تونس – «كونا»: أكد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» الدكتور عبدالله حمد محارب ضرورة ادخال اصلاحات ادارية وهيكلية جذرية على المنظمة من أجل رفع مستوى ادائها ميدانيا وترجمة برامجها وخططها على أرض الواقع.
وقال الدكتور محارب خلال مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر المنظمة بتونس ان هذه الاصلاحات ستشمل بالخصوص تطوير أساليب العمل واعتماد تقنيات الاتصال والتواصل الحديثة واعادة النظر في التعيينات بالمنظمة لتصبح على أساس الكفاءة و«ليس على أساس المحسوبية ولارضاء الغير».
واضاف «لا يعقل أن تمثل الرواتب حاليا نحو 57 بالمئة من ميزانية المنظمة مقابل نحو 35 بالمئة للمشاريع» مطالبا بالعمل على تحقيق العكس.
وشدد الدكتور محارب على أن الوضع المالي الحالي للمنظمة لا يسمح بتنفيذ مشاريعها وتحقيق طموحاتها لاسيما في ظل متأخرات العديد من الدول الاعضاء في تسديد مساهماتها في ميزانية المنظمة منذ سنوات عديدة.
وكشف عن أن مجموع هذه المتأخرات المالية يقدر بـ63 مليون دولار في حين تبلغ ميزانية المنظمة سنويا ما يقدر بـ11 مليون دولار داعيا الى تسديد هذه المتأخرات حتى تتمكن الالكسو من القيام بمهامها.
وقال «وأتمنى أن تتم زيادة ميزانية المنظمة لتبلغ 50 مليون دولار سنويا على الاقل حتى تتمكن من تنفيذ البرامج والمشاريع والانشطة المختلفة ميدانيا وعلى أرض الواقع خدمة للانسان العربي وللثقافة والحضارة واللغة العربية ولانجاز مشروع القناة الثقافية العربية الموجهة للانسان العربي عموما وللطفل العربي خصوصا ثقافيا وتربويا وتعليميا وعلميا بعيدا عن كل ما هو سياسي».
ودعا المدير العام للالكسو الى اعادة تفعيل الزامية التعليم في جميع الدول العربية ومحاسبة كل أسرة تمنع طفلها من حقه في الدراسة عند بلوغ سن السادسة من عمره كما هو معمول به في الدول المتقدمة.
ولفت الى أن الجهل والامية هما «من أهم الاسباب في الكثير مما يحدث من تطرف وارهاب وتعصب ديني ورفض للاخر ونزعة القضاء عليه في العالم العربي» معتبرا أن هذه المظاهر عادة ما تكون ظرفية وعابرة لتندثر عاجلا أو اجلا.
وشدد على أن القضاء على هذه المظاهر لن يحدث الا بنشر العلوم والثقافة موضحا أن «استمرار ظاهرة الامية وتفشيها المخيف في العديد من البلدان العربية يعد مثالا صارخا لفشل «الكسو» بعد 40 عاما على تأسيسها».
ودعا الى توطيد العلاقة مع وسائل الاعلام لدورها المهم والرئيسي في التعريف بعمل المنظمة والمساهمة في انجاحه.
وعن أولويات عمل المنظمة خلال الفترة المقبلة أكد الدكتور محارب أنها ستعمل على الارتقاء بالانسان العربي الى مرحلة التقدم الفكري والحضاري والتربوي من خلال التركيز على برنامج النهوض بجودة التعليم في الوطن العربي.
ودعا كل الدول العربية الاعضاء في المنظمة لتخصيص مؤسسة تربوية لتطبيق برنامج المنظمة لمرحلة تعليمية معينة ولفترة تجريبية ميدانية ومن ثم تقييم هذه الخطة والعمل على تحسينها.
كما دعا جميع القادة والقائمين على الشأن التعليمي والتربوي العربي الى «جعل همهم الاول التعليم» لبناء الانسان العربي بغض النظر عن الانتماء العقائدي أو الديني وبعيدا عن السياسية والتركيز على التربية على قيم الاسلام الحقيقية القائمة على الاعتدال والتسامح والانفتاح.
واضاف الدكتور محارب أن الالكسو ستولي اهتماما خاصا ايضا بالقطاع التعليمي والتربوي في فلسطين من أجل التصدي ل»مخططات الكيان الصهيوني لتهويد القدس وطمس الهوية الثقافية والحضارية والتراثية للشعب الفلسطيني وللاراضي الفلسطينية».
كما أكد أن المنظمة ستعمل من خلال تدعيم معهد الخرطوم لتدريس العربية لغير الناطقين بها في افريقيا على عودة اللغة العربية الى القارة الافريقية المستهدفة في ثقافتها وحضارتها والاهتمام بالشان الثقافي والحضاري والتراثي العربي.
وشدد في السياق نفسه على أن القطاع التربوي والتعليمي في الصومال سيحظى ايضا بعناية خاصة من جانب الالكسو مستقبلا موضحا أن المنظمة ستعمل على بناء مدارس وتأطير الكوادر التعليمية في الصومال.
كما أكد الاهتمام الخاص الذي توليه المنظمة للاطفال والطلبة اللاجئين السوريين بسبب الحرب لتأمين الحد الادنى من الظروف الكفيلة بتمكينهم من مواصلة الدراسة والتحصيل العلمي لتأمين مستقبل سوريا وشعبها.
وخلص الى أن نجاح برنامج جودة التعليم في العالم العربي للمنظمة مرهون بمدى توفر الارادة السياسية لدى جميع الدول الاعضاء لانجاحه مبرزا ايضا أهمية تنفيذ المشروع الرامي الى انشاء قناة فضائية تلفزيونية عربية مختصة بالثقافة وتنشط في نطاق العمل العربي المشترك خدمة للتنمية الثقافية والحضارية في الوطن العربي.
وأعلن أنه سيتم بهذا الشأن تشكيل لجنة استشارية تتولى الاعداد والتخطيط الجيد لهذا المشروع المهم لانجازه في أفضل الظروف تحت اشراف المنظمة وبتمويل مشترك منها ومن أطراف أخرى من خارجها نظرا لعدم قدرة الالكسو على تمويل مثل هذا المشروع بمفردها.