عبر أمين عام الحركة الدستورية الإسلامية النائب السابق د.ناصر الصانع عن سعادته الغامرة بالحضور الحاشد والمتنوع الذي يعبر عن مدى تماسك الشعب الكويتي بمختلف شرائحه وانتماءاته حتى وان اختلفت المواقف والرؤى السياسية، موضحا أن الحضور مثل كل ألوان الطيف السياسي الكويتي في هذه المناسبة السنوية التي تعكس الأجواء الروحانية التي تعيشها الكويت في شهر رمضان المبارك.
وقال الصانع في تصريح لـ«الصباح» على هامش الغبقة التي اقامتها الحركة الدستورية الاسلامية إن الأوضاع الاجتماعية تغلبت على الأوضاع السياسية وأكبر دليل هو الحشد من الزائرين والذي فاق الحضور في الأعوام السابقة.
من جانبه، شدد النائب السابق مبارك الدويلة، على أن الحركة الدستورية الإسلامية حركة كويتية نابعة من الشارع الكويتي ولاؤها وانتماؤها للكويت وأهلها فقط، وليس لها أي ارتباط تنظيمي مع جماعة الإخوان المسلمين بالخارج، وما يربطها بالجماعة لا يتعدى كونه ارتباطا فكريا لا أكثر.
وقال الدويلة إن هناك مخططا لضرب العمل الإسلامي بمنطقة الخليج بعد القفزة الكبيرة التي حققها بالسنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن أحداث الربيع العربي والخوف من انتقالها لمنطقة الخليج أثرت بشكل سلبي على الحركة الدستورية بصفة خاصة والحركة الإسلامية بصفة عامة.
من جهته بارك النائب السابق فلاح الصواغ للأمتين العربية والإسلامية شهر رمضان المبارك، متمنيا أن يجمع الله شتات المسلمين في مصر وسورية وصلاح الأحوال في الكويت التي تعيش دوامة، سائلا المولى عز وجل أن تخرج منها سريعا.
وبخصوص ظاهرة شراء الأصوات التي تناولتها وسائل الإعلام مؤخرا شدد الصواغ على أن الإشكالية ليست في ظاهرة شراء الأصوات، ولكن في المشاركة في مجلس يخالف الدستور ورفضه الشعب الكويتي قبل شهور قليلة، مشددا على أن من سيشارك بالمجلس القادم هو من فتح الباب أمام شراء الأصوات بهذه الطريقة السمجة، لافتا إلى أننا كنا في السابق نسمع عن شراء أصوات من قبل مرشح بإحدى الدوائر أما الآن فكل دائرة فيها مرشح يشتري الأصوات، معتبرا ذلك محاولة لإفساد المجتمع معربا عن أسفه لخضوع 12 سيدة للتحقيق في النيابة العامة نظرا لتورطهن في ظاهرة شراء الأصوات، موضحا أن الأموال التي توزع لشراء ضمائر الناس واستغلال حاجاتهم لمرشحين معروفين بالاسم ومعروف من يقف خلفهم.
وردا على سؤال حول ما بعد المقاطعة، قال الصواغ ماذا بعد المشاركة؟ وهل سيخرج مجلس مخالف للدستور نوابا يدافعون عن المال العام ويشرعون للأمة؟، مشيرا إلى أن المقاطعة هي أقل ضررا على الكويت من المشاركة لأنها تدق ناقوس الخطر ومؤشر واضح على اتجاه البلاد إلى مسار غير أمن وغير دستوري، موضحا أن المعارضة ستستمر بكل الأدوات التي سمح بها الدستور الكويتي لمواجهة هذا المد ولدينا الاعتصامات، والمظاهرات والعصيان المدني فلن نترك الكويت تضيع لقمة سائغة في يد المتنفذين في البلد ولن نتهاون في حمايتها.
وتابع الصواغ : نريد الشعب الكويتي شعبا واعيا وحرا كالشعب المصري الذي انتفض بالملايين في الساحات والميادين مطالبا بالشرعية، أو كالشعب السوري الذي يضحي بدمائه وأبنائه ونفسه، حتى ينال الحرية. نحن مازلنا في كنف الدستور الذي يحافظ على كرامة الإنسان فلماذا نضحي بدستور اتفق عليه أهل الكويت.
من جهته أعرب النائب السابق د. جمعان الحربش عن سعادته بهذا التجمع الذي مثل كل ألوان الطيف السياسي الكويتي والذي كان ابلغ رد على الهجمة الشرسة التي شنتها بعض وسائل الإعلام على الحركة الدستورية الإسلامية والتيارات الإسلامية بصفة عامة، إلا أن الشعب الكويتي يعي ما يدور حوله ويدرك الدور الذي تلعبه الحركة في الحفاظ على القانون والدستور، وهذا هو السبب المباشر لهذا التنوع والحشد غير المسبوق في منزل أمين عام الحركة.
وأشار الحربش إلى أن الحركة الدستورية كانت ومازالت ثابتة على مواقفها الوطنية، التي كانت محل تقدير من الشعب الكويتي وخصوصا فيما يتعلق بالحفاظ على المال العام والمكتسبات الدستورية، موضحا موقف الحركة من مقاطعة الانتخابات القادمة، مشددا على أن الحركة لديها مشروع بديل ستبدأ العمل عليه بعد عيد الفطر المبارك مباشرة من خلال تحرك سياسي وميداني سيعلن عنه في حينه، مشددا على أن الشعوب تمرض أو تكل وتتعب ولكن لا تموت.
