
فيما تستضيف الكويت اليوم المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي تشارك فيه وفود من نحو 69 دولة بمبادرة كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد واستجابة لنداء أطلقه السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون،أعلنت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في ختام المؤتمر الثاني للمنظمات الدولية المانحة أمس ان المؤتمر نجح في جمع نحو 400 مليون دولار امريكي لدعم واغاثة الشعب السوري في الداخل والخارج معربة عن الامل في ان تستخدم هذه الاموال بفاعلية لتوفير الحاجات الضرورية للاجئين السوريين.
ويعول المجتمع الدولي من خلال المؤتمر مع وصول عدد النازحين والمحتاجين داخل سوريا الى أكثر من تسعة ملايين شخص وأكثر من أربعة ملايين لاجئ خارج سوريا على جمع نحو 5ر6 مليار دولار خلال المؤتمر. وقبل يوم من مؤتمر المانحين أعلنت المنظمات الدولية غير الحكومية المانحة للشعب السوري اليوم تعهدها بتقديم نحو 400 مليون دولار امريكي لدعم اللاجئين السوريين الذين يعانون اوضاعا انسانية مأساوية من جراء الازمة التي تمر بها بلادهم.
واوضحت ان مساهمات الجمعيات الخيرية الكويتية في المؤتمر بلغت 142 مليون دولار فيما كانت اعلى قيمة تبرعات للمنظمات الدولية المانحة من هيئة الاغاثة الاسلامية في بريطانيا التي تعهدت بتقديم 80 مليون دولار تلاها الهلال الاحمر الاماراتي بقيمة 35 مليون دولار ثم مؤسسة ثاني الخيرية القطرية بمبلغ 15 مليون دولار.
وتحدث ممثلو المنظمات الدولية المانحة في المؤتمر عن نشاط منظماتهم خلال الفترة السابقة وكذلك خلال الفترة المقبلة مشيدين بالدور الذي تؤديه دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا على الصعيد الانساني.
وأشاد السفير الصيني لدى الكويت تسوي جيان تشون بمبادرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح استضافة المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا المقرر عقده هنا غدا بحضور عالمي كبير.
وأعرب السفير الصيني في تصريح لـ «كونا» أمس عن اعتقاده أن سمو أمير البلاد والشعب الكويتي يدللان بهذه المبادرة على حرصهما على مساعدة الشعب السوري من جراء المعاناة التي يمر بها.
واضاف تشون انه على الرغم من ان الكويت صغيرة الحجم الا انها كبيرة في أعمالها مشيدا بالسياسات التي تتبعها دولة الكويت وسعيها الدائم الى تحقيق السلام.
وكان سمو أمير البلاد قد وافق على طلب السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون استضافة الكويت المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بعد نجاح المؤتمر الاول الذي استضافته الكويت أيضا في يناير الماضي.
وتعهد المانحون خلال المؤتمر الأول بتقديم مساعدات بنحو 1.5 مليار دولار للشعب السوري قدمت دولة الكويت منها 300 مليون دولار في وقت تسعى فيه الامم المتحدة إلى جمع 6.5 مليارات دولار خلال المؤتمر الثاني.
واكد السفير الصيني اهمية مؤتمر المانحين الثاني «لنظهر للمجتمع الدولي معاناة الشعب السوري وان الشعب الكويتي فعال جدا في مساعدته» مضيفا ان مبعوثا صينيا خاصا سيشارك في المؤتمر الدولي الذي تستمر أعماله يوما واحدا.
ودعا أطراف الازمة السورية الى انهاء الاعمال العدائية ومضيفا انه لا يمكن التسامح مع العنف».
وذكر ان الحكومة الصينية دعت منذ فترة جميع الاطراف الى القاء السلاح لأن الشعب السوري يعاني من جراء الازمة مضيفا ان بلاده «اقترحت عددا من الحلول للازمة السورية على الدول الاعضاء بمجلس الامن».
وتطرق ممثلو المنظمات الانسانية العاملة في الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين في دول الجوار الى المشاريع الخيرية المزمع تنفيذها في مخيمات اللاجئين ومنها مخيمات الايواء والمراكز الطبية والتعليمية.
ووجه سمو أمير البلاد أول أمس نداء استغاثة الى اخوانه وأبنائه المواطنين والى ضيوف الكويت المقيمين على أرضها وجمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية الى المسارعة في المشاركة في الحملة الوطنية لمسيرة الخير والعطاء لاغاثة الاخوة أبناء الشعب السوري الشقيق داخل سوريا وخارجها من اللاجئين والمشردين للتخفيف من معاناتهم المأساوية.
وكان رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق قد قال في كلمته في المؤتمر الثاني للمنظمات الدولية المانحة لسوريا أمس ان العالم ازاء كارثة انسانية يعيشها الشعب السوري في الداخل والخارج بدات فصولها الدامية قبل ثلاث سنوات ومازالت اخذة في التفاقم.
واوضح ان الشعب السوري اصبح مشردا في الداخل والخارج وتعرض لعملية ابادة حقيقية تجسدت في قتل الانفس وهدم البيوت واستخدام الاسلحة الكيميائية. وذكر ان تقديرات الامم المتحدة تشير الى وجود حوالي 9.3 ملايين سوري تضرروا من جراء الازمة نزح منهم داخليا نحو 6.5 ملايين شخص في حين سجل 3.2 ملايين شخص كلاجئين في الدول المجاورة لسوريا مضيفا ان العدد الحقيقي للاجئين يفوق ذلك بكثير.
وقال المعتوق ان العامل الانساني ليس حاسما وحده في مواجهة تداعيات هذه الجرائم الانسانية التي يتعرض لها الشعب السوري داعيا الى تدخل المجتمع الدولي للتصدي لهذا النزيف ووقف هذه الماساة. واضاف ان المبالغ التي تم انفاقها على برامج اغاثة الاشقاء السوريين منذ مؤتمر المنطمات غير الحكومية العام الماضي بلغ نحو 190 مليون دولار بزيادة بلغت اكثر من سبعة ملايين دولار على تعهدات الجمعيات الخيرية الخليجية والاسلامية خلال المؤتمر والبالغة 183 مليون دولار.
وقال المعتوق ان الهيئة الخيرية تعتزم انشاء مدينة سكنية للاجئين السوريين تضم 2000 بيت مزودة بخدمات تعليمية وطبية وذلك بتوجيهات كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.
وأفاد بأن المدينة الجديدة تماثل «قرية الكويت النموذجية» التي أقامتها الهيئة الخيرية في منطقة كيليس التركية وضمت الف بيت وقرية مماثلة في مخيم الزعتري ضمت أيضا الف بيت مبينا انه مع كل قرية أنشأت الهيئة عددا من المدارس والمساجد والمراكز الطبية. من جانبه توقع الأمين العام المساعد للشؤون الانسانية في منظمة التعاون الإسلامي عطا المنان البخيت في كلمة القاها في المؤتمر ان يكون هناك نحو 16 مليون سوري داخل سوريا بحاجة للدعم الإنساني في نهاية العام الحالي مضيفا ان المؤتمر السابق كان ناجحا بكل المقاييس حيث قدمت المنظمات الانسانية اكبر قدر من المعونات للشعب السوري الذي يواجه اليوم تحديا اكبر.
وشدد على ضرورة تحلي المجتمع الدولي بالعزيمة والمسؤولية لتكون حافزا لهم لمساعدة الشعب السوري وتنسيق الجهود في ضوء غياب الحل السياسي معربا عن امله في ان تكون المساعدات في إطار عالمي.
