
الخرطوم – «كونا»: اعلنت جمعية الهلال الاحمر الكويتي عن اقلاع الرحلة العاشرة الى السودان من قاعدة عبدالله مبارك الجوية محملة بالمواد الغذائية والاغاثية للمتضررين جراء الامطار والسيول التي ضربت السودان اخيرا.
وقال رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر الكويتي برجس البرجس في تصريح صحافي أمس ان الهلال الاحمر الكويتي يواصل برنامجه الإغاثي دعما للمتضررين بالسودان مؤكدا ان الجمعية تعمل على مختلف المحاور لتقديم خدمات إنسانية تساهم في تحسين الظروف السائدة هناك.
واضاف ان الطائرات المرسلة من الكويت الى الشعب السوداني بلغت 10 طائرات محملة بـ 100 طنا من المساعدات الإنسانية الإغاثية اضافة الى مولدات الكهرباء ومضخات المياه.
وذكر ان المساعدات المقدمة من الكويت وصلت الى اكثر المناطق تضررا جراء الامطار والسيول منها ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة ومنطقة الفقي ابوالقاسم ولاية نهر النيل حيث تم توزيع المواد الإغاثية على المتضررين وفقا للقوائم التي تم إعدادها من طرف جمعية الهلال الاحمر السوداني والفريق الميداني للجمعية.
وقال البرجس إن هذه المساعدات العاجلة التي تم توزيعها تأتي للتخفيف من آثار الكارثة التي حلت بعشرات الآلاف الذين تهدمت منازلهم وشردوا بسبب الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت عدة مناطق من السودان في اغسطس الماضي.
واشاد بجهود دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا لمواقفهم الداعمة والمستمرة في مجال تقديم العون والمساعدات الانسانية للاشقاء في السودان معربا عن تقديره لأهل الخير أصحاب الأيادي البيضاء بدولة الكويت لجهودهم المتواصلة في الجانب الانساني.
واكد البرجس ان مواقف الكويت الرسمية والشعبية تجاه الشعب السوداني بل وشعوب العالم شكلت نمودجا في العمل الإنساني والدعم الإغاثي مبينا ان العطاء الانساني للهلال الاحمر لن يتوقف بمساعدة الشعوب المنكوبة.
على صعيد متصل واستجابة لنداء المتضررين، نفذت الجمعية الكويتية للإغاثة حملة إغاثة عاجلة لتخفيف حدة معاناة منكوبي السودان من جراء الفيضانات والسيول، في ولاية النيل الأبيض بالتعاون مع الهيئة الخيرية ومكتبها في الخرطوم.
وقال رئيس الجمعية يوسف جاسم الحجي في تصريح صحافي عقب تنفيذ الحملة إن الجمعية من منطلق مسؤوليتها الإنسانية جهزت قافلة إغاثية عاجلة إلى الأشقاء السودانيين من السوق المحلي، واشتملت على مواد غذائية من الطحين والسكر والأرز والعدس وزيت الطعام، واستفادت منها مئات الأسر، وقد تم التنسيق بشأن احتياجات المتضررين مع مكتب الهيئة الخيرية في السودان، الذي رشح المناطق الاكثر تضررا ونوعية المساعدات التي تشكل أولوية بالنسبة للمتضررين في هذه المرحلة.
وأضاف الحجي إن مندوبنا إلى السودان بدر الشمروخ أشرف تنفيذ عملية الاغاثة في جميع مراحلها، ورصد أبعاد الأزمة الإنسانية والأضرار الناجمة عن كارثة السيول والأمطار وصور الدمار الذي لحق بالمرافق والبنية التحتية والمنازل والخدمات المختلفة، والتقى أجهزة الطوارئ والمسؤولين السودانيين في منظمة العون الإنساني ومنظمة»عمروها»، وقدم للجمعية تقريرا تفصيليا عن حجم الكارثة ومعاناة المتضررين، والتي ستتخذ اجراءاتها وتحركاتها في المرحلة المقبلة بناء عليها، وأن اللجنة التنفيذية للجمعية ستعقد اجتماعا قريبا لمواصلة جهودها في هذا الاطار.
ووصف الحجي معاناة أهل السودان بالمحنة الكبيرة التي رصدتها التقارير، وكشفت أن المتضررين يعيشون مأساة إنسانية يومية مع الحشرات والبعوض وحرارة الشمس دون مأكل أو مشرب أو مهوى يقيهم تقلبات الجو، فضلا عن ان معظم المرافق التعليمية والصحية باتت جزرا معزولة وسط برك المياه التي حاصرتها من كل جانب، كما لم تسلم الثروة الحيوانية والأراضي الزراعية من أضرار هذه الكارثة.
وشدد الحجي على ضرورة استمرار برنامج الإغاثة لتخفيف أضرار هذه النكبة، وأن الجمعية تستهدف خلال المرحلة المقبلة توفير الغذاء لـ 5000 أسرة لمدة شهر في 5 قرى، من المناطق الأشد تضررا ، وان تكلفة السلة الغذائية الواحدة تبلغ 100 دولار، وتكفي السلة أسرة مكونة من 7 - 9 أفراد لمدة شهر، وتصل تكاليف مشروع الدعم الغذائي في حدود 500 ألف دولار.
وتابع قائلا: إن هناك حاجة ماسة لتقديم مبيدات حشرية لرش البرك والمستنقعات الراكدة لمواجهة الطور اليرقي للحشرات والبعوض الناقل للملاريا والبلهارسيا والدوسنتاريا وغيرها، فضلا عن تقديم أدوية وأمصال للتطعيم في الوحدات الصحية بالمناطق الأكثر تضررا، وحاجة الناس المتزايدة إلى أغطية وناموسيات للوقاية من البعوض.
وأشار الحجي الى حاجة المتضررين الى منشئات تعليمية وصحية ومصادر لمياه الشرب بديلة، وترميم وصيانة وتأهيل العديد من المدارس، فضلا عن دعم تلاميذ المدارس بالزي المدرسي والحقائب المدرسية، لافتا الى أن الجمعية ستقدم الدعم لاعادة بناء المساكن والمرافق التي جرفتها السيول.
ولفت إلى أهمية الإسهام في برنامج إعادة الإعمار أو ما يعرف ببرنامج «الطابوقة» ويهدف الى صناعة 6 ملايين طابوقة أسمنتية للاسهام في إعادة إعمار القرى التي دمرتها السيول والأمطار، لمن فقدوا المأوى وأصبحوا مشردين في الصحراء.