
اعتبر متخصصون واكاديميون انتشار تداول مقاطع الفيديو والرسائل الفكاهية على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الازمات او الاحداث السياسية كالانتخابات دليلا على تفاعل المجتمع ورغبته في تجاوز تلك الازمات وعدم الاستسلام لها.
وقال هؤلاء المتخصصون والاكاديميون في تصريحات متفرقة لـ «كونا» ان الرسائل الالكترونية الفكاهية التي يطلقها بعض الاشخاص من خلال نشر الرابط والضغط على ايقونات مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك ويوتيوب يعد إحدى الوسائل الدفاعية اللاشعورية التي يلجأ اليها المواطن الكويتى للمشاركة في الاحداث ولو من باب التندر.
من جهته قال استشاري العلاج النفسي الدكتور مروان المطوع ان النكتة وحس الفكاهة نتاج اجتماعي ثقافي انساني وظاهرة صحية ووسيلة مشروعة لنقد الذات والآخر بشكل تغلب عليه الفكاهة والطرافة.
وذكر ان مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشار ثقافة النكتة بالصوت والصورة والكلمة بين اوساط المجتمع الكويتي مضيفا انه كلما كانت النكتة معبرة حظيت بانتشار اوسع.
واوضح ان مقاطع الفيديو المضحكة او الرسائل التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعد وسيلة ذكية ومحببة للتفريغ الانفعالي والتخلص من الشحنات السالبة كالخوف والغضب والاحباط.
واضاف ان الشعوب تلجأ إلى الفكاهة الساخرة واللاذعة في حالات التغير التي تطرأ على المجتمع كحدث سياسي أو اقتصادي او ثقافي أو رياضي أو اجتماعي مما يجعل النكتة محركا رئيسيا لصناعتها كشكل من أشكال التعبير الانساني.
وقال ان مواقع التواصل الاجتماعي روجت لحس الفكاهة ونشرت «الكوميديا الالكترونية» بين اوساط المجتمع مما جعل معدل انتشار النكتة أضعاف ما كان عليه في الماضي مبينا ان تداول هذا النوع من الدعابة من دون رقابة او تكلفة مادية يزيد من سرعة انتشاره.
ولفت الى ان بعض مقاطع الفيديو الفكاهية المتداولة تكون خالية من أي قيمة فكرية وفنية لكنها تنتشر لان توقيتها يتزامن مع الحدث وتقدم ترفيها مجانيا لمستخدمي هذه التكنولوجيا مضيفا ان هذا النوع من الكوميديا يحاك بسرعة تماما كالوجبات السريعة لكنها لا تقدم فائدة لذلك فهي لا تدوم وغالبا لا تخزنها الذاكرة لفترات طويلة.
من جانبه قال استاذ العلوم السياسية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور حامد العبدالله ان النكتة السياسية تتطلب مقدرة ومهارة في الحبكة وتعد حاجة اجتماعية لا يمكن فصلها عن المناخ السياسي باعتبارها الابلغ والاكثر تاثيرا على ابناء المجتمع.
وذكر ان النكتة احدى الوسائل الدفاعية اللاشعورية التي يعتمد عليها المواطن الكويتي لمواجهة الضغوط او الازمات لخلق نوع من التوازن النفسي والتعايش مع الحدث مضيفا ان النكات السياسية تطرح نقدا حيا من قبل فنانين او اعلاميين او رياضيين او كتاب من اجل حث المعنيين على تقديم إصلاحات معينة اوالعدول عن ارائهم.
واشار الى وجود دراسات اثبتت ان النكتة السياسية حاضرة في كل المجتمعات ولا تقتصر على مجتمع دون اخر لافتا الى ان النكتة اصبحت تواكب التكنولوجيا الحديثة ولم يعد يتلقفها الملتقي فقط من افواه مطلقيها.
بدوره قال استاذ الاعلام في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور يوسف الفيلكاوي ان المواطن الكويتي يميل بفطرته إلى التنكيت بشتى الوسائل ويجد في الازمات والاحداث السياسية ضالته فهي تشكل له موقفا وحالة ومزاجا كما أن حبكتها تتطلب فنا وإبداعا.
واوضح الدكتور الفيلكاوي ان انتشار النكتة عبر مقاطع التواصل الاجتماعي وما يتخللها من تعليقات لاذعة واغان ساخرة ومقاطع مسرحية يظهر محاولة المواطن الكويتي «الخروج من حالة الاحباط الى تبسيط الامور وتسطيحها».
وذكر ان النكتة تمثل «المرآة الصادقة» التي تعكس واقع المجتمع وهي اشبه بـ «برقية سريعة» تحمل مضامين ودلالات وتطلعات أو رغبات مكبوتة يتداولها ابناء المجتمع مضيفا ان الابتسامة في الظروف الحالية اصبحت نادرة « فلا بأس ان نضحك ونجد ما ينفس عن الواقع ومايحمله من قلق واحباط».
من جهته قال الفنان والكاتب المسرحي الساخر عبدالعزيز المسلم ان النكتة موجودة حيث وجد الإنسان كونها وسيلة للتعبير ولسان حال الشعب عندما يتعرض للكبت او الاحباط السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي.
واضاف الفنان المسلم ان النكتة وسيلة للتسلية والتواصل والنقد واداة لرصد مزاج الشعوب مضيفا انه كلما كانت باللهجة العامية كانت ابلغ بين ابناء المجتمع الواحد.