
الدوحة – «كونا»: على انغام فرقة بن حسين التراثية وعلى شاطئ الخليج في الدوحة حيث كانت سفينة «الشوعي» التي ترفرف عليها اعلام الكويت استمتع الجمهور القطري وزوار مهرجان «كتارا الثالث للمحامل التقليدية» بالتراث الكويتي المتنوع ولاسيما التراث البحري.
ولم يكن جناح الكويت الكبير المشارك في القرية التراثية في المهرجان بأقل مساهمة من العرض البحري حيث حظي باقبال كبير من الجمهور ليطلع على معروضاته التي تضمنت نماذج مصغرة من متحف بيت العثمان والمتحف البحري والبيت الكويتي القديم والدكاكين التراثية.
واستمتع الجمهور بما تضمنه الجناح الكويتي في ذلك المهرجان الذي يشارك فيه نحو 100 قارب من دول الخليج وبعض البلدان الاخرى ويتضمن برنامجه مجموعة من المحاضرات التراثية والعروض الشعبية للفرق المعروفة اضافة الى ورش عمل عن بناء القوارب ورحلات بحرية على متن المحامل التقليدية وعروض ضوئية والعاب نارية ونشاطات للاطفال.
وعن مشاركة الكويت في المهرجان قال رئيس فريق الموروث الكويتي انور الرفاعي لوكالة الانباء الكويتية «كونا» اليوم ان جناح الكويت في المهرجان حظي باقبال كبير من الجمهور نظرا لما يحتويه من تنوع في المقتنيات والمعروضات والانشطة اضافة الى اشادة من وزير الثقافة القطري الدكتور حمد الكواري نظرا للتميز الذي يتمتع به.
واضاف الرفاعي ان هذا التميز يأتي تنفيذا لتوجيهات وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح والامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة بأن يكون جناح الكويت محط انظار الزائرين ويعكس ما لدينا من تراث عريق يجسد رحلة حياة الاباء والاجداد.
واشاد بالدور الكبير الذي بذله اعضاء مركز الكويت للعمل التطوعي في المعرض بتوجيهات من رئيسة المركز الشيخة امثال الاحمد الصباح والذي ينم عن روح الابداع والعطاء لدى المتطوعين في هذا المهرجان.
من جهته قال مدير متحف بيت العثمان وعضو فريق الموروث الكويتي عادل عيسى الفيلكاوي ل»كونا» ان مشاركة الوفد الكويتي تعد الثانية في المهرجان مبينا ان المشاركة في العام الماضي اقتصرت على ما يتعلق بالتراث البحري.
وذكر الفيلكاوي ان مشاركة هذا العام كانت متميزة من حيث المعروضات ومنها على سبيل المثال نموذج مصغر لمتحف بيت العثمان ونموذج اخر عن المتحف البحري بكامل محتوياته من سفن شراعية قديمة وادوات بناء السفن والملاحة والغوص اضافة الى اجهزة الطرب في ليالي الملاحة البعيدة او ليالي الغوص.
وبين ان الجناح الكويتي ضم ايضا نموذجا مصغرا للبيت الكويتي القديم بما في ذلك غرفة العروس وجلسة الليوان والمطبخ التقليدي اضافة الى غرفة التاجر.
واضاف ان الجناح يتضمن ايضا عرضا لعدد من الوثائق التاريخية التي تظهر الروابط والصلات التي كانت قائمة بين الكويت ودول مجلس التعاون عبر العصور ومنها وثائق تتحدث عن العلاقة بين الكويت وقطر.
وقال الفيلكاوي ان الجناح الكويتي يحتوي ايضا على دكاكين قديمة تضم بعض المهن ومن اشهرها دكان الحلواجي الذي حظي باقبال كبير وضم عددا من انواع الحلوى الكويتية القديمة ودكان «نامليت ابوتيلة» اضافة الى دكان بشت البغلي الذي يروي تطور صناعة البشوت في الكويت.
وذكر ان الكويت شاركت بنموذج واقعي لاحدى السفن القديمة وهي «شوعي الغوص» الذي كان يستخدمه غاصة الكويت في رحلات البحث عن اللؤلؤ وتم وضعها في حوض مناسب بالبحر مضيفا ان السفينة حظيت باقبال كبير من الجمهور.
من جهتها قالت عضوة فريق الموروث الكويتي ومديرة مشروع التراث الالكتروني في متحف بيت العثمان المهندسة بشاير العواد في تصريح مماثل ل»كونا» ان «التراث الكويتي يعبر عن هويتنا وهو منبع فخرنا واعتزازنا بين الامم».
وذكرت العواد انه في ظل التقدم التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم فان الاعلام الالكتروني يعتبر من اهم وسائل الاتصال وجمع المعلومات مضيفة ان متحف بيت العثمان يستفيد من ذلك الاعلام لحماية وتوثيق ذلك المتحف الذي يعد احد المباني التاريخية في الكويت.
واضافت أن ذلك يأتي ضمن استراتيجية متكاملة لتوثيق تراث الوطن الكترونيا عن طريق انشاء موقع الكتروني وتطبيقات الهواتف الذكية التي تمكن الافراد من التعرف على تراث وتاريخ الكويت وحكامها وتاريخ مؤسسات الدولة ونشأتها اضافة الى البيت الكويتي والشارع الكويتي ولمحات من تاريخ الدراما الكويتية والادب والصحافة والحياة البحرية وما يحويه المتحف من مقتنيات لاوائل الاليات في الكويت من سيارات وطائرات وغيرها.
من جهته قال رئيس فرقة «حمد بن حسين» الفنية محمد حمد بن حسين ان الفرقة تأسست عام 1948 لاداء الغناء الكويتي التراثي والمحافظة على ابقائه حيا في ذاكرة الاجيال.
وذكر بن حسين ان الفرقة تشارك في هذا المهرجان ضمن الوفد الكويتي باعتبارها فرقة بحرية مبينا ان المشاركة تتضمن اداء بعض اغاني البحر الترفيهية المتنوعة للجمهور الزائر ليتعرف على تراث الغناء البحري الكويتي.
وقال ان الفرقة سيشارك في عروضها عدد من الاشخاص من الكويت والبحرين والامارات والسعودية وزنجبار في رقصة العرضة المشهورة التي ستقدم للجمهور القطري.
ويأتي مهرجان «كتارا الثالث للمحامل التقليدية» الذي بدأ قبل يومين ويستمر حتى 23 نوفمبر الجاري بمشاركة نحو 100 قارب من الكويت ودول الخليج وبعض البلدان الاخرى وتحت رعاية امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني.