
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، نظمت ادارة علوم الفلك والفضاء بالنادي العلمي الكويتي مساء أمس محاضرة حملت عنوان «العوامل المؤثرة في رؤية الهلال» حاضر فيها المتخصص في حساب الشهور العربية المهندس حسين الخشيش.
وقال م. حسين الخشيش ان هلال شهر رمضان المبارك لسنة 1434 هجري، 2013 ميلادي، يولد مركزيا بالنسبة لمركز الأرض يوم الاثنين 8 يوليو 2013 الساعة 07:14 صباحاً بالتوقيت العالمي الموحد جرينتش أي الساعة 10:14 صباحاً بالتوقيت المحلي لدولة الكويت.
وأوضح ان هناك عدة عوامل تؤثر في رؤية الهلال منها البعد الزاوي بين الشمس والقمر حيث تعتمد اضاءة جزء القمر المرئي لنا من سطح الأرض على بعد القمر الزاوي عن الشمس، وعندما يكون الهلال في ليلته الأولى تكون اضاءته خافتة للغاية، ومن العوامل المؤثرة أيضاً معرفة ارتفاع الهلال عن الأفق فلابد أن يكون الارتفاع بقدر كاف، لأن الأفق غالباً ما يكون مليئاً بالغبار والغازات والرطوبة التي تحيل دون رؤيته، وكذلك سرعة القمر في مداره، والمسافة بين الأرض والقمر، وعمر الهلال ومكوثه، والارتفاع عن سطح البحر، وصفاء الجو، وكذلك الأدوات والوسائل البصرية المستخدمة في الرصد مثل المناظير والتلسكوبات والعوامل البشرية مثل حدة البصر، والخبرة والتهيؤ والاستعداد وعمر الراصد كلها عوامل لها أثرها الكبير في امكانية الرؤية، ولذلك كلّه قد يرى الهلال في ظروف وقد لا يرى في ظروف أخرى.
وأضاف من العوامل الأساسية أيضاً الفصل من السنة أي ميل محور دوران الأرض وخاصة في الربيع والخريف، موضحاً أن أفضل دراسة لأثر ميل المحور على رؤية الهلال هي الدراسة التي قام بها المرصد الفلكي في جنوب افريقيا حيث لاحظوا عوامل الرؤية في بداية التسعينيات من القرن الماضى قد شهدت ميلا شديدا ضد الرؤية في نصف الكرة الأرضية الجنوبي بالنسبة الى النصف الشمالى والشرق الأوسط ، وهذا الارباك أدى الى مزيد من الاتصالات بين الفلكيين وجماعات رصد الهلال وتم التوصل الى حل لهذه المعضلة، مضيفاً وكانت نتيجة الدراسة ان الرؤية أسهل في نصف الكرة الارضية الشمالى في شهر مارس وابريل بينما تكون الرؤية أسهل في نصف الكرة الجنوبي في شهر سبتمبر وأكتوبر وتزداد الرؤية سهولة في النصف الشمالى اذا تناغم ميل القمر مع ميل المحور بحيث اذا كان ميله شمالى في فصل الربيع فتصبح الرؤية أكثر صعوبة في نصف الكرة الارضية الجنوبي.
وأشار الخشيش الى انه من ضمن العوامل المؤثرة في رصد الهلال هو ميل مدار القمر حيث يميل مدار القمر حول الارض عن مدار الأرض حول الشمس بمقدار متوسطه 5 درجات 8 دقائق 43 ثانية يتراوح الميل بين 4 درجات 59 دقيقة و بين 5 درجات 18 دقيقة كل 173 يوم وبسبب هذا الميل لا يحدث الخسوف والكسوف في بداية ونهاية ووسط كل شهر قمري ويتقاطع المداران في نقطتين تسمى احداهما العقدة الهابطة اذا كان القمر يتحرك في الجزء الشمالى العلوي الى الجزء الجنوبي السفلي وتسمى الثانية العقدة الصاعدة اذا كان القمر يتحرك من الجزء الجنوبي الى الجزء الشمالي.
أما بخصوص أثر الميل على الرؤية فقال الخشيش انه بالنسبة للبلدان التي تقع شمال خط الاستواء اذا كان ميل القمر شمالى اي موجود في النصف العلوي من المدار تصبح الرؤية أسهل في تلك البلدان بينما تصبح الرؤية أصعب في البلدان التى تقع جنوب خط الاستواء طبعا مع الاخذ في الاعتبار الظروف الاخرى اما اذا كان ميل القمر جنوبيا فتصبح الرؤية أصعب في النصف الشمالى وأسهل في النصف الجنوبي لاننا نتكلم على + ا و – 5.145 درجة كما أن هذا الميل قد يؤدى أحيانا الى أن يبدأ الشهر القمري فلكيا اي أقترانيا بمقدار 5.145 درجات بينما قد تبدأ بعض الشهور بصفر درجة.
كذلك الموقع الجغرافي يؤثر في رؤية الهلال فان منحنيات الرؤية شكل القطع المكافئ بحيث تصبح الرؤية أسهل اجمالا كلما اتجهنا غربا من موقع أول رؤية للهلال وهذا الموقع هو الموقع الذي يكون البعد الزاوي كله ارتفاع للهلال اي يكون الهلال عموديا فوق موقع غروب الشمس، وكذلك تصبح الرؤية أصعب كلما اتجهنا شمالا أو جنوبا من الامتداد الغربي المستقيم من أول نقطة رؤية.