
المغرب – «كونا»: أكد سياسيون وإعلاميون الليلة قبل الماضية أن الاعلام في بلدان مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية تجاوز في السنوات الثلاث الاخيرة دوره كناقل للحدث الى فاعل مؤثر في الاحداث وصانع للرأي العام في الوطن العربي.
جاء ذلك في افتتاح ندوة «المشهد الاعلامي في دول مجلس التعاون الخليجي في ضوء التطورات الجارية في المنطقة» خاتمة الندوات الفكرية لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية المنظمة ضمن فعاليات الدورة الـ35 لمهرجان أصيلة الثقافي الدولي.
وأبرز المشاركون في الندوة تطور وسائل الاعلام في دول مجلس التعاون الخليجي التي ظلت لسنوات تحت سيطرة القطاع الحكومي قبل أن تتحرر وتتعدد مستفيدة من الطفرة التكنولوجية وعوامل اخرى.
واعتبروا أن دول الخليج تأتي في مقدمة البلدان العربية على مستوى الدخول الى مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت واستعمالاته من اجل تداول المعلومة وتصريف المشاعر والمواقف التي كانت تحجبها هيمنة الحكومات على قطاع الاعلام الخليجي. وشددوا على أهمية «إرساء درع اعلامي قوي لدول مجلس التعاون في مواجهة حملات التضليل وترويج «الوعي الزائف» لإثارة النعرات الطائفية والصراعات القبلية التي تقودها قوى إقليمية ودولية بإعلام موجه لأهداف الهيمنة والتوسع في المنطقة».
وحذر المشاركون في الندوة من خطر انخراط وسائل الإعلام العربية في مسار إنتاج وعي زائف مفصول عن الواقع في خضم التطورات الحاسمة على الساحة العربية مشددين على أن «الموضوعية» التي تعتبر مطلبا لضمان مصداقية الاعلام الخليجي والعربي بصفة عامة ما تزال مطمحا في طور التأسيس.
ودعوا الى ايجاد «امن اعلامي» مقابل امن عسكري وامن غذائي وغيره محذرين مما تبثه وسائل اعلام محلية وإقليمية ودولية اضافة الى غرف الاخبار ومواقع التواصل الاجتماعي من سموم التشويش بتضخيم الاحداث في المنطقة والإنباء عنها بسوء ما يهدد الاستقرار ويخلخل أمن المواطنين ويزعزع ثقتهم في سلطات بلدانهم.
وتساءل المشاركون في هذا السياق عن حق الدولة في الدفاع عن نفسها من خطر تدفق الاخبار التي تهدد امنها واستقرارها.
وأعربوا عن اعتقادهم بأن «اللحظة الاعلامية الحاضرة تشهد تأقطبا بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد الذي نما في حضن نظام الشبكة العنكبوتية».
وشددوا على أنه «من الوهم توقع إلغاء شكل إعلامي لآخر حيث إن التطورات الأخيرة بينت استمرار الدور الطليعي للاعلام التقليدي».
وأجمعوا على أن بلدان مجلس التعاون الخليجي تمتلك منظومة اعلامية بتكنولوجيات تواصلية متطورة وتفاعلية لم يتم تسخيرها بالكامل عند انتقال الاعلام الخليجي من القدرة على رد الفعل الى القدرة على الفعل وصناعة الرأي العام في إطار سياسة اعلامية موحدة مشتركة لدول مجلس التعاون.
وقالت المتحدثة باسم حكومة مملكة البحرين وزيرة الدولة البحرينية لشؤون الاعلام سميرة رجب إنه «لا يوجد تنسيق واضح في السياسة الإعلامية على مستوى بلدان الخليج».
استدركت بالقول ان مجلس التعاون بدأ يفكر كيف يكتل إعلام أعضائه ويوحد سياستهم الإعلامية ضمن مفهوم التكامل الخليجي الذي طرحه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وأجمع المشاركون على أن التشريعات على مستوى الاعلام الخليجي قديمة جدا لا تواكب منسوب الحرية الإعلامية التي انتقل في إطارها المواطن الخليجي الى منتج للخبر ومؤثر به في الرأي العام.
واعتبروا أن من بين معوقات التطور السريع للاعلام في اغلب بلدان مجلس التعاون الخليجي التعاطي مع ظاهرة «الاعلام الجديد» بالتجاهل والتضييق والاجراءات العقابية واستصدار القرارات الادارية باغلاق مواقع الكترونية دون اللجوء الى سلطات القضاء المخول له ذلك.
وشددوا على الحاجة الى إعلام فاعل بناء قوي يستوفي لكل شروط المهنية والموضوعية وتوخي الدقة والبحث عن الحقيقة ولا شيء غيرها.
يشار الى ان الندوة التي تنظم على مدى يومين تسعى إلى القيام بتوصيف وتحليل موضوعي لكيفية تعاطي الاعلام الخليجي في أوطانه أو بعيدا عنها مع المتغيرات والتطورات في المنطقة العربية.
يذكر ان الجلسة الافتتاحية والجلسة الأولى التي تلتها شهدت مشاركة الكاتبة والصحافية الكويتية إقبال الأحمد الى جانب وزيرة الدولة البحرينية لشؤون الاعلام سميرة رجب ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي وأمين عام مؤسسة منتدى اصيلة محمد بنعيسى والكاتب الصحافي الاماراتي راشد صالح العريمي ومدير مكتب مجلة «المجلة» السعودية في الخليج عبد الله الرشيد.
وكان من بين المشاركين كذلك مديرة البرامج السياسية في تلفزيون دبي عائشة سلطان والخبير الاعلامي في مركز الدوحة لحرية الاعلام منتج اول للأخبار في قناة «الجزيرة» القطرية حسن الراشدي ومدير الاتصال والعلاقات العامة في وزارة الاتصال المغربية عبد الاله التهاني.