
رجح فريق الغوص الكويتي بالمبرة التطوعية البيئية باحتمالية نفوق المحار اختناقا بسبب دفنه بالرمال المترسبة على الجهة الشمالية وبعض الأطراف الشمالية لقحة بن جمادة بساحل الخيران، نتيجة حركة الرمال من بعض المشاريع الإنشائية القريبة من الساحل في المنطقة.
وقد توصل الفريق بعد متابعة حالة نفوق المحار منذ ظهورها على ساحل الخيران، وعمل مسح ميداني للقاع في المنطقة لغواصي الفريق وأخذ العينات منها، وتم التوصل لهذه الاحتمالية لأسباب أهمها: عدم جود تلوث في مياه المنطقة، ولم تظهر أي تحاليل مخبرية سلبية فيها حتى تاريخه، كما أن المسح الميداني والمشاهدات على أرض الواقع في القيعان المحيطة بالمنطقة المنكوبة تدل على أن مركز القحة سليم وذا كثافة عالية بالمحار وبأحجام متنوعة، حتى ظهرت على شكل عناقيد تتجاوز 6 محارات في المجموعة، كما أنها تزدهر بأنواع عديدة من الطحالب الورقية والكائنات الاخرى، ولا يبدو عليها أي مظهر مرضي، وما رصده الفريق من مظاهر سلبية في مركز القحة عدد 2 محار حي غير ثابت على القاع ومحارة واحدة مدفونة ولعدة أصداف لمحار نافق، ولكن كلما اتجهنا شمال الموقع تقل نسبة المحار والصخور البارزة وتزيد المسطحات الرملية ولا يظهر سوى اجزاء من المحار الكبير الحجم فوق الرمال، وبازاحة الرمال تظهر القاع الصخرية الطبيعية الشبيهة بقاع مركز القحة ولكنها خالية من الحياة عدا بعض أصداف المحار والقواقع النافقة، ويتضح من ذلك بان المحار لم ينفق خلال هذه الأيام ولكنه نفق منذ فترة طويلة وبشكل بطيء وظل مدفونا، ولكن الرياح «الانعشي» الشرقية الموسمية الشديدة أدت إلى ابراز هذا المحار المدفون ودفعه إلى الساحل وكشف ظاهرة النفوق.
من جانب آخر صرح محمود اشكناني مسؤول المشاريع البيئية بأن الفريق قام بمسح ميداني لقاع المنطقة التي ظهر فيها المحار النافق والقيعان المحيطة حتى عمق «3» أمتار، وشمل المسح السريع 6 مواقع من جنوب إلى شمال الموقع كما تضمن مسحين تفصيلي لموقعين باستخدام المسح الطولي وتحديد الكائنات المتواجدة في كل متر مربع بامتداد «10» أمتار، واخذ عينات للماء والقاع والكائنات فيها، وتحديد أنواع المحار وحالته، وطبيعة القاع وتسجيل أي ظاهرة غريبة في الموقع.
وبين أشكناني بأن هناك تفاوتا بين نوع القاع وكثافة المحار والكائنات الأخرى من موقع إلى أخر، ففي منتصف قطعة بن جمادة القاع صخرية منبسطة تحيط بها الرمال وتغطي بعض أجزائها، وذات كثافة عالية من المحار وينمو معظمها بشكل عامودي وكمجاميع، وبعضها نامي بشكل أفقي، كما أن قوة تماسك المحار بالقاع بواسطة النسيج البروتيني في القطعة قوى جدا ولكن النسيج يطول نسبيا وتقل قوة التماسك كلما اتجهنا شمالا حتى يصبح هش، وبلغ معدل كثافة المحار في المتر المربع في المواقع المعتدلة الكثافة «13» محارة، وتنقسم إلى 3 أنواع من المحار ومعدل حجم المحار في الموقع « 5 × 5.5» سنتيمتر، و يوجد نمو واسع للطحالب النسيجية وتم رصد «5» أنواع في الموقع، وكلما اتجهنا شمال القطعة قل نسبة المحار مع زيادة في كثافة نمو وحجم الطحالب الورقية ثم تقل كثافتها وتختفي في نهاية القطعة مع تزايد المساحات الرملية، كما أن درجة الحرارة المياه «24.4» درجة مئوية ونسبة عكورة المياه معتدلة.
وبين اشكناني بأنه من الملاحظات الغريبة بأنه كلما ابتعدنا شمالا عن القطعة زادت المساحات الرمال وقلة نسبة الصخور الظاهرة على القاع وزادة نسبة عكورة الماء، كما أن الحبيبات الرملية ادق واصغر وذات لون أفتح من الموجودة في القحة حتى تصبح بعض المواقع كأنها صحراء جرداء لا يوجد فيها كائنات، مع وجود بعض الأجسام الصغيرة بارزة منها، وبالتدقيق تبين بأنها محار حي نامي بشكل عامودي وجزء بسيطة من مقدمة فتحته خارج الرمال وهو شبه مدفون، وبإزاحة الرمال «اقل من 10 سم» عن المكان ظهر القاع الصخري، وبعض اصداف المحار النافق، ويبدو بأن المحار ذات الأحجام الكبيرة والنامية بشكل عامودي هي التي نجت من الدفان، أما ذات الأحجام الصغيرة النامية بشكل عامودي أو التي تنمو بشكل افقي فجميعها دفنت بالكامل وبالتالي نفوقها.
كما نوه اشكناني بأن جميع العينات التي تم أخذها لا يظهر عليها أي اصابات ظاهرية وقد تم تسليمها للجهات المختصة حرصا من الفريق للتعاون المباشر مع الجهات العلمية والحكومية والمهتمة بهذه الكارثة.