
أعلن صاحب السمو أمير البلاد عن إصدار عفو أميري عن كل من صدر بحقه حكم في قضايا المساس بالذات الأميرية، مؤكدا سموه أن هذا الأمر من باب قوله تعالى «وليعفوا وليصفحوا»، داعيا سموه إلى ضرورة الحوار بين أبناء الوطن باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل العالقة وبناء الكويت.
وأكد سمو الأمير في كلة له بمناسبة العشر الأواخر من رمضان أن التطورات المحيطة تفرض المزيد من الحيطة والحذر لتلافي تداعياتها واثارها وذلك بالمحافظة على الثوابت الوطنية وتعميق الوحدة الوطنية التي كانت ولا تزال السور الحصين.
وقال سموه إن طرح كافة القضايا الداخلية لا يكون إلا عبر مناقشة موضوعية دونما تجريح أو اتهام، مطالبا بضرورة التكاتف لحماية الوطن العزيز والحفاظ على أمنه واستقراره وتوجيه كافة الجهود والطاقات للنهوض به، مضيفا: لتستمر سواعدنا قوية لبناء الكويت ورعاية أمانة الآباء والأجداد لا بد لنا من التحاب والتآلف.
وهنأ سموه النواب الفائزين في انتخابات مجلس الأمة، مطالبا إياهم بضرورة العمل على تنمية البلاد وتحقيق آمال وطموحات المواطنين، لافتا إلى أن مشاركة المواطنين في الانتخابات تؤكد أصالة المسيرة الديمقراطية للكويت وتجذرها ومحبة المواطنين وولائهم للكويت ونظامها الديمقراطي.
وشدد سموه على أن الكويت مقبلة على مرحلة جديدة ستشهد فيها البلاد انطلاقة نحو التقدم والعمل لتنويع مصادر الدخل، داعيا السلطتين إلى تحقيق طموحات المواطنين وتحريك عجلة التنمية بعيدا عن الصراعات.
وعن الاهتمام بالشباب قال سموه: وجهت الحكومة لدراسة توصيات مؤتمر الشباب والإسراع في تنفيذها ورأينا فعليا عددا منها على أرض الواقع، مبينا أن هدف المشروع الوطني للشباب هو الاهتمام بالجيل الواعد وإشراكه في صنع القرار وتحمل المسؤولية، وجاءت نص كلمة سمو الأمير على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
«الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب»
«صدق الله العظيم»
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا والصلاة والسلام على نبينا محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. نتضرع اليه سبحانه وتعالى ان يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا وان يعيد هذا الشهر الفضيل علينا وعلى بلدنا العزيز هو يرفل بأثواب العز والفخر وعلى الامة العربية والاسلامية بالأمن والسلام والرخاء.
اخواني وابنائي...
يطيب لي ان اتحدث اليكم في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك جريا على عادتنا في كل عام لنجدد التهنئة بحلول هذا الشهر الفضيل ونبارك لكم العشر الاواخر منه داعين المولى القدير ان يحفظ بلدنا من الفتن ما ظهر منا وما بطن اخذين بالاعتبار ما يحدث في الدول المحيطة بنا من دروس وعبر تفرض علينا توخي المزيد من الحيطة والحذر لتلافي تداعياتها وآثارها.
اخواني وابنائي...
لقد خص المولى تعالى شهر رمضان المبارك بفضائل عظيمة وفرض صيامه وانزل فيه كتابه الكريم فقال جل وعلا «شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن» وضاعف فيه الاجر والثواب وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
فما احوجنا لاستغلال ايامه ولياليه الفضيلة بالطاعة والاستزادة من الاعمال الصالحة والاقبال على تلاوة كتابه الكريم والالتزام بأحكامه.
اخواني وابنائي...
عاشت الكويت منذ ايام عرسا ديمقراطيا مارس المواطنون حقهم الدستوري في اختيار ممثليهم لعضوية مجلس الامة مجددين بذلك تأكيدهم على اصالة مسيرتنا الديمقراطية وتجذرها في نفوسهم وعلى محبتهم وولائهم لوطنهم الكويت ولنظامه الديمقراطي. اخواني واخواتي...
