
كشف السكرتير العام المساعد ومنسق الشؤون الإنسانية الإقليمي في الامم المتحدة نايجل فيشر أمس أن السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون سيترأس جلسات مؤتمر «المانحين 2» لسوريا الذي تستضيفه الكويت الشهر المقبل.
وقال فيشر في مقابلة حصرية مع «كونا» أن «صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وافق على افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لإعلان التبرعات لسوريا فيما يترأس السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون أعمال المؤتمر الذي ستقدم خلاله نائبة السكرتير العام لشؤون الإغاثة فاليري آموس احتياجات هذا العام».
والتقى مسؤول الامم المتحدة الذي بدأ زيارة قصيرة الى الكويت مساء أمس الأول لمناقشة الترتيبات لعقد المؤتمر المانحين لسوريا الثاني في وقت سابق مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.
وأوضح فيشر أنه «تم توجيه الدعوة لأكثر من 60 حكومة لتقدم تعهداتها وكذلك حكومات دول جوار سوريا التي تستضيف اللاجئين السوريين والتي ستعرض خططها الحالية والمستقبلية» بهذا الخصوص.
وأشاد المسؤول في الامم المتحدة بالنجاح الكبير الذي حققه مؤتمر المانحين لسوريا الأول والذي استضافته الكويت في يناير 2013 وقال «هذا العام استضافت الكويت مؤتمراعلى مستوى عال حقق نجاحا بالغا حيث تم جمع أكثر من 1.5 مليار دولار لإغاثة سوريا». واعتبر أن ذلك «كان حدثا مذهلا حقا وما تم جمعه خلال المؤتمر ذهب إلى الأمم المتحدة وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وكذلك للمنظمات غير الحكومية الدولية وكان لهذه التبرعات بالغ الأثر» على المستوى الأنساني.
وأشار إلى أن «الكويت تعهدت لوحدها ب300 مليون دولار أي ما يقرب 20 في المئة من التعهدات وقد أوفت بتعهداتها في ابريل «الماضي». وقد ذهبت نحو 275 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة وقد صرفت تقريبا وأحدثت أثرا كبيرا».
وأعرب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة الإقليمي فيشر عن بالغ تقديره لجهود القيادة الكويتية في هذا الإطار مشددا على ان الكويت برزت كمركز انساني دولي في السنوات الماضية.
وذكر في هذا السياق «الكويت تبرز بشكل متزايد كمركز انساني وقد أصبحت الحكومة الكويتية لاعبا رئيسيا في مجال العمل الإنساني و بالمثل الهلال الأحمر الكويتي حيث ينشط في جميع قارات الأرض مع استثمارات كبيرة ليس فقط في العمل الإنساني لكن أيضا في التنمية الاجتماعية والصحة والتعليم والرعاية الأسرية. لذا تلعب الكويت دورا هاما جدا».
وأكد فيشر أن التبرعات الكويتية وعملها الإنساني أحدثت فرقا كبير للسوريين سواء المحاصرين في البلد الذي مزقته الحرب أو فروا من النزاع الذي استمر لـ32 شهرا.
وقال ان «الكويت أثرت من خلال الأمم المتحدة في حياة الملايين من الرجال والنساء وخاصة الأطفال المتضررين من الأزمة سواء كانوا يعانون في بلدهم أو أصبحوا لاجئين».
وأضاف «اسمحوا لي أن أقدم بعض الأفكار حول تأثير التبرعات الكويتية فمثلا بالنسبة لليونيسيف كانت قادرة بفضل مساهمات الكويت على تقديم المياه الصالحة للشرب إلى 2.3 مليون شخص داخل سوريا وتوفير اللقاحات لأكثر من مليون طفل وتوزيع أدوات تعليمية على أكثر من 300 ألف من طلبة المدارس».
ولفت الى أنه «بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي ومرة أخرى بفضل مساهمات الكويت فقد كان قادرا على شراء ونقل وتوزيع المواد الغذائية وتقديم حصص غذائية لنحو مليون شخص داخل وخارج سوريا. وكذلك المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي وصلت بفضل المساهمات الكويتية مباشرة إلى 400 ألف لاجئ في الأردن وتركيا ولبنان ومصر».
وأوضح أن أنشطة مفوضية اللاجئين تراوحت بين منح نقدية لإعاشة شهرية ودعم التعليم في المخيمات خاصة الآن في فصل الشتاء القاسي وتحسين أنظمة المياه والطرق.
وتابع «كما قدمت الكويت تبرعات لصندوق احتياطي الطوارئ بالامم المتحدة والتي تمكننا من الاستجابة بسرعة للأزمات المفاجئة التي قد تحدث والتوزيع على المنظمات غير الحكومية وصناديق العمل السريع داخل وخارج سوريا».
وأكد فيشر أن الكويت أصبحت أيضا مركزا للدبلوماسية الدولية «ليس فقط لاستضافة هذين المؤتمرين ولكن كنت هنا أيضا في سبتمبر الماضي للتوقيع على اتفاق شراكة في مجال العمل الإنساني مع الكويت التي استضافت مؤخرا مؤتمر القمة العربية - الأفريقية وقمة التعاون الخليجي. فالكويت تبرز بشكل متزايد كمركز دولي».
وفيما يتعلق بخطط الامم المتحدة لمساعدة سوريا في العام 2014 ذكر فيشر أن الوضع يزداد سوءا في سوريا والجهود والأموال اللازمة لمساعدة المتضررين في تزايد مستمر.
وقال إن «الصراع في سوريا طال أمده والأمر يزداد سوءا وهناك الكثير من السوريين يجدون أنفسهم محاصرين في القتال أو مطاردون لذلك إذا قارنت الأرقام من حيث الأشخاص المتضررين ومن حيث الأموال اللازمة في العام 2014 ستكون أعلى مما كانت عليه في 2013».
وذكر «لمساعدة أكثر من تسعة ملايين من السوريين المتضررين داخل سوريا وأكثر من أربعة ملايين لاجئ وهو عدد اللاجئين خارج سوريا الذي قدرنا بلوغه بحلول نهاية العام 2014 نخطط لإصدار نداء من أجل جمع 6.5 مليارات دولار».
واعتبر أن هذا الرقم «هائل لكنه يعكس ضخامة الحاجة فالإغاثة داخل سوريا تتطلب 3.2 مليارات دولار لدعم 9.3 ملايين من السوريين المتضررين والـ 4.2 مليارات المتبقية لحوالي 4.1 ملايين لاجئ خارج سوريا».
وأشار فيشر الى أنه مع ذلك قد تلجأ الأمم المتحدة الى قسمة هذا الرقم الضخم الى قسمين واحد لكل نصف عام لجعله مقبولا لدى الجهات المانحة وكي تستطيع الأمم المتحدة إدارته. وأكد أنه قد يتم اتخاذ قرار في هذا الشأن خلال مؤتمر المانحين الشهر المقبل.