من جهته قال نائب رئيس الجمعية الكويتية للاغاثة احمد الجاسر في كلمته نيابة عن الجمعيات الخيرية الكويتية انه استشعارا من تلك الجمعيات لعظم الماساة السورية فقد اطلقت مشروع النداء الموحد من اجل سوريا «الذي نشترك فيه لاول مرة كجمعيات حكومية وغير حكومية في نداء اغاثي موحد».
وذكر ان المشروع يستهدف انشاء عشر مدن اسكانية للاجئين السوريين بواقع 1000 بيت لكل مدينة بتكلفة تقدر بنحو اربعة ملايين دينار.
واضاف ان الجمعيات الخيرية الكويتية تعهدت خلال المؤتمر الاول للمنظمات غير الحكومية العام الماضي بجمع 183 مليون دولار لاغاثة السوريين مضيفا انه كان للمشاريع الاغاثية التي نفذتها في مناطق اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري اثر ملموس في استكمال الجهود الانسانية الاخرى لتخفيف المأساة التي تفوق قدرات المنظمات غير الحكومية وتتطلب اسهامات الدول لاحتواء مضاعفاتها الانسانية.
وكان اعرب السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون قد عبر في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» قبل ايام عن امتنانه للكويت لدعمها السخي ورؤيتها الرامية الى وضع حد للأزمة الانسانية في سوريا.
وقال بان بمناسبة زيارته الرسمية للكويت لترؤس جلسات المؤتمر الدولي الثاني للمانحين «نحن ممتنون كثيرا لصاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لرؤيته ودعمه السخي من اجل انهاء الأزمة الانسانية التي يواجهها الشعب السوري».
وأعرب عن الأسف ازاء تسلم الأمم المتحدة مبلغ 1.5 مليار دولار امريكي فقط من اجمالي المبلغ الذي طلبت توفيره في العام الحالي لسوريا والبالغ 6.5 مليارات دولار مشددا على اهمية استمرار تقديم الدعم للدول المجاورة لسوريا والتي استقبلت اعدادا كبيرة من اللاجئين معتبرا ذلك «مسؤولية اخلاقية».
وأشار الى ان دولة الكويت قدمت مبلغ 300 مليون دولار في المؤتمر الدولي الاول للمانحين الذي عقد في الكويت في يناير الماضي وتم تخصيص نسبة 75 في المئة منه لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة فيما حصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على نسبة الـ 25 في المئة المتبقية. وكان برنامج الامم المتحدة الانمائي قد اكد اهمية المؤتمر الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا ودوره في دعم الجهود الانسانية التي ينفذها في سوريا ودول الجوار المتأثرة بالازمة السورية.
وقال البرنامج في بيان صحفي ان الازمة السورية ألحقت الضرر بنحو 50 في المئة من السكان وشردت نحو 6.5 ملايين شخص واجبرت نحو 2.3 مليون شخص على الفرار من سوريا الى بلدان مجاورة لافتا الى ان نحو 80 في المئة منهم يعيشون في مخيمات للاجئين فيما امتدت تداعيات الازمة الى المجتمعات المحلية في البلدان المستضيفة للاجئين.
واشاد مساعد السكرتير العام للامم المتحدة والمنسق الاقليمي للازمة السورية نايجل فيشر هنا اليوم بالدور الرائد الدولة الكويت في العمل الانساني في سوريا وجميع انحاء العالم.
واعتبر فيشر ردا على سؤال لـ «كونا» اثر اختتام مؤتمر المنظمات الدولية غير الحكومية المانحة للشعب السوري النداء الذي دعا فيه سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الجميع في الكويت الى المساهمة في اغاثة الشعب السوري بادرة «طيبة» تضاف الى سجل سمو امير البلاد في العمل الانساني ولسجل الكويت التي تعتبر من اكبر الدولة المانحة للشعب السوري. وقال ان احتياجات الشعب السوري تتزايد بشكل كبير يوما بعد آخر في ضوء استمرار الازمة السورية وتدهور الوضع وارتفاع اعداد اللاجئين معربا عن الامل في ان يكون المؤتمر بمثابة التحدي لجميع الحكومات لمساعدة الشعب السوري بكل سخاء. واكد حرص منظمة الامم المتحدة على دعم اللاجئين السوريين في دول الجوار وتوفير الاحتياجات الانسانية اللازمة لهم والخدمات التعليمية للاطفال. واعرب عن الامل في ان يحقق مؤتمر المانحين الدولي الثاني لدعم الوضع الانساني في سوريا المقرر عقده في الكويت غدا النجاح الذي حققه في نسخته الاولى لتلبية نداء المنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني.