لقد اكرمنا الله جل وعلا بالاسلام دينا الذي جعل التسامح والعفو والمغفرة من اسمى وانبل راياته ويسعدني بمناسبة العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك ان اصدر عفوا اميريا على كل من صدرت بحقهم احكام نهائية في القضايا المتعلقة بالمساس بالذات الاميرية ويتم تنفيذها بحقهم حاليا وذلك مصداقا لقوله سبحانه وتعالى «باسم الله الرحمن الرحيم» «وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم» «صدق الله العظيم» وانه ليسرني بهذه المناسبة ان اعرب عن خالص التهنئة لمن نال شرف تمثيل المواطنين الكرام راجين بان يكونوا عند حسن الظن بهم لتحمل الامانة والمسؤولية التي القيت على عاتقهم للعمل على تحقيق طموحات المواطنين والاسراع بانجاز الخدمات العامة المقدمة لهم على احسن وجه وتحريك عجلة التنمية في البلاد بعيدا عن الصراع والاختلاف المؤدي الى قصور الهمة وبطئ الانجاز.
واننا ان شاء الله مقبلون على مرحلة جديدة خلال هذا الفصل التشريعي الجديد ستشهد فيها البلاد انطلاقة واعدة نحو آفاق من التقدم والتنمية والعمل الجاد لتنويع مصادر الدخل ومتابعة تنفيذ الخطة التنموية واقامة المشاريع الحيوية الكبرى وذلك من خلال التعاون المثمر والبناء والمأمول بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
اخواني وابناء ديرتي...
بهدي من الله تعالى وتوفيقه عقد في شهر مارس الماضي المؤتمر الوطني الاول للشباب تحت شعار «الكويت تسمع» وقد رفع لي ابنائي المشاركون في هذا المؤتمر وثيقة وطنية هامة تضمنت توصيات عديدة تهم شباب هذا الوطن وتسهم في تحقيق تطلعاتهم ورؤاهم المستقبلية لخدمة بلدهم الكويت.
وقد وجهت الحكومة الى دراسة هذه التوصيات الهامة والاسراع في تنفيذها وها نحن نرى عددا من هذه التوصيات حقيقة على ارض الواقع.
ان الهدف من هذا المشروع الوطني للشباب هو الاهتمام ورعاية هذا الجيل الواعد واشراكهم في صنع القرار وتمكينهم من المساهمة في تحمل المسؤولية الوطنية بالمشاركة بمسيرة التنمية المستدامة لبناء كويت الحاضر المستقبل.
اخواني وابنائي...
يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله «لئن شكرتم لازيدنكم» فقد انعم الله علينا بنعم لا تعد ولا تحصى تستحق منا الحمد والشكر والثناء والتمسك بتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف واشاعة المحبة والتواد فيما بيننا وتعميق وحدتنا الوطنية التي كانت ولا تزال لنا السور الحصين والمحافظة على ثوابتنا الوطنية وطرح كافة قضايانا الداخلية ومناقشتها في موضوعية دونما تجريح او اتهام عن طريق تبادل الرأي والحوار الهادئ والهادف للوصول لافضل الحلول لها بدلا من الاختلاف الدائم الذي لا طائل من ورائه سوى بث روح الفرقة والنزاع والتعصب امتثالا لقوله تعالى «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
ان ما يشهده العالم من حولنا من تطورات متسارعة ومتغيرات واحداث مؤلمة تستوجب استخلاص العبر وتدعونا الى تكاتف جهودنا لحماية وطننا العزيز والحفاظ على امنه واستقراره وتوجيه كافة الجهود والطاقات والامكانيات للنهوض بوطننا الغالي لتحقيق ما ننشده له من رقي ونماء ورخاء.
اخواني وابنائي...
ونحن اذ نعيش هذه الليالي العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك والتي شرفها الله تعالى بتنزيل القرآن الكريم في ليلة هي خير من الف شهر لنرفع اكف الدعاء للمولى جل وعلا متضرعين اليه ان يغسل قلوبنا من كل غل وهم لنبقى دائما اخوة متحابين متآلفين ولتستمر سواعدنا قوية لبناء وطننا الكويت ورعاية الامانة التي حافظ عليها الاباء والاجداد لتسليمها للابناء والاحفاد من بعدنا ليظل وطننا الغالي واحة امن وسلام وازدهار باذن الله تعالى.
كما نساله تبارك وتعالى ان يحقق لامتينا العربية والاسلامية كل العزة والنصر ويديم على اوطانها الامن والاستقرار والازدهار ويوحد صفوف شعوبها ويجمع كلمتهم على الخير والمحبة والتآلف.
مستذكرين في هذه الليالي المباركة اميرنا الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح واميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح سائلين الباري عز وجل ان يسبغ عليهما رحمته وغفرانه ويسكنهما فسيح جناته مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ويتقبل بواسع رحمته شهداءنا الابرار الذين بذلوا دماءهم الزكية دفاعا عن الوطن وان يسكنهم جنات النعيم وان يرحم جميع موتانا ويتغمدهم بعفوه ومغفرته ورضوانه.