
حملت الأمطار التي أصابت البلاد خلال اليومين الماضيين سيولا من الانتقادات لوزير الأشغال عبد العزيز الإبراهيم، بعد أن اتهمه نواب وأعضاء في المجلس البلدي ومنظمات مدنية بأنه السبب وراء ما حدث للبلاد، بسبب ضعف البنية التحتية وقلة التجهيزات رغم التحذيرات المتتالية من الأزمة التي وقعت قبل حدوثها من عدة جهات مختلفة.
قال النائب عادل الخرافي في تصريح له امس ان وزير الأشغال العامة عبد العزيز الابراهيم أثبت ضعفه في ادارة الوزارة من خلال مواجهة ازمة الامطار التي شهدها يوم امس الاول، رغم ان الفرصة قد اتيحت له للاستعداد والاستنفار لمواجهة هذه الازمة، الا ان ما شهدناه يؤكد ضعف ما ادعته الوزارة من استعدادات لمواجهة الامطار .
ودعا النائب الخرافي الوزير الى تحمل المسؤولية السياسية والاعتراف بضعف وزارته واستعداداتها لموسم الامطار وان يتقدم باستقالته الفورية احتراما للمواطنين الذين اشتكوا كثيرا من طفح الصرف الصحي واتلاف ممتلكاتهم.
وأشار الخرافي الى اعلانات وتصاريح بعض مسؤولي الوزارة بانتهاء اعمال الصيانة وتنظيف شبكات الصرف الصحي ، مضيفا ان ميزانية الوزارة تعتبر من الميزانيات الضخمة وكذلك ما تم رصده لبند الصيانة التي اثبتت فشلها في استيعاب كميات الامطار التي هطلت لى البلاد.
واستغرب الخرافي من عدم استفادة وزير الاشغال عبد العزيز الابراهيم من الكفاءات الموجودة في وزارته والتي قام بتجميدها او نقلها مؤخرا في توقيت خاطئ مما يدل على ضعف اداري وفني سبب خروج عدد من الكفاءات مما يدعو الوزير الى تحمل مسؤولياته لمواجهة الاخطار الحالية.
واستغرب الخرافي غياب وكيل الوزارة ايضا عن الساحة ، والذي نعرف انه الوزير غير المباشر عن القضايا التنفيذية الا أن غيابه يعني تفرد الوزير بالقرارات مما أوقع هذه الاخطاء الكبيرة والتي نتجت ايضا عن قرارات الوزير الفنية الخاطئة.
وقال: كنت اتمنى على الوزير الابراهيم تحمل مسؤوليته عن الفشل الذريع فورا وتقديم استقالته في ظل مضايقته للكويتيين وازعاج ضيوفهم واغراق الكويت بشبر من المياه .
من جانبه، طالب النائب د. محمد الحويلة بتشكيل لجنة تحقيق عند أول جلسة لمجلس الأمة للوقوف على ضعف البنية التحتية للبلاد وسوء التخطيط الذي أدى إلى فواجع وخسائر متفرقة في البلاد ولمحاسبة المقصرين والمتقاعسين ، ومعرفة الخلل والعمل الفوري على إصلاحه وتطوير هذه البنية لتلافي هكذا أزمات في المستقبل
وقال الحويلة في تصريح صحافي لأيام والمراصد والراصدين يحذرون من أمطار غزيرة قادمة ولم يخرج علينا أحد بخطة مفصله تبين كيف ستتعامل الحكومة مع ما هو قادم فالامطار كشفت ضعف البنية التحتية للبلاد وسوء التخطيط لمثل هذه الازمات .
من جهته، طالب النائب د. عبدالكريم الكندري لجنة المرافق العامة بمجلس الأمة الدعوة لعقد اجتماع عاجل يستدعى فيه الوزراء والمسؤولين والفنيين والخبراء من جامعة الكويت وغيرها ورفع تقرير عاجل للمجلس لمعرفة المسؤولين عن عدم تطبيق خطط الطوارئ على الرغم من توقع موجة الأمطار التي اجتاحت الكويت ومن المسؤول عن العيوب التي كشفتها في البنية التحتية وخصوصاً في المناطق الجديدة وسبب غياب وزارة الإعلام عن متابعة الأحداث وتحذير المواطنين.
وأوضح النائب الكندري بأنه كان من المفترض أن هناك خططاً لتدابير احترازية نوقشت واعتمدت قبل شهرين من قبل جميع أجهزة الدولة في حالة تعرض الكويت لأي أزمة وكان النقاش والتجهيز على مستوى حرب اقليمية نووية لاقدر الله، وقلنا بذلك الوقت نتمنى أن لايأتي اليوم الذي تجرب به حكومتنا كي لاتنكشف، لكن شاء الله أن تنفضح كل اجراءات الحكومة بموجة من الأمطار «المتوقعة» وليست المفاجئة التي أظهرت مدى القصور ليس فقط على مستوى البنية التحتية للدولة بل بغياب خطط الطواريء الاعلامية والعملية حتى تعدى الأمر إلى التعامل مع ماحصل ليلة الأمس بكل تجاهل وبلا مسؤولية وترك الأمر لاجتهادات المواطنين وفرق التطوع الشبابية ولوسائل التواصل الاجتماعي التي عملت طوال الوقت على التحذير والبحث والانقاذ.
وبين النائب د.الكندري أن أجهزة الدولة وخاصة وزارة الاعلام كانت مغيبة تماما عن متابعة الأوضاع الجوية التي مرت بها البلاد وتخلت عن دورها الرئيسي في تحذير السكان ومتابعة الأحداث وهو أمر ينطبق على الدفاع المدني والداخلية الذين وجدوا انفسهم بلا حول ولاقوة.
وختم الكندري تصريحه بشكر أفراد وزارة الداخلية والاطفاء والكهرباء والماء وغيرهم من موظفي الدولة الذين واجهوا الأزمة التي طالت الكويت بجهودهم الفردية منطلقين من حرصهم على أخوانهم المواطنين والوافدين على الرغم من غياب الخطط الحكومية والمتابعة الرسمية وهو الأمر الغير مستغرب منهم.
بدوره، حمل عضو المجلس البلدى احمد البغيلي وزير الاشغال عبدالعزيز الابراهيم مسؤولية الازمة التى شهدتها البلاد نتيجه هطول الامطار مطالبا الابراهيم بأيضاح كافه الحقائق امام الشعب الكويتى حول المناقصات التى ابرمتها وزارته والخاصه بصيانه الصرف الصحى والطرق ومجارى الامطار.
وقال البغيلى ان ماشهدته البلاد يعد كارثه حقيقه ويثبت ان ما اكده الوزير مسبقا حول وجود خطه واحتياطات وفرق طوارىء هو مجرد دعايه وكلام بعد ان غرقت الشوارع والبيوت في عدد من المناطق خاصه في اشبيليه والفروانيه بالاضافه الى وجود حالتى وفاه حسب ما اكدته وزارة الداخلية والعديد من الحوادث مطالبا الابراهيم بضرورة الاعتراف بأوجه القصور التي تشهدها الوزارة بدلا من تعريض مصالح وحياة الكويتيين والمقيمين للخطر وان يتحمل مسئوليته كاملة عن ماحدث
واوضح البغيلي ان سوء ادارة الازمة من جانب الابراهيم يدل على ان هناك مسؤولية سياسية يجب ان يقر بها الوزير ويقدم فورا اعتذارا للشعب الكويتى الذي عاش ساعات صعبة بسبب سوء توزيع الأعمال وعدم القدرة على استيعاب أي مستجدات أو التعامل مع أي طارئ من جانب وزير الاشغال.
واستغرب البغيلى كمية المناقصات والعقود لصيانة الشوارع وشبكة الصرف الصحي التي توقعها وزارة الاشغال سنويا والتي تقدر بالملايين والنتيجة تغرق الشوارع وتدخل المياه البيوت والمستشفيات في حالة من الفوضى فأين ذهبت هذه الاموال ؟ومن المسؤول عن ابرام هذه المناقصات ؟ومن المتابع لتنفيذ هذه العقود؟
واشار الى ان ماشهدته البلاد نتيجه الامطار يتطلب فتح تحقيق فوري حول الاموال التي انفقتها الوزارة على الصيانه واين ذهبت هذه الاموال بعد النتيجه المأساويه التي جعلت من الشعب متشككا في دور وزارة الاشغال وطريقة عملها خاصة في عهد وزير الاشغال عبدالعزيز الابراهيم .