وقال ان المؤتمر يسعى الى جمع نحو ستة مليارات دولار امريكي الا انه اعتبر هذا الهدف «صعبا» متمنيا ان يتمكن المؤتمر من جمع ملياري دولار على الاقل لدعم اللاجئين السوريين خلال الفترة المقبلة.
ولفت المسؤول الاممي ردا على سؤال الى الوضع الانساني الصعب الذي يعيشه ابناء مخيم اليرموك في سوريا المحاصر منذ فترة طويلة في ضوء انعدام الغذاء والدواء داعيا الى ضرورة عدم اغفال الوضع هناك والعمل على ايجاد حل ينهي مأساتهم.
وكان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وجه نداء استغاثة أمس الأول و دعا من خلاله الجميع في الكويت الى المشاركة في الحملة الوطنية لاغاثة أبناء الشعب السوري الشقيق داخل سوريا وخارجها من اللاجئين والمشردين للتخفيف من معاناتهم المأساوية.
ويأتي هذا النداء تأكيدا على دور دولة الكويت الرائد والسباق في العمل الخيري والذي جبل عليه أهل الكويت وذلك في اطار الاستعدادات التي تجري على قدم وساق لاستضافة المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي تستضيفه دولة الكويت بعد غد الاربعاء. وعلى صعيد الاستعدادات لهذا الحدث المهم افتتح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة التنسيقية العليا للمؤتمرات الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح مساء اليوم المركز الاعلامي الخاص بأعمال المؤتمر.
وقال الوزير محمد العبدالله في تصريح صحافي عقب جولته في المركز ان المؤتمر الذي تستضيفه دولة الكويت للمرة الثانية يهدف الى جمع أكبر رقم من التبرعات بغية رفع المعاناة عن اللاجئين السوريين الذين اقترب عددهم من سبعة ملايين لاجئ في داخل سوريا وخارجها.
من جانبه قال وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح ان استضافة الكويت للمؤتمر «شرف لنا ويأتي من أجل رفع معاناة السوريين في داخل سوريا وخارجها خصوصا في دول الجوار السوري التي تستقبلهم».
في موازاة ذلك لاقى نداء سمو أمير البلاد ترحيبا واسعا محليا وإقليميا ودوليا فعلى الصعيد المحلي أكدت جمعيتان خيريتان كويتيتان الليلة استمرارهما في بذل كل الجهود في مجال العمل الانساني وخصوصا لدعم اللاجئين السوريين في محنتهم ومعاناتهم نتيجة الازمة التي تمر بها سوريا حاليا.
وأعربت الجمعيتان عن التقدير لمبادرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح باستضافة دولة الكويت المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي يتماشى مع الدور الكويتي الرائد في تقديم المساعدات للشعب السوري.
وقال العضو في جمعية احياء التراث الاسلامي ابراهيم العليط لـ «كونا» على هامش افتتاح المركز الاعلامي الخاص بالمؤتمر ان الجمعية تهدف الى جمع أكبر مبلغ لتأمين المساكن للاسر السورية بدول الجوار السوري وتغطية احتياجاتها.
