» من البزوغ والنمو فيها منوها بالحركة الإيجابية التي تشهدها المنطقة من خلال مجموعات عدة مستقلة وشركات صغيرة متخصصة في هذا المجال ستعمل على تطوير وتنمية الصناعة وادراجها كمجال وصناعة محفزة للشباب.
من جانبه قال مؤسس الشركة الكويتية المعنية بالتطبيقات على الأجهزة الذكية «ديوانية لابس» عمر الحداد ان هذا المجال الجديد شهد قفزة نوعية في الآونة الأخيرة نظرا لحاجة السوق المحلي والإقليمي الى زيادة جودة التطبيقات التي توجه وتطور للعالم العربي وتركز على خصوصيته الثقافية.
واضاف الحداد ان هذا المجال لا يتطلب تمويلا ماديا كبيرا اذا كان المشروع صغيرا بل يحتاج الى الوقت والقابلية للبحث والقراءة على شبكة الإنترنت التي يتوافر بها المعلومات والمهارات المطلوبة لتطوير وبرمجة تطبيق أو لعبة مبينا انه بإمكان هذه الصناعة ان تصبح أرضا خصبة لعرض مواهب الشباب المختلفة كالفن التصويري والموسيقى والكتابة الأدبية.
واشار الى تميز هذا المجال في كونه يتعامل بشكل مباشر مع الجمهور ويفتح مجالا واسعا للعديد من الاحتمالات والتطبيقات الإيجابية موضحا ان الأجهزة الذكية وانتشارها الواسع سيجعلها من أكثر وسائل التكنولوجيا التي يعتمد عليها الجميع في كل المجالات والأعمال اليومية.
وذكر الحداد أن الجيل الحالي يتعامل مع تلك الأجهزة والتطبيقات يوميا وسيزداد اعتماده عليها في المستقبل ما سيجعل قدرة التعليم لتلك التطبيقات كبيرة لاسيما مع تفوقها في سرعة توصيل المعلومات والدروس واختلاف أساليب تقديمها من خلال الوسائط المتعددة ودمجها بالألعاب والطرق المسلية التفاعلية.