اكد امين عام برنامج اعادة هيكلة القوى العاملة والجهاز التنفيذي للدولة فوزي المجدلي على ضرورة ازالة كافة العقبات والصعوبات التي تواجه المبادرين واصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال التعاون المستمر مع اجهزة الدولة المختلفة تحقيقا للتوجهات الحكومية في تحويل نظر الشباب إلى العمل الحر، مبينا أن البرنامج وفر جميع الإمكانات لدعم الشباب المبادر من ذوي المشاريع الصغيرة من خلال خطوات اتخذت على أرض الواقع.
جاء ذلك خلال نيابته عن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله في الكلمة الافتتاحية لملتقى «الفرص الاستثمارية للمشاريع الصغيرة في الجمعيات التعاونية» والذي تم إطلاقه في صالة اتحاد الجمعيات التعاونية بحضور رئيس الاتحاد عبد العزيز السمحان، والذي سيتم خلاله بحث سبل تمكين اصحاب المشروعات من ممارسة هواياتهم وأنشطتهم داخل الأسواق المركزية في الجمعيات التعاونية.
واستعرض جانبا من الأعمال التي قام بها البرنامج والتي منها توقيع مذكرة التفاهم مع اتحاد الجمعيات والتي هدفت إلى تحقيق جملة من الطموحات الوطنية لصالح شباب الكويت، بالإضافة إلى توقيع البرنامج لمذكرات تفاهم أخرى مع عدة جهات حكومية لتسهيل الطريق أمام المشروعات الصغيرة.
ثم تحدث المجدلي عن قيام البرنامج بإنشاء إدارة المشروعات الصغيرة وتقديم الدعم المادي لأصحاب المشاريع من الشباب المبادر من خلال صرف العلاوات المختلفة والكوادر، متابعا بأنه تم كذلك إنشاء «حاضنة المرأة» وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، إلى جانب توقيع عقد لإنشاء حاضنة للمشروعات الصغيرة والتي تم تخصيص ارض لإنشائها من قبل بلدية الكويت.
واشار الى ان برنامج إعادة الهيكلة لم يكتف بتوقيع الاتفاقيات وإنما عمل على تنظيم العديد من الدورات التدريبية للمبادرين لتأهيلهم للعمل في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي استفاد منها 300 مبادر، بالاضافة الى المشاركة في عدة معارض محلية ذات علاقة مباشرة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
بدوره، قال رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية عبد العزيز السمحان إن الجمعيات التعاونية قادرة حاليا على الانتقال بسرعة كبيرة نحو تحقيق فرص استثمارية ناضجة لأي مشروع صغير، مؤكدا حرص الاتحاد على توفير كل الدعم للشباب صاحب المشاريع الصغيرة لتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال ترويج منتجاتهم في الجمعيات التعاونية، وتوفير أكشاك للمشاريع الصغيرة في الجمعيات التعاونية مع إطلاق معارض خاصة بأصحابها إلى جانب توفير المساحات بأسعار رمزية وربما دون مقابل في بعض الاحيان.
واضاف بأن الاتحاد يعمل بشكل متواصل على دعم أصحاب الإبداع والأفكار الخلاقة ممن الشباب الكويتي الطموح، موضحا ان الاتحاد وقع في السابق مذكرة تفاهم مع برنامج اعادة الهيكلة لدعم الشباب وترويج منتجاتهم من خلال فتح الجمعيات لأبوابها لعرض المنتج وتسويقه، مشيرا في الوقت ذاته إلى سعي الاتحاد لإيجاد اسواق مصغرة ذات جدوى اقتصادية على المدى البعيد، ودعم كل الجهود الرامية لترويج المنتج المحلي والنهوض بالمشروعات الصغيرة وتبنيها في اطار العرض والتسويق.
وشدد خلال كلمته على ان نجاح اي مشروع صغير يتطلب دعما حكوميا وقرارات جريئة في دعم الشباب وتطوير افكارهم، وهذا ما أكد عليه صاحب السمو أمير البلاد في الكثير من المناسبات، داعيا إلى مد يد العون لمختلف المبادرات الشبابية وتفعيلها على ارض الواقع، الامر الذي سيكون له تأثيرات ايجابية على مختلف الصعد، ويسهم بشكل فعال في تقليل نسب البطالة والاعتماد على الذات وتطوير الواقع الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة بأيدي ابناء الوطن.
