
دعا رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والمستشار بالديوان الأميري، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية د.عبدالله المعتوق حكومات العالم وخاصة العربية والإسلامية وأهل الخير والأثرياء إلى الاستجابة الإنسانية لاحتياجات الشعب السوري التي تتزايد يوما بعد يوم مع استمرار الأحداث الدموية وفرار الآلاف يوميا الى الداخل والخارج.
وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة د.المعتوق في تصريح صحافي ان المنطقة مقبلة على كارثة انسانية اذا لم يسارع محبو الخير إلى نجدة الشعب السوري، لافتا إلى أن وكالات الأمم المتحدة والشركاء أطلقوا قبل أيام نداء إنسانيا، دعوا فيه إلى ضرورة جمع 4.4 مليارات دولار لتقديم المساعدات العاجلة للشعب السوري خلال العام 2013م.
وأضاف د.المعتوق ان هذا التحرك الإنساني الأممي جاء استشعارا لحجم الكارثة وتضرر ملايين السوريين المدنيين من الرجال والنساء والأطفال من جراء هذه الأحداث المروعة، وتنامي منحنى احتياجاتهم الإنسانية المتزايدة بفعل استمرار المأساة ومضاعفاتها الكارثية في أوساط الشعب السوري في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تقدر أن 6.8 ملايين شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، منهم 4.25 ملايين نزحوا داخليا من ديارهم، نصفهم تقريبا من الأطفال، ويجري حاليا استضافة 1.6 مليون لاجىء سوري على الأقل في عدد من البلدان المجاورة المتمثلة في الأردن، ولبنان، وتركيا، ومصر والعراق.
وأشار المعتوق إلى أنه مع استمرار تدفق النازحين إلى دول الجوار هربا من جحيم العنف، فإن حكومتي لبنان والأردن باتتا غير قادرتين باحتياجاتهم، بعد أن أصابهما الإرهاق والإجهاد، مع تعرض خدماتهما العامة لضغوط تفوق طاقتها وقدرتها الاستيعابية، موضحا أن التقديرات المبدئية تشير إلى أن هناك حاجة ماسة لـ 830 مليون دولار لدعم الجهود الرامية إلى توفير خدمات التعليم والصحة وغيرها للاجئين في بلدانهم.
وتابع: انه بعد عامين من اندلاع الأحداث السورية، أصبح قرابة نصف الشعب السوري في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ومن هنا جاء هذا النداء الإنساني، وعلى الجهات المانحة أن تتعاطى بمسؤولية مع هذه الصرخة التي انطلقت لتؤكد أن المساعدات العاجل تعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة للسوريين المنكوبين.
وواصل المعتوق قائلا: إن المنظمات الإنسانية تهدف إلى توسيع نطاق عملياتها الإنسانية لإطعام 4 ملايين سوري و420.000 لاجئ فلسطيني؛ وتحصين 1.7 مليون طفل، وتوفير الرعاية الصحية لما يقرب من سبعة ملايين نسمة، والمياه الصالحة للشرب لنحو 10 مليون شخص، كما أن العمل على إيجاد طرق لإيصال المساعدات إلى 2.9 مليون شخص يعيشون عبر خطوط النزاع يمثل أولوية قصوى.
وشدد على ضرورة أن يضطلع أهل الخير بمسؤولياتهم المعهودة لاغاثة اخوانهم السوريين، خاصة ونحن على أبواب شهر البذل والعطاء، شهر رمضان المبارك، الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في هذا الشهر، بل أجود من الريح المرسلة، ومن واجبنا ان نتأسى بالرسول الكريم، وأن نعمل جادين مخلصين من أجل توفير احتياجاتهم خلال هذا الشهر الكريم، لادخال البسمة والبهجة على وجوه الأطفال، ورفع معنويات الآباء والأمهات الذين فقدوا عوائلهم في هذه الحرب اللعينة التي أتت على الأخضر واليابس، وأبادت البشر والحجر والشجر.
وأشار إلى أن الهيئة الخيرية ترحب باستقبال التبرعات، لاستكمال مسيرتها في دعم المنكوبين النازحين السوريين الى لبنان والأردن وتركيا، مشيرا الى أنها بصدد الانتهاء من تشييد 2000 بيت في الاردن وتركيا لايواء النازحين، بالاضافة الى عدد من المدارس والمراكز الصحية والمساجد.