من جانبه قال مدير جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية جمال عبدالخالق النوري في تصريح مماثل ان الكويت من أكبر المساندين للشعب السوري متمنيا لمؤتمر المانحين الدولي الثاني لدعم الوضع الانساني في سوريا النجاح في أعماله وتحقيق الغاية المرجوة منه موضحا أن الجمعية أنفقت ستة ملايين دولار لمساعدة الشعب السوري منذ بداية الازمة السورية.
من جهته قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق ان الهيئة دعت 165 منظمة إنسانية وشخصية خيرية و70 جمعية خيرية من الكويت وخارجها لحضور مؤتمر المنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي سيعقد غدا على هامش المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا.
عربيا سارعت المملكة العربية السعودية بالترحيب بإعلان حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد استضافة دولة الكويت للمؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا اليوم الأربعاء.
كما أعرب مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته الأسبوعية التي عقدت أمس الأول عن الأمل بأن يخرج المؤتمر بنتائج تخفف من معاناة الشعب السوري وخاصة النازحين منهم.
بدوره أكد رئيس مجلس ادارة الهلال الاحمر الاردني الدكتور محمد الحديد الليلة قبل الماضية ان دور الكويت الرائد في مجال العمل الانساني يعتبر مثالا يحتذى به في العالم «حيث قدمت الغالي والنفيس للاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا».
وأعرب الدكتور الحديد في تصريح لـ «كونا» عقب افتتاح المركز الاعلامي الخاص بالمؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا عن الامل في أن تحذو دول العالم حذو دولة الكويت في مساعدتها للاشقاء السوريين خصوصا في ظل تفاقم الازمة في سوريا متقدما بخالص الشكر والامتنان لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على استضافة دولة الكويت مؤتمري المانحين الاول والثاني.
من جانبه أشاد الممثل الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دول مجلس التعاون الخليجي عمران رضا بدور دولة الكويت المهم في رفع المعاناة عن اللاجئين السوريين ودعمهم بكل الطرق المتاحة.
وقال رضا لـ «كونا» مساء امس الأول على هامش افتتاح المركز الإعلامي الخاص بمؤتمر المانحين إن استضافة الكويت للمؤتمر للمرة الثانية هو كرم منها ومن سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين مشيرا الى أن ما قدمته دولة الكويت في الماضي استطاع أن يزرع الامل في نفوس السوريين «وهو ما يطمح اليه المؤتمر في نسخته الثانية».
دوليا أشاد السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بجهود سمو أمير البلاد مؤكدا أهمية مؤتمر المانحين الثاني.
وشدد بان في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الليلة على اهمية المؤتمر المرتقب عقده في الكويت لدعم اللاجئين السوريين لافتا الى ان المؤتمر الثاني «خطوة مهمة وسخية ينبغي الاشادة بها».
وفي باريس رحبت مجموعة أصدقاء سوريا التي اجتمعت أمس في بيانها الختامي بمبادرة دولة الكويت لاستضافة المؤتمر الدولي الثاني للمانحين.
ودعا البيان الختامي للمجموعة جميع البلدان إلى تعبئة مواردها المالية من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية داخل سوريا وفي بلدان المنطقة التي تستضيف الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين.
من جهتها أعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة «يونيسف» أمس ان وفدا رفيع المستوى سيتوجه خلال ايام الى الكويت للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا موضحة أن الوفد المشارك بالمؤتمر سيضم نائب المدير التنفيذي يوكا براندت ومديرة مكتب «يونيسف» الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ماريا كاليفيس ومدير «يونيسف» لحالات الطوارئ بالمقر الرئيسي في نيويورك تيد شيبان. كما ثمنت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية رنا صيداني الليلة دور دولة الكويت وجهود سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في استضافة مؤتمر المانحين الدولي الثاني.
وكشفت صيداني في تصريح لـ «كونا» عن ان المنظمة تخطط هذا العام لجمع 178 مليون دولار أمريكي لصرفها على حملات التلقيح ضد شلل الاطفال لمليوني طفل تقريبا خلال الاشهر الاربعة المقبلة.