وبعد الانتهاء من الكلمات الافتتاحية بدأت أعمال الجلسات حيث اشتمل يوم أمس على 3 جلسات نقاشية الاولى بعنوان «الفرص الاستثمارية والجهود المبذولة لدعم المشاريع الصغيرة»، والثانية بعنوان «الجهات الحكومية ودورها في المشروعات الصغيرة» والثالثة بعنوان «تجارب شبابية ناجحة لمجموعة من أصحاب المشاريع الصغيرة المميزة».
وقد تخلل الجلسات مداخلات من أصحاب المشروعات الصغيرة من الذكور والإناث، وردود من برنامج إعادة الهيكلة واتحاد الجمعيات حول المعوقات ضد المشروعات الصغيرة، وسبل تطويرها، إلى جانب مطالبات بالسماح باستغلال الساحات الخارجية للجمعيات التعاونية من قبل أصحاب المشروعات الصغيرة خلال فصل الشتاء، وتمكينهم من تسويق منتجاتهم.
كما دعا بعض المشاركين إلى العزوف عن احتكار الماركات التجارية المشهورة للمحلات والساحات الخارجية، وتشجيع المبادرات من قبل الجهات الحكومية عبر تسهيل عملية استخراج التراخيص المطلوبة، بالإضافة إلى ضرورة مناقشة عمليات الطرح للمحلات الاستثمارية والشروط الموضوعة من الشوؤن والتي أبرزها وضع أعلى دعم مالي للجمعية.
وأكد الحضور أن الشباب والمبادرين غير قادرين على توفير هذه الأموال، متسائلين عن دور الشؤون في دعم المبادرين؟ ومطالبين بأن يخرج الملتقى بتوصيات للجمعيات والشؤون بأن يكون الأولوية للمبادرين من الشباب وليس للدعم المالي الأكبر، وإلى جانب ذلك دعا البعض إلى تقليص فترة معالجة طلبات المبادرين الشباب في الجمعيات التعاونية من قبل برنامج إعادة الهيكلة والاتحاد والجمعيات أيضا.
في السياق ذاته، أكد مدير إدارة المشروعات الصغيرة في برنامج إعادة الهيكلة م. فارس العنزي خلال الجلسة الأولى والتي حملت عنوان الفرص الاستثمارية والجهود المبذولة لدعم المشاريع الصغيرة» أن هناك آلية مرنة في التعامل مع طلبات المبادرين الشباب، إلا أننا وفيما يتعلق بالمواد الغذائية فهناك الكثير من التشدد في هذا الامر وذلك لكونها مواد حساسة ومن واجباتنا حماية المستهلك، بالإضافة إلى وجود جهات ذات علاقة كالبلدية والصحة تطالب بتوفير موافقات وتراخيص معينة.
واشار إلى أن البرنامج لن يتعامل إلا مع الجادين فقط، بما يحقق أهداف الجمعية والعمل التعاوني والمصلحة العامة، مثنيا على اقتراح بعض الحضور بتخصيص محلات في الجمعيات التعاونية لدعم الشباب وعدم النظر إلى الدعم المالي الأعلى، حيث كان الامر في السابق يعتمد على مبدأ القرعة، ومثمنا موافقة 13 في دعم المشاريع الصغيرة.
وكشف عن انه سيكون هناك تخصيص لعدد من المحلات لهذه الاهداف والاولوية ستكون للمبادرين، على أن تقوم الشؤون بالإفصاح عن هذا الامر في وقت قريب، ليقوم البرنامج بدوره بتبني هذا التوجه والعمل على دعمه، مؤكدا أن البرنامج سيقوم برفع توصية لأصحاب القرار بتغيير القانون الحالي القائم على أخذ الدعم المالي الأكبر لترسية المحال الاستثمارية وذلك بالتنسيق مع أصحاب الشأن.
وبدوره، ذكر عضو مجلس إدارة الاتحاد وممثل جمعية القادسية لدى الاتحاد وليد الأيوبي أن الفرص الاستثمارية متوافرة بشكل جيد في الجمعيات التعاونية وذلك من خلال المعارض التي تم إطلاقها في السابق والفرص التي يعمل الاتحاد والجمعيات على توفيرها من خلال عرض المنتجات في الأسواق وتسهيل امور التسويق للأسواق المحلية.