
تحت رعاية صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد وبحضور وزير التربية وزير التعليم العالي د.نايف الحجرف ممثلا عن سموه افتتح المؤتمر العالمي الاول للتعليم المفتوح : «الدور- التحديات- التطلعات « الذي تنظمه الجامعة العربية المفتوحة بالتعاون مع المركز الاقليمي للبرمجيات التعليمية في مبنى الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي والمقرر ان تستمر اعمال جلساته وورش العمل المصاحبة لفعالياته حتى يوم 27 الشهر الجاري.
وشهد حفل الافتتاح نخب أكاديمية محلية وخبراء ومختصون في مجالات التربية والتعليم والبحث العلمي من جامعات عربية وعالمية مرموقة.
وبدأ الحفل بالسلام الوطني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم القى معالي وزير التربية ووزير التعليم العالي كلمة راعي الحفل رحب فيها بالمشاركين وجميع الحضور، واشاد بجهود القائمين على تنظيم المؤتمر وكل المساهمين في انجاحة
واكد الوزير الحجرف اهتمام سمو امير البلاد بالتعليم وحرصه على رعاية مثل هذه الملتقيات العلمية لتبادل الخبرات وتعزيز مسؤولية الشراكة والاسهام في تطوير المسيرة التعليمية والتنموية.
وقال إن مجتمعاتنا العربية تواجه تحديات هائلة في شتى المجالات وخاصة في قطاع التعليم الذي يشكل أحد الأسس المهمة في إعـــداد الأجيـــال التي تتحمل مسؤولية البناء الحضاري، ومسؤولية الإبداع في شتى الميـادين التي تحقق التطور والتنمية الشــاملة ببلداننا، وهذا ما يتطلب اعطاء الأولوية لهذا القطاع من منظور استراتيجي تحدد بدقة رؤيته ورسالته وأهدافه.
واضاف ان جميع مؤسسات المجتمع وخاصة المؤسسات الأكاديمية مطالبة بالعمـل والتعاون على تهيئة بيئة متطورة لإحداث نقلة نوعية في مجالات التعلم والتعليم، وفي مجال تنمية القدرات والمهارات الضرورية لإحداث هذه النقلة أو الطفرة الحضـارية في ظل التقـــدم التكنولوجي السريع وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وفي مجـــال بناء مجتمع المعرفة.
واكد أهمية ربط المنهج التعليمــي بالتقنيات التكنـولوجية الحديثــة وتطبيقاتها المتطورة لايصال المعرفة لكل أبناء المجتمع، ولتطوير القدرات والمهارات لكــل العـاملين في شتى الميادين. واشارالى ان التعليم المفتوح بأشكاله وأساليبه المختلفة قد برز في السنــوات الأخيرة كأحد الأساليب المرنة في تطوير التعليم والتعلم حتى أصبحت بعض الجامعات التي تتبع هذا الأسلوب، والتي تراعي معايير الجودة العالمية، منافسا حقيقيا وايجابيا للجامعـات التقليدية التي بدأ بعضها في اعتماد هذا الأسلوب ولو بصفة جزئية، كما حرصت بعض الحكـومات العربية على تبني انشاء الجامعات الحكومية الالكترونية كخيار مستقبلي معتمد.
وتابع قائلا: نحن إذ نثمن هذه التطورات في مجال استعمال التكنولوجيا الحـديثــة في ايصــال المعرفة لكل أبناء المجتمعات العربية من خلال مؤسسات أكاديمية رائدة في هذا المجال فإننا ندعو إلى مزيد من الجهد لترقية التعليــم المفتـوح بأشكـاله وأساليبه المختلفــة، وتطــويرها وفق معايير الجودة العالمية المعتمدة في مجال تطوير الأنظمة التربوية مما سيسهل عمليـة تبادل الإعتماد والإعتراف بين المؤسسات الأكاديمية في البلدان العــربية من جهـــة، وبين البلدان العربية والبلدان المتقدمة من جهة أخرى.
وزاد بقوله أن هذا المؤتمر الذي تنظمه الجامعة العربية المفتوحة بالتعاون مع المركـــز الإقليمي للبرمجيات التعليمية سيسهم، من خلال برنامجـــه العلمي الثري، ومن خلال المتخصصـــين، وصناع القرار من عدة بلدان شقيقة وصديقة، في طرح التحديات التي تواجه التعليم المفتوح والمدمج آملين أن يطرح المشاركين والمختصين خلال جلسات عملهم الضوء على الاتجاهــات الجديدة في التعلم والتعليم بصفة عامة وعلى الأفكار الابتكارية في مجـــال التعليــــم الالكتروني والمفتوح بصفة خاصة وذلك في ضوء التطورات التكنولوجية المتواصلة، بهدف تطوير أساليب التعلم في بلداننا العربية، والإسهام في ترقية المجتمعات العربية للوصول بها إلى مصاف مجتمعات المعرفة
من جانبها، قالت مديرة الجامعة العربية المفتوحة د.موضي الحمود: بالأصالةِ عن نفسي، وبالنيابةِ عن مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، وعلى رأسه صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس، وبالنيابةِ عن جميعِ المنتسبين للجامعة، أساتذة وإداريين وعاملين وطلبة، يسرني أن أُرَحِبَ بكم على أرضِ الكويتِ المضيافة، بمناسبةِ انعقاد المؤتمر العالمي الأول للتعليم المفتوح، والذي تنظمه الجامعةُ العربيةُ المفتوحة، بالتعاون مع المركز الإقليمي لتطويرِ البرمجياتِ التعليمية، تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، الذي رعى هذه الجامعة منذ أن كانت فِكْرة حيثُ باركَ اختيارها للكويتِ مقراً لها، وشرَفَها بحضورهِ عند افتتاحها، وشرفها كذلك برعايته وحضوره مرة أخرى عند تدشين صرحها الجديد في الكويت والذي يضم في ساحاتهِ الآن آلاف الطلبة من الكويتيين والعرب، حيث بلغ إجمالي الطلبة في الجامعة اليوم قرابة الثلاثين ألف طالب في فروعها السبعة في البلادِ العربيةِ المختلفــة، وها نحن اليومَ نجتمع في هذا المَحْفل العلمي الرفيع تحت رعايته، فشكراً لسموه وهنيئاً للجامعة دائمَ رعايتهِ لها ولأنشطتها.
واضافت الحمود في كلمتها خلال المؤتمر: لقد كان قَدَرُ الجامعةُ العربية المفتوحة أن تحمل مشعلَ الريادةِ لنوعٍ جديدٍ من التعليم الجامعي، وهو التعليمُ الالكتروني والتعلم عن بُعْد وكان للجامعة شرفُ الريادة كذلك في الإضافةِ إليه كنموذج للتعليم «المدمج» وذلك بالمزجِ بين اللقاءُ المباشرُ والتعليم المفتوح، لمقابلة متطلبات الاعتماد المحلي في معظم دولنا العربية، مستطردة: ولله الحمد أثبتت الجامعة مكانها ومكانتها في الساحة العلمية، وذلك بما يتفق مع رؤيةِ مؤسسها وصاحب فكرتها الأساسية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز، وتوجه مجلس أمنائها الموقر، حيث يتيح هذا النموذج فرص التعليم العالي ذي الجودة العالمية الرفيعة لأبنائِنا وبناتِنا العرب، ممنْ لم تمكنُهم ظروفُهمْ العملية أو المادية والتزاماتهم الأسرية من الانتظامِ في التعليمِ الجامعيِ التقليدي في الجامعاتِ الحكوميةِ أو الخاصة.
واشارت الى ان الجامعة العربية سعت الى توفيرِ تخصصاتٍ يَطلُبها المجتمعُ العربي كتخصصاتِ تقنيةُ المعلوماتْ وادارة الأعمال واللغة الانجليزية والتربية سواءً على مستوى الدراسات الجامعية الأولى، أو مستوى الدراسات العليا، وقريباً ستضاف العلوم الهندسية والدراسات القانونية وذلك ضمن نموذج فريد للتعاون الكامل مع أحد أرقى الجامعات والأكثر عراقة في التعليم المفتوح في العالم وهي الجامعة المفتوحة في بريطانيا.
وبينت ان المؤتمر يأتي كأولَ مؤتمرٍ يُعْقدُ بالتعاونِ مع المركز الإقليمي لتطويرِ البرمجيات التعليمية، وهو المركز المعني بتطوير أساليب التوأمة بين المناهج العلمية وأساليب التكنولوجيا الحديثة، آملين أن يثمر هذا التعاون في تطوير نظمنا التعليمية على كافة المستويات، ويستضيفُ المؤتمر المختصين والعاملين والباحثين في حقلِ التعليم الالكتروني والتعليم المفتوح من جميع قارات العالم ودوله، وذلكَ بهدفِ نشرُ الوعي والمعرفة في وطننا العربي، باستخدامِ التكنولوجيا المتقدمة ووسائلها وتطويعها لأهداف تطوير التعليم، وإتاحة سبل التعليمُ المستمر والتعلمْ مدى الحياةِ دونَ التضحية بالكفاءة والجودة والتي يتم التحقق من توافرهما وفق أعلى المستويات ووفق متطلبات الاعتماد المؤسسي والأكاديمي المحلي والعالمي.
وذكرت أن اعتماد الجامعة وبرامجها من قبل ثمانِ دول عربية «بافتتاح فرع السودان في هذا الشهر وانضمامه إلى قافلة الجامعة»، وخضوعنا لمعايير الجودة من قبل مؤسسة الاعتماد البريطاني يلخص كثيراً مما أود تأكيده من توافر معايير الجودة المطلوبة والحرص على تطبيقها في جمميع برامج الجامعة ومناهجها لضمان كفاءة وجودة مخرجاتها وخريجيها.
من جانبه القى رئيس اللجنة التنظيمية مدير المركز الاقليمي للبرمجيات التعليمية نادر معرفي كلمة رحب فيها بالحضور، لافتا أن هذا المؤتمر الذي يَشرُف برعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، أمير البلاد وإنه ليسعدني بالغ السعادة أن أرفع إلى مقام سموه آسمى آيات الشكر والإمتنان لتفضله بشمول هذا المؤتمر برعايته السامية والتي تعكس اهتمام سموه بالتعليم المفتوح والتعليم مدى الحياة.
واضاف أن المؤتمر ينعقد في وقت أصبح فيه التعليم المفتوح من المقومات الرئيسة لثراء المعرفة وأحد أعمدة التقدم ومواكبة العصر. . وهذا النوع من التعليم لم يعد مجرد ضرورة من ضرورات مواجهة التغير المتسارع بل أنه يسهم في حل كثير من المشكلات وتلبية متطلبات الحياة المعاصرة من التعليم والتدريب وبناء الذات.
وتابع قائلا: اما بالنسبة لمجتمعاتنا العربية التي تطرق أبواب التقدم، فلم يعد من الممكن الاكتفاء بالأساليب التقليدية في التعليم؛ خاصة في ظل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولعل التجربة الأهم في أقطارنا العربية تجسدها الجامعة العربية المفتوحة التي تعد ثمرة مبادرة نبيلة أطلقها ورعاها صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز، واليوم نشاهد الجامعة بعد مرور أكثر من عقد على إنشائها تخطو الخطوات الواثقة وتبلغ مكانة رفيعة باعتبارها كيان تعليمي أكاديمي غير تقليدي ومؤسسة تسهم في توجيه التنمية في عدد من المسارات أبرزها التنمية العلمية والمعرفية.
وفي ختام كلمته أعرب معرفي أود أن أعرب عن وافر الشكر والامتنان الكبير لكل من ساهم بأوراق علمية أو الحضور لتبادل الآراء والمناقشة الهادفة، وأبدى أوجه صادق الإمتنان إلى الأفاضل رؤساء الجلسات وإلى المؤسسات الداعمة وعلى رأسها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والإجتماعي، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وبنك الكويت الوطني، والجامعة البريطانية المفتوحة، والخطوط الجوية الكويتية، والشركة الوطنية للاتصالات.
ثم كرم وزير التربية ووزير التعليم العالي ومديرة الجامعة ورئيس اللجنة التنظيمية الجهات المنظمة والمساهمة في المؤتمر ابتداء من الرعاية البلاتينية والمتمثلة بكل من الصندوق العربي لانماء الاقتصادي والاجتماعي عبداللطيف الحمد المدير العام ورئيس مجلس ادارة الصندوق وبنك الكويت الوطني متمثلة بالسيد عماد العبلاني نائب المدير العام لمجموعة الموارد البشرية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي متمثلة بالسيد الدكتور عدنان شهاب الدين بينما كانت الرعاية الذهبية من قبل الخطوط الجوية الكويتية متمثلة بالسيد سالم العمران والجامعة البريطانية المفتوحة في المملكة المتحدة دكتور تيم بلاك مان أما الفضية فتمثلت في الشركة الوطنية للاتصالات.