طرحت لجنة العالم العربي بجمعية إحياء التراث الإسلامي ضمن مشروع إغاثة سوريا مشروع « تأهيل جامعة الفيحاء السكني»، وتبلغ تكلفته «70» ألف دينار، حيث أن أصل هذا المشروع جامعة تعليمية، وبسبب الظروف التي تمر بها المنطقة حولت الى مجمع سكني يضم اللاجئين السوريين في طرابلس، ويضم المبنى ثلاث بلوكات: الأول: يضم «64» سريراً، والثاني: يضم «64» سريراً أيضاً، والثالث: خاص في تعليم أبناء الأسر، وبمجرد الانتهاء من هذه الأزمة سيعود هذا المبنى الى الجامعة التعليمية الوقفية.
كما طرحت الجمعية مشروع «تأجير الشقق السكنية»، وهو عبارة عن تأمين المسكن من خلال تأجير الشقق السكنية للنازحين السوريين، وهذا المشروع يخدم الأسر حديثة النزوح والتي لا تجد مسكناً يأمنون فيه على أنفسهم، فيتم تأمين مبلغ الإجار لمدة شهرين، حتى يمكنهم إدارة أمور السكن بأنفسهم، وتبلغ قيمة إيجار الشهر الواحد «150» ديناراً كويتياً.
وأوضحت الجمعية بأن الدراسات تشير الى أن عدد المساكن التي دمرت في سوريا قد فاقت «600» ألف مسكن، وهذا يعني تشريد أكثر من «3» ملايين نازح لا مأوى لهم يحميهم من برد الشتاء وحرارة الصيف.
ويأتي هذا المشروع ضمن حملة مشروع إغاثة سوريا الرمضانية الخاصة بإغاثة الشعب السوري تحت شعار: «سوريا.. جاءك خير الشهور»، والتي يتم فيها طرح العديد من المشاريع المتنوعة في القطاع السكني والصحي والإغاثي والدعوي، والتي اختيرت بعناية ضمن خطة تهدف الى تخفيف الآلام التي يصرخ منها كل جانب من جوانب الحياة في سوريا.
والجدير بالذكر أن جمعية إحياء التراث الإسلامي كثفت عملها في الداخل السوري، وكذلك اللاجئين السوريين في لبنان والأردن باعتبار أنهم الأكثر تضرراً والأشد حاجة، وهي تدعو الجميع للمشاركة في هذه الحملة مستذكرين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».
في سياق منفصل، أصدرت جمعية إحياء التراث الإسلامي بياناً حول الأحداث الجاريٍة في جمهورية مصر العربية جاء فيه: إن ما يجري من الأحداث المؤلمة بمصر الشقيقة مما يبعث على الحزن والأسى والخوف في نفوس المسلمين جميعاً.
وإننا لنؤكد في ظل هذه الظروف الصعبة على المخرج من هذه الفتن والمتمثل بالتمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، والذي أمرنا به الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم في وصيته لأمته بقوله: «إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي».
وأول ذلك: لزوم جماعة المسلمين والسعي في جمع كلمتهم على الحق والعدل بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.
ثانياً: ترك الخصام والجدال والاختلاف المؤدي للإقتال بين المسلمين، كما أمرنا الله تعالى بقوله: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وقال: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
والسعي في الصلح بين المتنازعين والمختلفين والجلوس بين الأطراف المختلفة، وتحكيم أولي العلم والحكمة والخبرة في ذلك.
ثالثاً: ترك أسباب الشرور والفتن والفوضى المتمثل بالخروج الى الشوارع بالمظاهرات وسد الطرقات بالإعتصامات وتعطيل مصالح الناس وأذيتهم والإضرار بمصالح الدولة وفتح الباب لكل مفسد بالدخول في هذه التجمعات والسعي بالفساد فيها والتحريش بين المتجمعين فيها، ووقوع الصدام والقتل والقتال كما حصل غير مرة.
ولا يخفى ما جاء من التشديد في شأن الدماء بالقرآن والسنة، قال تعالى: «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً».
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه، مالم يصب دم حراما». رواه البخاري
وغيرها من النصوص في هذا الباب. وفي ختام البيان أوضحت الجمعية بأن المخرج من هذه الفتن هو بالرجوع للعلماء الربانيين الذين أمر الله بسؤالهم والاسترشاد بهم في قوله: «وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم لعمله الذين يستنبطونه منهم».
نسأل الله العظيم الحليم أن يقينا وإخواننا بمصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد عنا كيد أعداءنا في نحورهم ويصلح أحوالنا ويول علينا خيارنا إنه سميع مجيب.