
وسط أجواء من الألفة والوحدة الوطنية شهدت الدائرة الرابعة من انتخابات مجلس الأمة 2013 اقبالا جماهيريا فاق جميع التوقعات والاحتمالات، وذلك منذ الساعات الأولى من فتح باب الانتخابات، وشهد الزحف الجماهيري جميع أطياف الشعب الكويتي من شباب وكبار السن،بالاضافة الى العنصر النسائي الذي برز بصورة كبيرة على خلاف سابق الانتخابات الذي كان غالبا ما يشهد حضور نسائي ضعيف الى حد ما،ولم يغب براعم اليوم وأمل المستقبل عن هذا اليوم المصيري حيث جاء بعض الأطفال مع أهلهم ليشهدوا هذا المحفل الديمقراطي والمؤثر في مصير الوطن وخارطة طريقه نحو المستقبل.
واذا كان الحضور الجماهيري الغفير لفت الأنظار بشدة الا أنه لا يغفلنا عن الدور البارز لرجال الأمن في تنظيم هذا الزحف الكبير، مما جعل الانسيابية في عملية الادلاء بالأصوات أكثر من الرائعة، مما جعل اليوم يخرج بصورة متكاملة الجمال ورائعة الملامح.
من جانبهم أشاد عدد من أعضاء الفريق العربي والدولي لمراقبة الانتخابات في الدائرة الرابعة بالاقبال الكبير للناخبين الكويتيين مع الساعات الأولى لبدء عملية الاقتراع والذي فاق كل التوقعات.
وقال عضو الفريق اللبناني يحيى الحكيم عقب جولة الفريق في مركز اقتراع ثانوية حواء بنت يزيد الانصارية في منطقة الأندلس والمخصصة للناخبين الذكور «ان هذا الحضور الكثيف من المواطنين وفي هذا الجو الحار وهم صائمون يدل على تمتع الناخب بالوعي الكبير والاحساس العالي بالمسؤولية تجاه بلده».
وأضاف الحكيم أن ما يميز الانتخابات الكويتية «التنظيم الرائع من قبل وزارات الدولة المعنية مثل وزارات العدل والداخلية والصحة وغيرها والتي ساهمت بتسهيل عملية الانتخاب وانجاز التصويت في اسرع وقت ممكن لتمكين المواطن من القيام بواجبه الانتخابي دون عناء وبكل سهولة ويسر».
واكد أن معيار التنظيم الجيد واضفاء الجو المناسب من الحرية والراحة للناخب للقيام بدوره الانتخابي من اهم المعايير التي يحرص على مراقبتها الفريق وهي «محققة في الانتخابات الكويتية بشكل أكثر من رائع»، مضيفا أن الفريق زار خلال اليومين الماضيين عددا من المقار الانتخابية للمرشحين كما اطلع على استعدادات وزارة الداخلية التي وصفها بأنها «أكثر من ممتازة».
من جانبه قال عضو الفريق اليمني جمال الشامي ان التجربة الديمقراطية الكويتية لها جذور راسخة والناخب الكويتي يتمتع بثقافة عالية في هذا المجال بدليل انسيابية وسلاسة عملية التصويت رغم اقامتها في أجواء صيفية حارة وفي شهر رمضان المبارك وسط وجود أعداد كبيرة من الناخبين.
وذكر الشامي ان سير العملية الانتخابية في الفترة الصباحية والاقبال الكبير للمواطنين يعطيان مؤشرا على نجاحها والوصول الى نسب عالية في التصويت في نهاية فترة الاقتراع مقدما شكره العميق الى جمعية الشفافية الكويتية على دعوتها لهم لمراقبة الانتخابات الكويتية.
بدورها قالت ممثلة جمعية الشفافية الكويتية المرافقة للفريق عزيزة الملا ان العملية الانتخابية تسير بكل يسر وسهولة بفضل التعاون الكبير من المواطنين مع القضاة ورجال الداخلية.
وأكدت الملا أن هدف زيارة الفريق هي الاطلاع على اقبال الناخبين على الادلاء باصواتهم وتعريفهم على التسهيلات المقدمة من الدولة للناخبين لضمان سير الانتخابات بطريقة صحيحة مشيدة بتعاون القضاة مع الفريق وتسهيلهم لعملهم في مراقبة الانتخابات.
من جانبه أكد مرشح الدائرة الانتخابية الرابعة سعود سعد المطيري أن مشاركة جموع الشعب الكويتي من الناخبين والناخبات في الدوائر الخمس هي البرهان الأكبر والدليل الوحيد على انجاح العملية الانتخابية وهذا بدوره يساهم في الانتقال بالكويت الى وضع أفضل عبر تعزيز نهجها الديمقراطي الذي عرفته منذ أكثر من خمسين عاماً، مشيراً الى أن المشاركة في اختيار أعضاء مجلس الأمة تمثل واجبا وطنيا وتحديا تمليه الظروف الحساسةُ التي نمر بها وتقتضي العمل على تجاوزها بعزيمة الجميع وحرصهم على البلاد ومستقبلها.
وقال المطيري «أمام صناديق الاقتراع تتجسد المسؤولية الحقيقيةُ لكل مواطن بأن يختارَ الوطن من خلال اختيار من يمثله من الكفاءات لخدمة البلاد والعباد ويحمل في أجندته برنامج عمل حقيقي ينفذ على أرض الواقع بعيدا عن الأمنيات والشعارات التي لاتطبق».
وعبرالمطيري عن ثقته بحرص المواطنين على المشاركة في الانتخابات و بحسنِ اختيارهم للأصلح الذي يرون أنه أهل لتمثيلهم في قاعة عبدالله السالم، موضحاً أن مصلحة الكويت قبل مصلحته.
وأكد المطيري أنه على الجميع تقبل الرأي والرأي الآخر في مختلف الظروف والأحوال وتغليب الصالح العام ونبذ التحزب والأهواء الطائفية والقبلية والفئوية الضيقة لتبقى الكويت دائماً الرابح الأول والأكبر كما قال حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في خطاب التاريخي بمناسبة تولي سموه مسند الامارة 2006 أن الوحدة الوطنية ليست شعاراً تردده الأفواه أو تكتبه الأقلام، بل مبدأ شديد الوضوح وجهد شديد الاخلاص ومشاركة ايجابية واعية تنبذ كل خلاف يهدد وحدتنا.
وأضاف» أوجه دعوتي لكل محب لهذا الوطن ولكل عاشق لترابه يعمل من أجل المصلحة العامة لا للمصلحة الشخصية، وأن يبقى الترابط والتكاتف والتماسك ركيزة الركائز في سلوكنا وممارستنا وتعاملتنا، ولا ندع للفتنة والبغضاء والفجور في الخلاف مجالاً بيننا فقوتنا في وحدتنا وتماسكنا».
كما أوضح مرشح الدائرة عبدالله مرزوق الناهي العدواني انه يسعى من وراء انتخابه الى المساهمة في نهضة الوطن ودفع عجلة التنمية الى الأمام من خلال محاربة الفساد وتقديم المقترحات التنموية التي من شأنها أن تضع الكويت على المسار التنموي الصحيح.
وأضاف العدواني أن تردي خدمات التعليم والصحة والاسكان سببها سوء الادارة والفساد الحكومي رغم اننا بدولة ثرية، واستطرد ان مشكلة الكويت تتمثل في تفشي الفساد ولابد من ازاحته لذلك أعاهدكم أن أعمل جاهدا على اقرار قوانين محاربة الفساد والزام الحكومة بحل قضايا الصحة والتعليم والبدون.
وفي نهاية تصريحه أشاد العدواني بروح العزيمة والارادة التي يتمتع بها الشعب الكويتي والذي لم يمنعه الصيام أو حرارة الشمس المحرقة عن تأدية واجبه الوطني في الادلاء بصوته داخل صناديق الاقتراع والمشاركة في تحديد مستقبل بلاده.
وعلى جانب اخر شكر مرشح الدائرة الرابعة هايف المطيري الناخبين لتلبيتهم لـ «الفزعة» التي دعى لها الناخبين لأداء دورهم وواجباتهم نحو وطنهم ومكتسباتهم، مشيدا بالزحف الجماهيري الغفير نحو صناديق الاقتراع من اجل فرض ارادتهم الحرة على اي ارادة اخرى مشبوهة تريد النيل هذا البلد ومن اهله،مؤكدا ان ابناء القبائل تفهموا دورهم الحقيقي والهام في دفع عجلة التنمية للبلاد وجاءوا للمشاركة في الانتخابات ولم يتركوا فراغا في التمثيل السياسي كان من شأنه أن يستغل ضدهم.
وقال المطيري «نريد ان نقف في هذا اليوم وقفة من اجل الكويت ومن اجل ابنائنا ومستقبلهم، ولن نسمح بأن نغيب في وطننا وان نهمش كما حصل في المرحلة الماضية ونحن اغلبية المجتمع، مشددا على ضرورة وعي الناخبين بتحديات المرحلة والظروف السياسية الاستثنائية التي يمر بها البلد».
واكد المطيري ان خوضه هذه الانتخابات من اجل خدمة البلد وابناء القبيلة وابناء الدائرة الرابعة عموما، والعمل على وضع حد للتعديات المتكررة على كرامات وحقوق المواطنين، وسياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الحكومة،متمنيا ان يكتب الله له النجاح في هذه الانتخابات بدعم من الناخبين حتى تتسنى له الفرصة لممارسة دوره في هذا الجانب.
وجدد تأكيد التزامه بالاولويات التي طرحها في حملته الانتخابية،وفي مقدمة هذه الاولويات التصدي لسياسية الانتقائية في تطبيق القوانين، والمحاباة والمحسوبيات في المناصب والتعيينات، واحتكار بعض المؤسسات لفئات معينة دون غيرها، فضلا عن العمل على تحسين مستوى دخل المواطن الكويتي وخصوصا الطبقة المتوسطة، مشددا على ان قضية العسكريين الخليجيين والبدون المسرحين ستكون في مقدمة القضايا التي سيثيرها في حال وصوله الى المجلس، وستكون له وقفة لانصافهم، بالاضافة الى قضايا المراة ومساواتها بالرجل في الحق الاسكاني.