
تونس – «كونا»: أكد الوفد الكويتي الى المؤتمر العربي العاشر لرؤساء أجهزة الاعلام الامني المنعقد أمس على دور تقنيات الاتصال والتواصل الحديثة في الاستراتيجية العربية للاعلام الامني في مواجهة التحديات الامنية في الوطن العربي.
وأوضح رئيس الوفد رئيس قسم الاعلام في ادارة الاعلام الامني بوزارة الداخلية الرائد ناصر عيد أبوصليب في تصريح لـ«كونا» على هامش أعمال المؤتمر أن مشروع الاستراتيجية العربية للاعلام الامني تدعو الى التنسيق بين وسائل الاعلام التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعي المنتشرة على نطاق واسع.
وقال أبوصليب ان التعاطي مع الاعلام الامني كان يقتصر في السابق على التعامل مع وسائل الاعلام التقليدية من صحافة مسموعة ومرئية ومكتوبة «لكن الوضع أصبح مختلفا الان بالنظر الى الدور المتنامي والتأثير الكبير لشبكات التواصل الاجتماعي الحديثة من انترنت وفيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها في تشكيل الراي العام ونشر التوعية ومكافحة الجريمة والوقاية من الحوادث».
وأشار الى أن المتلقى العربي أصبح يتعامل على نطاق واسع مع هذه الوسائل الاتصالية الحديثة «ما يدعو الى ضرورة وضع استراتيجية اعلامية أمنية شاملة ومتكاملة تمكن من الوصول الى المواطن عبر هذه الوسائط الاتصالية الحديثة».
وشدد الرائد أبوصليب على أن الاعلام الامني في وزارة الداخلية الكويتية يهدف الى اطلاع المواطن على العمل الامني عموما لاسيما للتوعية من مخاطر الجريمة بأشكالها المختلفة وكذلك من حوادث المرور المتنامية بشكل مخيف والتي «تعاني منها الكويت بشكل كبير على سبيل المثال» لما تتسبب فيه من سقوط الكثير من الضحايا.
كما أبرز الرائد أبوصليب ضرورة العمل على تكثيف الحملات الاعلامية التوعوية واستمرارها في التنسيق على الصعيدين الخليجي والعربي في اطار الاستراتيجية العربية للاعلام الامني التي وضعها فريق العمل العربي من الخبراء والتي ستقوم كل دولة بتطبيقها حسب امكانياتها وخصوصياتها.
وشدد في الوقت نفسه على أن الاهتمام بتقنيات الاتصال الحديثة على شبكات التواصل الاجتماعي «لايعني الاستغناء عن وسائل الاعلام التقليدية المسموعة والمرئية والمكتوبة التي تظل الركيزة الاساسية في المنظومة الاعلامية للاعلام والتوعية الاجتماعية عموما».
من جهته أبرز وكيل وزارة الاعلام المساعد لشؤون الاذاعة يوسف مصطفى الدور»الاساسي والفاعل»الذي يضطلع به الاعلام في كافة المجالات الامنية والسياسية والثقافية والاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدني لتشكيل رأي عام جديد تجاه القضايا والتحديات الامنية وغيرها المطروحة في المرحلة الحالية بما يستجيب لمتطلبات الحياة العصرية».
وأضاف مصطفى في تصريح مماثل لـ«كونا» أن هذا المؤتمر العربي المشترك بين المسؤولين الاعلاميين الامنيين والاعلاميين من وزارات الاعلام والمؤسسات الاعلامية يناقش الرسالة الاعلامية للاعلام الامني والاعلام العربي عموما.
واعتبر أن اختيار شخصية من وزارة الاعلام في الكويت للمشاركة في مثل هذه الاجتماعات من شأنه أن يعزز التنسيق بما يخدم الرسالة الاعلامية عموما ويسهم في وضع استراتيجية اعلامية أمنية شاملة ومتكاملة تتعامل مع وسائل الاتصال والتواصل الحديثة.
وشدد على أن الاعلام الاذاعي والتلفزيوني والمكتوب يكمل الاعلام الامني في وزارات الداخلية.
وأشار الى أن هذا المؤتمر تناول ايضا بالبحث في التجارب المتميزة لعديد من الدول الاعضاء وفي مقدمها الكويت في استخدام الاعلام لمكافحة كافة انواع الجريمة لاسيما ظاهرة الارهاب.
وأبرز مصطفى أيضا دور وسائل الاعلام العربية من اذاعات وتلفزيونات ووكالات أنباء في تدريب واعداد كوادر اعلامية أمنية قادرة على التعامل مع مختلف القضايا والتحديات الامنية التي بدأت تظهر في الساحة العربية في الاونة الاخيرة لاعداد رسالة واضحة هادفة ومكملة لرسالة المنظومة الاعلامية ككل.
وشدد مصطفى على دور الرسالة الاعلامية الامنية المهم في التعامل مع أخبار الجريمة والعنف «الذي يتفشى في المجتمعات العربية» وكذلك في مكافحة الجريمة.
ودعا الى وضع رؤية جديدة للاعلام الامني في الدول العربية تعنى بالدور الديني الذي قال انه «مهم جدا ومكمل للرسالة الاعلامية الامنية والاعلامية التقليدية عموما لتشكيل رأي عام منفتح ونشر خطاب ديني معتدل يدعو الى التسامح واحترام الاخر والقبول به». واستدرك مصطفى بالقول ان «التأثير الديني واضح الان على سلوكيات الافراد والمجتمعات» مؤكدا على ضرورة التعامل مع هذه الظاهرة على مستوى الاعلام بالشكل الصحيح والذي يؤثر ايجابيا ويحصن المجتمعات والافراد لاسيما من الشباب ضد التطرف».
كما أكد المسؤول الاعلامي الكويتي في السياق نفسه على ضرورة أن تشمل الاستراتيجية العربية الجديدة للاعلام الامني البعد الداخلي للرسالة الاعلامية وكذلك خصوصيات وأبعاد الاعلام الخارجي وأهدافه «المهمة أيضا لتحصين المجتمعات وجعلها شريكا فاعلا في الرسالة الاعلامية سواء على مستوى الدولة أو على مستوى الوطن العربي ككل».
ومن المنتظر أن تصدر عن هذا المؤتمر الاعلامي الامني العربي توصيات ختامية بشأن المواضيع المطروحة على جدول أعماله وأهمها مشروع الاستراتيجية العربية للاعلام الامني ودور الاعلام الامني في مكافحة المخدرات والاسترشاد بالتجارب المتميزة في استخدام الاعلام لمكافحة الجريمة والارهاب على غرار تجربة الكويت الرائدة في هذا المجال.
كما يناقش المشاركون في المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم مشروعا يهدف الى انشاء صندوق عربي لتمويل الانشطة الاعلامية الامنية المناهضة للارهاب والانتاج الاعلامي الامني المشترك. ويمثل الكويت في هذا المؤتمر وفد يضم كلا من رئيس قسم الاعلام الامني في وزارة الداخلية الرائد ناصر عيد أبوصليب ورئيس قسم العلاقات الدولية في الوزارة الرائد مشعل عدنان الاحمد ووكيل وزارة الاعلام المساعد لشؤون الاذاعة يوسف مصطفى ممثلا عن وزارة الاعلام.