بدورها أكدت سويسرا أمس أن الكويت تقدم من خلال استضافة المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا مثالا متميزا على تفهم حجم الازمة الانسانية السورية.
وقال رئيس الوفد السويسري المشارك في المؤتمر مانيويل بسلر لـ «كونا» ان الدور الكويتي المتميز في التعامل مع الازمة الانسانية في سوريا يعكس رغبة الارادة السياسية للبلاد في معالجة الازمة انطلاقا من اكثر ملفاتها ايلاما والمتمثل في ازمة انسانية غير مسبوقة في التاريخ مشيرا إلى أن دولة الكويت أوفت بالتزاماتها كاملة خلال العام الماضي ولم تتقاعس عما وعدت به. وكشف أن سويسرا ستعلن عن تخصيص مساهمة بحوالي 30 مليون دولار في المؤتمر المرتقب موزعة على اربعة محاور اساسية بينها دعم اللجنة الدولية للصليب الاحمر وبرنامج الأغذية العالمي ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ومفوضية الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
وكان رئيس الانشطة المصاحبة لمؤتمر المانحين الثاني محمد بن رضا قال امس ان المعارض المصاحبة للمؤتمر تهدف الى ابراز دور الكويت وجمعياتها الخيرية في مجال الاغاثة الانسانية ومساعدة اللاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا.
وبين بن رضا لـ»كونا» على هامش افتتاح معرض الصور الثاني المصاحب للمؤتمر الليلة الماضية ان من الجمعيات الخيرية المشاركة في المعرض الجمعية الكويتية للاغاثة وجمعية النجاة الخيرية الى جانب تعاون ثماني جمعيات اخرى منها جمعية الهلال الاحمر الكويتي التي افتتحت معرضها الاول المصاحب للمؤتمر في وقت سابق في مجمع 360 التجاري.
وقد أطلقت جمعيات خيرية كويتية حكومية وغير حكومية نداء للمساهمة في بناء عشر مدن اسكانية للاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا بكلفة 40 مليون دينار كويتي «ما يعادل 142 مليون دولار». وقال نائب رئيس الجمعية الكويتية للاغاثة أحمد سعد الجاسر انها المرة الاولى التي تشترك فيها المؤسسات الخيرية في عمل واطلاق نداء موحد للاغاثة لافتا الى أن طرح مشروع النداء الموحد يتزامن مع اعلان سمو أمير البلاد استضافة الكويت المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا «كويت 2» ما يعكس مساندة الكويت أميرا وحكومة وشعبا للقضية السورية.
من جهته قال نائب مدير عام جمعية النجاة الخيرية والمنسق العام في الجمعية الكويتية للاغاثة جابر الوندة في تصريح مماثل ان حجم التعهدات التي تتطلع الجمعيات الخيرية الى جمعها في المؤتمر الثاني للمانحين تقارب الـ100 مليون دولار.
في غضون ذلك قال عضو مجلس ادارة جمعية العون المباشر فيصل الزامل ان دولة الكويت تتميز بدعمها المستمر وتفاعلها مع جميع الازمات التي تقع في دول العالم الاسلامي موضحا أن الامم المتحدة تعتبر الكويت نقطة ارتكاز للعمل الانساني المقدم للاجئين السوريين منذ اندلاع الازمة السورية.
وعلى صعيد الاستعدادات الأمنية أعلنت وزارة الداخلية الانتهاء من تنفيذ متطلبات العمليات الامنية واتخاذ كافة الاجراءات الامنية والمرورية لانطلاق اعمال مؤتمر المانحين للدعم الانساني في سوريا بالتزامن مع اكتمال ملامح الخطة الامنية. يذكر ان المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي تنطلق اعماله هنا بعد غد الاربعاء سيشهد مشاركة 86 دولة اضافة الى عدد كبير من المسؤولين من شتى أنحاء العالم في مقدمتهم الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون.