
حقق فريق الغوص الكويتي في المبرة التطوعية البيئية نجاحا كبير في مجال تجاربه لزراعة المرجان في مواقع الشعاب المرجانية التي تعرضت للأضرار، ضمن مشاريعه في إعادة تأهيل بيئة الشعاب المرجانية في الكويت، حيث بلغ نمو بعض الشتلات المرجانية إلى ما يوازي 18 مرة ضعف حجمها المزروع خلال 20 شهرا. وصرح محمود أشكناني مسؤول المشاريع البيئية، بأن الفريق قام بعدة تجارب ناجحة لزراعة المرجان على المستعمرات العنكبوتية منذ عام 2010 وتم توزيعها حول بعض الجزر ومواقع الشعاب المرجانية الساحلية في جنوب الكويت، إلا أن التجربة التي خاضها بزراعة المرجان على المستعمرات العنكبوتية في شعاب الزرو 2011 فاقت كل التوقعات في سرعة نمو بعض أنواع المرجان من ناحية، وفي المعطيات والمعلومات العلمية التي اكتسبها من هذه التجربة من ناحية أخرى لتحديد أفضل الظروف الملائمة لنمو وزراعة المرجان في البيئات الضحلة.
وبين أشكناني بأنه تم تثبيت مستعمرتين عنكبوتية في شعاب الزور جنوب الكويت وهي ذات شكل هرمي متعددة المستويات، وتم زراعة 50 شتلة مرجان على جميع مستويات المستعمرتين يتفاوت حجمها من «5 – 10» سنتيمتر، تتكون من «6» أنواع من المرجان «غصني منضدي – سنامي كتلي – سنامي عقدي – مخي تاجي – مخي أخدودي – مكتنزي عقدي»، ومعظم الشتلات التي تم أخذها عبارة عن أجزاء مكسورة من المرجان وكانت في حالة إعياء، والبعض الأخر من الشتلات تم فصلها عن الأم وجميعها أخذت من شعاب بنيدر الجنوبية وتبعد «4.3» كيلومترات جنوب قطعة الزور. ووضح أشكناني بأن جميع أنواع المرجان المزروعة نمت بصورة كبيرة إلا انها تفاوتت بمعدل النمو فبعض الأنواع نمت ضعف حجمها المزروع وبعضها بلغ عدة أضعاف إلا أن بعض انواع «الغصني» نمت ما بين «12» إلى «18» مرة ضعف حجمها فقد بلغ قطر بعضها أكثر من «35» سنتيمتر وارتفاعها بحدود «20» سنتيمتر، بعد أن كان حجمها يوازي حجم الأصبع عند زراعتها، كما تفاوت نموها حسب مستويات زراعتها، فجميع الشتلات التي تم زراعته على قمة المستعمرة نفقت ولم تستقر على هيكل المستعمرة، أما التي زرعت على المستوى الثاني فبعض الشتلات نفقت مباشرة والأخرى نمت والتحمت بهيكل المستعمرة وكبر حجمها إلا أنها نفقت في النهاية، أما التي زرعت على المستوى الثالث والرابع فأغلبها نمت بدرجة كبيرة جدا.
ونوه إلى أن الفريق قام بعلميات إنقاذ نقل المرجان بجزيرة أم المرادم في 1999 تحت أشراف متخصص في علوم المرجان الدكتور شاكر الهزيم، ثم تبنى الفريق مشروع زراعة المرجان لإعادة تأهيل بعض المواقع المرجانية التي تتعرض لدمار كبير نتيجة التدخل البشري السلبي للبيئة البحرية أو لتعرضها للابيضاض ونفوق الكثير منها، حيث اجتاز دورة تخصصية في زارعة المرجان على المستعمرات العنكبوتية في المالديف بالمركز الفرنسي «2010»، كما تمنى من الجهات المسئولة تخصيص مواقع بحرية كمحميات يحضر ارتيادها ليتسنى قيام المشاريع الناجحة وذات المردود البيئي فيها.