
روما- «كونا»: بحث سفير دولة الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي الخالد مع عمدة روما البروفيسور اينياتسو مارينو سبل تطوير العلاقات بين الكويت ومدينة روما مع التركيز على الجوانب الثقافية والعلمية والطبية والسياحية.
وذكر بيان صادر عن سفارة الكويت في روما أمس، ان السفير الخالد قام بزيارة لعمدة روما اينياتسو مارينو الذي استقبله في قصر «كاميدوليو» التاريخي بحضور وزيري الثقافة والعلاقات الدولية بحكومة العاصمة في مراسم رسمية حيث تم التأكيد على اواصر الصداقة الممتازة بين البلدين التي توطدت خلال محنة الغزو والاحتلال.
واضاف البيان ان العمدة رحب بالسفير مثمنا زيارته وجهوده النشيطة في تعزيز وترسيخ علاقات الصداقة والتعاون الممتازة بين البلدين وخاصة العاصمة روما التي تسعى لاستعادة مكانتها التي عرفتها عبر تاريخها الطويل منذ أكثر من ألفي سنة كمركز اتصال حضاري وثقافي في العالم والمنطقة.
وقال العمدة مارينو في تصريح «كونا» في هذه المناسبة ان اللقاء اتسم بأهمية خاصة لسببين أساسيين أولهما ثقافي باعتبار أن التبادل المعرفي والثقافي من الأساسيات لجعل مدينة روما خالدة ومدينة اكثر دولية وعالمية مؤكدا ان ادارته مصممة على بلوغ هذا الهدف الواضح.
وأضاف انه تناول مع السفير الشيخ علي الخالد كذلك الحديث عن مجموعة من المشروعات المطروحة والرغبة في التبادل الثقافي باستضافة معرض عالمي للمقتنيات الفنية الثمينة من دار الآثار الاسلامية الكويتية «والتي سيسعدنا عرضها في أهم متاحف روما وكذلك امكانية التعاون في مجال حماية الثروة الأثرية الانسانية الزاخرة بروما بالاعتماد على موارد رعاية خيرية بانتظار ما سوف ترتئيه الكويت في هذا الصدد».
واوضح عمدة مدينة روما التي تضم أكثر من 400 متحف وتضم وحدها نحو خمس التراث الفني والاثري الانساني في العالم والذي رصدته منظمة اليونسكو أن المدينة تعتمد الجهات والمؤسسات الخاصة والعامة للمساهمة في رعاية وتبني جانب من الثروة الفنية والأثرية الضخمة من أعمال ومعالم تعجز موازنة المدينة والدولة المتعثرة منفردة عن رعايتها والترويج لها.
وقال ان الجانب الأساسي الثاني الذي ركز عليه اللقاء المهم يتعلق بما عبر عنه سفير دولة الكويت من رغبة في توسيع التعاون الى المجال العلمي والجامعي واستضافة طلبة الدراسات العليا والباحثين الكويتيين في جامعات ومعاهد التميز العلمي بروما لاسيما في مجال الطب والصحة بالاضافة الى علاج بعض الامراض في المستشفيات المتخصصة.
وفي هذا الصدد أكد العمدة مارينو امكانية تحقيق هذا التعاون حيث استهلت احدى الجامعات الرئيسية المرموقة بعض دوراتها الدراسية في علوم الطب باللغة الانجليزية معربا عن استعداده بصفته ايضا أستاذا جامعيا وجراحا لدعم هذا الجانب من التعاون شخصيا وبكل حماس. ونوه العمدة مارينو والقيادي البارز بالحزب الديمقراطي الحاكم بعلاقة العاصمة الايطالية التاريخية العميقة ودورها الحضاري مع جنوب المتوسط والعالم العربي وحرص المدينة العريقة على البعد الثقافي مع محيطها المتوسطي وخاصة العالم العربي ملتقى للحوار الثقافي وساحة للتعايش الحضاري.
ومن جانبه شكر سفير الكويت عمدة روما ووزراءه على الحفاوة وحرارة الاستقبال مثنيا على رغبة العمدة وحكومة المدينة ذات المكانة الفريدة في توسيع جسور التواصل الثقافي مع الكويت بتاريخها الضارب في الحضارات وتشهد عليها الآثار الرومانية القديمة منوها بدورها الكبير في رعاية التراث والفنون والثقافة التي تشكل منابع الهوية والأرضية الانسانية المشتركة التي ترسخ للتواصل بين الأمم والشعوب.
وقال الشيخ علي خالد الجابر ان الزيارة كانت مثمرة للغاية وعكست المستوى الممتاز للعلاقات الثنائية وتؤسس لدفعة قوية في علاقات التعاون الثقافي والسياحي والحضور الكويتي في أعرق عواصم الغرب مكانة حيث تم تناول عديد من المبادرات والفعاليات المهمة مثل تنظيم معرض عالمي لمقتنيات دار الآثار الاسلامية في قلب روما.
واشار الى ان عمدة روما أبدى استعداد حكومته امكانية اقامة معرض مجموعة من روائع تراث روما الفني الفريد في دولة الكويت في بادرة غير مسبوقة الى جانب التأسيس لعلاقة تعاون وتآخ بين مدينتي روما والكويت وتشجيع التبادل السياحي بينهما بالاضافة الى استقبال المرضى وتحفيز الاستثمارات المتبادلة. ولفت السفير الخالد الى ان العمدة قبل دعوة وجهها له لزيارة الكويت معربا عن تطلعه للحضور إليها في اقرب وقت يتاح للقاء محافظ العاصمة وبحث التعاون في الادارة المحلية والتعاون البيئي.
وفي ختام اللقاء تبادل عمدة روما البروفيسور اينياتسيو مارينو مع سفير الكويت الشيخ علي الخالد الهدايا التذكارية بعد ان رافقه للاطلال من شرفة مكتبه على مشهد اطلال الامبراطورية الرومانية الذي يخصص لكبار الشخصيات الدولية التي تحل ضيوفا على العاصمة الايطالية.