باريس – «كونا»: غادر النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد البلاد أمس متوجها الى العاصمة الفرنسية باريس لترؤس وفد دولة الكويت إلى اجتماع الوفد الوزاري العربي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار مبادرة السلام العربية وذلك لمتابعة مجريات عملية السلام وتطورات مسار المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية.
ويضم الوفد المشارك مدير ادارة مكتب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور السفير أحمد ناصر المحمد الصباح ومدير ادارة الوطن العربي السفير عبدالحميد الفيلكاوي ومندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عزيز الديحاني وعددا من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
وكان في وداع الوزير الخالد على أرض المطار مدير ادارة المراسم السفير ضاري عجران العجران وعدد من مسؤولي الوزارة.
ويشارك النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية المقرر في باريس اليوم مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
وياتي الاجتماع الذي جاء بناء على طلب من وزير الخارجية الامريكي لاطلاع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية على اخر تطورات العملية التفاوضية ونتائج جولته التي قام بها كيري مؤخرا في منطقة الشرق الاوسط وشملت الاراضي الفلسطينية واسرائيل والاردن والسعودية للترويج للمقترحات والافكار الامريكية لايجاد تسوية نهائية للنزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ويعتبر اجتماع لجنة المتابعة العربية مع كيري في باريس هو الثالث من نوعه منذ ان نجح في اعادة اسرائيل والفلسطينيين الى طاولة المفاوضات في يوليو الماضي برعاية امريكية بعد توقف دام نحو ثلاثة اعوام.
وطرح وزير الخارجية الامريكي خلال جولته الاخيرة مشروع اتفاق اطار يحدد الخطوط العريضة لتسوية نهائية لقضايا الحدود والأمن ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين الا انه اصطدم بتباعد المواقف بين الفلسطينيين واسرائيل التي لا تزال تمارس اجراءات استفزازية احادية الجانب وتوسيع النشاط الاستيطاني مما يشكل عقبة اساسية للتوصل الى سلام بينهما.
وعلى الرغم من ان جولة كيري الاخيرة هي العاشرة له في المنطقة منذ مارس الماضي فان هناك فرقا شاسعا بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذين لا يزالون يرفضون الافكار والمقترحات الامريكية لاسيما فيما يتعلق بالخطوط العريضة لتسوية نهائية للنزاع بينهما.
ويرفض الفلسطينيون «أي حل انتقالي او مرحلي» حيث جاء على لسان اكثر من مسؤول فلسطيني بان كيري «لايزال في طور طرح الافكار ولم يقدم لنا أي وثيقة مكتوبة خلافا لكثير مما يقال وان طرح هذه الافكار يأتي في اطار النقاش الدائر بين الجانبين الامريكي والفلسطيني من ناحية والجانبين الاسرائيلي والامريكي من ناحية اخرى».
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في تصريحات صحافية الاسبوع الماضي ان وزير الخارجية الامريكي لم يقدم حتى الان أي خطة رسمية كاملة بشأن إبرام اتفاق سلام محتمل مع اسرائيل مشددا على ضرورة ان تستند اي تسوية بين الجانبين الى قرارات الشرعية الدولية.
وأعرب عريقات عن أمله بأن تتوافق خطة «اتفاق الاطار» التي يحاول كيري بلورتها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مع متطلبات القانون الدولي والشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة ذات الصلة.
وقال ان «العيب في الحكومة الاسرائيلية التي تبنى المستوطنات وتهدم البيوت وتنفذ الاقتحامات والاغتيالات وتشدد الحصار وتقوم بالحفريات تحت المسجد الاقصى».
وترفض اسرائيل من جانبها مقترحات الولايات المتحدة حول ضمان امن وادي الاردن مؤكدة ان «الامن يجب ان يبقى بايدينا».
وتطالب اسرائيل بابقاء وجود عسكري في غور الاردن على الحدود بين الضفة الغربية والاردن.
غير ان الفلسطينيين يرفضون بقاء اي قوة اسرائيلية في دولتهم المستقبلية ويوافقون في المقابل على نشر قوة دولية لضمان الامن الامر الذي ترفضه اسرائيل. ويضم الوفد الوزاري العربي وزراء خارجية مصر والسعودية والكويت والاردن وقطر وفلسطين الى جانب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي دعا الى اجتماع تنسيقي في وقت لاحق اليوم قبيل اجتماع لجنة المتابعة مع وزير الخارجية الامريكي غدا. ومن المقرر ان ينقل الوفد العربي رسالة خطية الى كيري تؤكد التمسك العربي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية مع رفض الإجراءات والخطط والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.
ويرافق الشيخ صباح الخالد مدير إدارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور السفير أحمد ناصر المحمد الصباح والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى جامعة الدول العربية السفير عزيز الديحاني وعدد من مسؤولي وزارة الخارجية.
