يمثل الجانب البيئي أولوية وضرورة عند وضع الخطط الاستراتيجية للمشاريع الكبرى على غرار المعايير المعتمدة عالميا وهو ما تبنته دولة الكويت في مسيرة التنمية الماضية قدما على طريق تحقيق مفهوم التنمية المستدامة.
ويتطلب الجانب البيئي بالمقابل مزيدا من البحث والدراسة وقياس مدى الايجابيات والسلبيات البيئية وتستدعي الحاجة هنا الاستعانة بنظم معلومات جغرافية بيئية ليتسنى لواضعي الخطط والبرامج المستدامة الوقوف على الوضع البيئي قبل انجاز المشاريع وبعده.
ويقوم موقع البوابة البيئية الالكترونية الرسمية لدولة الكويت «بيئتنا» بدور أساس في هذا الشأن ويمكن أي مهتم أو متخصص الوصول الى كل ما يحتاجه من معلومات مفصلة مرفقة بصور واحصائيات ونسب وخرائط.
وتشتمل وظائف موقع «بيئتنا» المطور من قبل نظام معلومات الرقابة البيئية في الهيئة العامة للبيئة على المعلومات الآنية على شبكة الانترنت حول مختلف جوانب وحالة بيئة الكويت من خلال بوابة تفاعلية قائمة باستخدام حي لنظم المعلومات الجغرافية المستضافة على خوادم مأمونة ومحمية.
ويعد الموقع بمنزلة «النافذة الواحدة» لنشر وتبادل المعلومات والبيانات البيئية الموثوقة عن الكويت وطرحها بشكل مبسط وذي مغزى محليا واقليميا عالميا وباللغتين العربية والانجليزية.
وتقدم البوابة خدماتها على مختلف المستويات والفئات العمرية عبر اثراء معارفهم عن بيئة الكويت وان يكونوا جزءا منها من خلال المساهمة في تحسين قاعدة المعرفة بمختلف الادوات التفاعلية على الانترنت.
ويهدف الموقع الى نشر الوعي البيئي وتبادل البيانات والمعلومات البيئية المعتمدة وفي موازاة ذلك يسمح للمستخدم التفاعل مع النظام بطرق عدة من خلال عرض المعلومات والبيانات البيئية ضمن نافذتين هما «المستكشف البيئي» و»قاعدة المعرفة».
وتتيح النافذة الاولى للمستخدم استعراض المعلومات والبيانات والمؤشرات البيئية للكويت باستخدام حي ومباشر لنظم المعلومات الجغرافية وذلك نتيجة الرقابة الدورية التي تنفذها مختلف ادارات الهيئة العامة للبيئة وبعض المؤسسات والوزارات.
ويتم عرض تلك البيانات على شكل طبقات متعددة يجري تفعيلها أو اغلاقها من قبل المستخدم وباستخدام مباشر لنظام المعلومات الجغرافي ما يساعد المستخدم على تحديد المواقع والمناطق واستعراض البيانات البيئية.
وتمكن هذه النافذة المستخدم كذلك من استعراض واستخدام صور الاقمار الصناعية الحديثة والقديمة واعداد خرائط خاصة به باستخدام مباشر لنظم المعلومات الجغرافية وحفظ وطباعة هذه الخرائط والطبقات لاستخدامها لاحقا.
وعلاوة على ذلك يوفر الموقع امكانية تحميل العديد من الخرائط الجاهزة عالية الدقة والتفاعل المباشر مع المشكلات البيئية عبر شاشة خاصة بما يمكن المستخدم من تحديد الموقع الجغرافي لمشكلة بيئية يرغب المستخدم بتقديم شكوى أو تقرير حيالها مرفقة بصورة أو مقطع مصور ومن ثم متابعتها عبر الموقع مع الجهات المعنية.
في المقابل تزود النافذة الثانية المستخدم بالمعلومات الاضافية والمرافقة للبيانات والخرائط البيئية وتتضمن نظام بحث قوي يعمل على عرض النتائج ضمن العديد من التصنيفات كالصور والافلام والتقارير والمقالات والمجلات وغيرها وتسمح بتسليط الضوء على الموضوعات البيئية الحساسة التي تتطلب انتباه الناس والتعامل معها فورا.
ويتخطى مجال موقع «بيئتنا» البعد المحلي ليصل الى أبعاد دولية ويتبدى ذلك من خلال مستخدميه الاجانب ونسب التردد المتزايدة الى البوابة من قبل شركات وهيئات ومراكز دولية علاوة على خبراء اختصاصيين للتزود بالمعلومات والبيانات البيئية في الكويت.
وبينما يمثل هذا الجانب ضرورة بالنسبة لدراسة جدوى مشاريع تنموية في البلاد في البعد الاستثماري فإنه يشكل أيضا أحد عوامل الجذب السياحي للراغبين بزيارة الكويت في نوع من الترويج السياحي عبر البوابة.
ومن الطبيعي ان تشمل خدمات الموقع الجهات الحكومية والاهلية في البلاد فضلا عن المؤسسات الخاصة ما انعكس في الاقبال الكبير على نظام معلومات البوابة بما يتيحه من بيانات بكل شفافية يتم تحديثها آنيا للاستعانة بها لدى وضع الخطط والبرامج الخاصة ذات المردود البيئي.
ويستعين بالموقع بعض الافراد سواء كانوا دارسين أو باحثين أو طلبة من مراحل التعليم العام وتقدر اعدادهم بالالاف لما يوفره من خرائط واحصائيات وبيانات وتقارير معلوماتية بيئية تفيدهم في توجهاتهم العلمية والعملية.
ويتعدى نشاط البوابة في تعاونها المتخصص مع الجهات المحلية ليصل الى الساحة الاقليمية والعالمية من خلال ابرام العديد من اتفاقيات التعاون بغية تبادل نظم المعلومات والبيانات والاستفادة منها في شتى التخصصات والمجالات.
ومن أبرز تلك الجهات برنامج الأمم المتحدة للبيئة مكتب غرب آسيا ومقره البحرين ومبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية والمبادرة العالمية «عين على الأرض» ومن الجهات الدولية هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية ومعهد أبحاث العلوم البيئية الأمريكي.
وتشمل القائمة أيضا مركز البيئة والأسماك وعلوم التربية المائية ببريطانيا والمعهد الهيدرولوجي وبحوث المياه في هولندا وجامعة «اخن» في المانيا ووكالتي البيئة الأمريكية والبيئة الاوروبية و المعهد الأمريكي للنظم البيئية.