وقال: إن المقاطعة نجحت والمجلس القادم سيعلن نهاية استخدام الأدوات الدستورية من سؤال برلماني ولجان تحقيق واستجواب لأنه سيكون مجلسا بلا معارضة، ولذلك انحاز الكثير من الرموز الوطنية لموقف المعارضة مما يعد نجاحا كبيرا لها معربا عن اسفه بأن الكويت تعيش انتكاسة فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير، في ظل الملاحقات والمحاكمات، مما يعتبر نكسة على تاريخ الحريات في الكويت، لافتا إلى أن الكويت كانت استثناء بين الدول العربية في مجال الحريات، فمن كان يضيق عليه بلده لا يجد مكانا آمنا غيرها.
وشدد الحربش على أن الحركة الدستورية ملتزمة بمقاطعة الانتخابات ولا صحة لما يروجه البعض بأنها تدعم بعض المرشحين بشكل سري.
بدوره، أكد النائب السابق محمد الدلال أن الحركة الدستورية الإسلامية حريصة على الالتقاء مع كل شرائح المجتمع الكويتي ومختلف أطيافه من خلال هذه العادة السنوية وبالرغم من تباين وجهات النظر والآراء والمواقف السياسية إلا أن هذا التنوع يعتبر تنوعا محمودا طالما أنه في إطار التوافق الوطني.
ولفت الدلال إلى أن الحركة الدستورية الإسلامية بنت مقاطعتها للانتخابات على أسس واضحة، حيث تعتقد الحركة مع المجاميع المقاطعة الأخرى مثل الأغلبية النيابية وبعض التيارات والحركات وبعض الكتل النيابية السابقة الأخرى أن العملية الانتخابية دخلت في طور العبث السياسي وأن مجلس الأمة أضحى لا يؤدي دوره في في مراقبة الأمة وتوقعنا أن تشوب العملية الانتخابية العديد من المخالفات وللأسف صدقت توقعاتنا، حيث أدى نظام الصوت الواحد إلى تفشي استخدام المال السياسي، فضلا عن الطائفية والفئوية وتفتيت المجتمع، مشددا على أن هذه المقدمات ستؤدي إلى مجلس غير متجانس وغير قادر على أداء مهامه.
ودعا الدلال السلطة إلى التراجع عن ممارساتها للخروج من هذا المأزق السياسي، موضحا أن الحركة الدستورية الإسلامية بالتعاون مع المعارضة ستقدمان مشروعا مستقبليا يساهم في عملية الإصلاح بحلول جذرية تعمل على تطوير النظام السياسي في إطار دستور دولة الكويت، لافتا إلى أنه لا يمكن التعويل على الحكم القادم للمحكمة الدستورية، لأننا نمر بمرحلة من مراحل الفوضى والتداخل ومع كامل احترامنا للمحكمة الدستورية إلا أننا لا نعلم ما سيؤول إليه الوضع وكل ما نعلمه هو أن نظام الصوت الواحد قائم والمحكمة الدستورية أصفت عليه الشرعية، لافتا إلى أنه من أهم أسباب المقاطعة هو أن المجالس النيابية قد تبطل وبالتالي تستمر حالة العبث السياسي التي تعطل التنمية وغياب الاستقرار وزيادة حالة الاحتقان.
من جهته بارك النائب السابق أسامة الشاهين للشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، موضحا أن الحركة الدستورية تحرص على تنظيم هذا الاستقبال الرمضاني سنويا للتواصل مع كل شرائح المجتمع الكويتي ومختلف أطيافه بعيدا عن المشاحنات السياسية، لافتا إلى حرص الحركة على الالتقاء بالجميع فالخلاف في الرأي أو الاجتهاد السياسي لا يفسد للود قضية.
وشدد الشاهين على ثبات الحركة الدستورية الإسلامية على موقفها في مقاطعة الانتخابات المقبلة ترشحا وانتخابا من منطلق وطني حرصا على الكويت من نظام انتخابي غير دستوري ألحق ضررا بالغا بالنسيج الاجتماعي الكويتي وزاد من النعرات القبلية والطائفية في العملية الانتخابية، لدرجة أننا أصبحنا نسمع بانتخابات فرعية في بطون وأفخاذ القبائل بعد ما كنا نشتكي منها على مستوى القبائل بصفة عامة، مشيرا إلى أن الحركة الدستورية الإسلامية على استعداد تام لتحمل تبعات موقفها من المقاطعة من أضرار قد تلحق بالحركة أو بأفرادها وحسبنا صالح الوطن ومصلحته العليا.
من جهته أكد رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي أن الشعب الكويتي اعتاد على مثل هذه التجمعات المباركة في شهر رمضان المبارك، والتي تتجاوز الخلافات السياسية وتطغى المحبة والألفة في النهاية.
وعن موقفه من الانتخابات القادمة قال الخرافي انه من المؤيدين للمشاركة في الانتخابات، داعيا الشعب الكويتي إلى المشاركة بفاعلية معربا عن أمله ان تكون صفحة جديدة للجميع، معربا عن تفاؤله بأن تكون خطوة ايجابية نحو المستقبل.