
بقلوب مؤمنة صابرة وراضية بقضاء الله وقدره تحتسب الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية رئيسا وأعضاء جمعية عامة ومجلس إدارة وإدارة تنفيذية وعاملين عند الله تعالى ابن الكويت البار ورجل البر والعمل الخيري المرحوم باذن الله تعالى شيخان أحمد الفارسي –الذي انتقل إلى رحمة الله 92 عاما قضاها في خدمة الكويت واقتصادها وأهلها حيث قدم الكثير من التبرعات والأعمال الخيرية ودعم الخدمات الصحية في البلاد منها التبرع لإنشاء مركز شيخان الفارسي لعلاج الروماتيزم في منطقة الصباح الطبية بكلفة مليون دينار ؛ ومنها مركز شريفة العوضي الصحي في مطقة السرة ؛ وغير ذلك الكثير مما كان لا يعلم به أحد؟
وقال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار بالديوان الأميري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية د.عبد الله المعتوق إن المرحوم شيخان الفارسي صاحب أياد بيضاء في العمل الخيري حيث له مساهمات كبيرة في دعم أنشطة الهيئة منها دعمه مستشفى الرعاية الصحية الذي شيدته الهيئة في منطقة الصباح الطبية ؛ ودعمه حملة إغاثه الصومال ؛ وغير ذلك الكثير.
وأضاف أدعو الله سبحانه ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان على هذا المصاب.
يذكر أن الراحل شيخان الفارسي رحمه الله ولد في العام 1921م في حي الشيوخ الذي كان يقع قرب قصر السيف العامر -؛ وهو أحد أربعة اخوة رجال وست أخوات لوالده رحمه الله الذي كان بدوره راويا لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لدرجة أن تسمية المرحوم بشيخان جاءت تأثرا بعبارة «رواه الشيخان البخاري ومسلم».
بدأ المرحوم حياته المهنية كمدرس في المدرسة المباركية براتب 15 روبية حينها ؛ وكان يعمل ساعات مضاعفة لزيادة دخله لمساعدة اسرته. بعد ذلك ترك بدائرة المعارف وانتقل الى العمل بشركة أخشاب أمريكية تتبع الجيش الأمريكي كمترجم براتب 60 روبية ؛ ولم يحصل حينها على هذه الوظيفة الا بعد اختبار كفاءته لها.
وجاءت انطلاقة الفارسي الى عالم التجارة حين قررت الشركة الأمريكية مغاردة الكويت في العام 1945 م تاركة بعض المخلفات من أخشاب وأدوات ؛ وأجهزة ؛ فعرض على الشركة شراءها منها فوافقت ليقوم بعد ذلك ببيع تلك المخلفات ويحقق منها أرباحا ساعدته على الانطلاق لتجارته الخاصة. بعد ذلك أسس المرحوم شركة خاصة مع صديقه سيد حميد بهبهاني – كانت توفر العمالة لشركة نفط الكويت. ثم أسس شركة لتزويد السفن بالمواد الغذائية ؛ وبعدها شركة لبيع قطع غيار السيارات ؛ وهكذا تنقل المرحوم من مجال الى آخر الى أن انتهى بشركته الخاصة التي يديرها أبناؤه الآن.
شغل المرحوم عدة مناصب اقتصادية رفيعة في مؤسسات كويتية عريقة ساهم خلالها بدعم الاقتصاد الكويتي ؛ حيث كان عضوا لمجلس ادارة بنك التسليف والادخار – ونائبا لرئيس معهد التخطيط الاقتصادي والاجتماعي. كما كان عضوا في مجلس ادارة شركة الخليج للتأمين.
والهيئة إذ تعبر عن بالغ ألمها وحزنها لفقدان هذا الفارس المعطاء والمخلص لدينه ووطنه، فإنها أمام قضاء الله وقدره لا تجد إلا أن تدعو الرحمن أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان.